مسلسل أفغانستان: طابور الموت الأمريكي ينتصب في غوانتانامو
في الوقت الذي تحطمت فيه طائرة أمريكية جديدة شمال شرق أفغانستان جنوبي قاعدة باغرام الجوية وهي تحمل على متنها سبعة من قوات المارينز الأمريكية لقي اثنان منهم مصرعهما على الفور حطت طائرة رئيس الحكومة الانتقالية حامد قرضاي في طوكيو بعد العربية السعودية في أول زيارة له خارج البلاد كرئيس معين من قبل مؤتمر بون وذلك لحضور مؤتمر الدول المانحة للمساعدات لأفغانستان الذي يتزامن انعقاده مع التحضيرات الإخراجية والطباعية لهذا العدد…
وفور وصوله إلى طوكيو أعرب قرضاي في استجداء واضح أنه وشعبه ينتظران العودة من اليابان بجيوب مليئة حيث من المقرر أن تقدم اليابان والولايات المتحدة والسعودية ودول الاتحاد الأوربي وغيرها من أصل 60 حكومة ومنظمة دولية تشكل بمجموعها قوام المؤتمر المذكور قرابة 15 مليار دولار لإعادة إعمار البلاد التي مزقتها الحروب الداخلية والخارجية طيلة عقدين كاملين على أن يجري تقديم هذه المعونات على دفعتين، الأولى 5 مليارات في الأشهر الخمسة القادمة، والمليارات العشرة على امتداد عشر سنوات لاحقة شريطة أن تتركز على البنية التحتية والتعليم وحقوق المرأة لتجاوز آثار فترة حكم طالبان…
وفي موازاة ثقلها العسكري على الأرض الأفغانية يبدو أن الولايات المتحدة تريد ثقلاً واضحاً في مؤتمر طوكيو في محاولة منها لرسم مساره والتحكم فيه هو الآخر حيث أوفدت كلاً من وزير خارجيتها ووزير ماليتها إن لم يعتبر الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان ممثلاً بارزاً ثالثاً لواشنطن…
أما التسريبات الأولية عن المؤتمر فتقول بأن الدول المانحة ترى في تقديم المساعدات عاملاً رئيسياً في إلغاء مبررات الإرهاب ومنظماته المعتمدة على تجارة المخدرات، ولكن هذه التسريبات لم تتحدث عن مكافحة شبكات التجار ومراكزهم في الخارج المطلوبين حكماً لتوزيع المخدرات الأفغانية في المنطقة والعالم… وهنا أيضاً يبقى السؤال عن الآليات التي سيقرها المؤتمر لإلغاء احتمال نشوء شبكات فساد داخل الحكومة الأفغانية الحالية أو أي حكومة لاحقة، والتي ستتعامل مع هذه المبالغ الضخمة إن وصلت كاملة أصلاً، إذ أن تجربة دول أخرى مع صيغة الدول المانحة لم تتجاوز صيغ الوعود الأولية دون أن تكتمل…
إلى ذلك، وبينما تستعد القوات الألمانية لاستلام قيادة القوة الدولية العاملة في أفغانستان من بريطانيا أكد حاكم مدينة قندهار أن الملا عمر زعيم طالبان ما زال موجوداً في البلاد وأن قوات القبائل المعززة بالقوات الأمريكية سوف تواصل ملاحقتها إياه. وفي هذه الأثناء أثارت الصور التي وزعتها وزارة الدفاع الأمريكية عن حال أسرى طالبان ومنظمة «القاعدة» المحتجزين في قاعدة غوانتانامو الأمريكية في كوبا حفيظة منظمات حقوق الإنسان وغيرها من الجهات المهتمة لمخالفة الطريقة التي تتعامل بها القوات الأمريكية مع مسجونيهم لبنود اتفاقيات جنيف الخاصة بأسرى الحرب…
والجدير ذكره أن مسؤولي البنتاغون الأمريكي أكدوا مسبقاً أن هؤلاء لن يعاملوا على أساس هذه البنود، وبالفعل فقد أظهرتهم الصور وهم جاثون على ركبهم يرتدون الثياب الحمراء أي المخصصة للمحكومين سلفاً بالإعدام علماً بأنهم لم يقدموا لأي محاكمة كما ينبغي اعتماده في التعامل حتى مع المجرمين والهمجيين…
وبغض النظر عن الموقف من هؤلاء المنتمين إلى منظمة «القاعدة» أو «طالبان» والذين قد يتعرضون لعملية إبادة سريعة كسابقيهم في مزار الشريف فكأن الولايات المتحدة في وضعها إياهم على طابور الموت شكلاً على الأقل بدعوى خطورتهم تريد أن ترد على الإرهاب المنسوب إليهم بإرهاب مواز يتنصل من الأعراف كافة ويستفز المزيد من المشاعر المتطرفة من جراء الحنق على السياسات والممارسات الأمريكية بما يكرس تقسيم العالم بين بن لادن وبوش، بين إرهاب المنظمات وإرهاب الدولة دون أن يتغير أي شيء في جوهر الطرفين، فكلاهما إرهابي وكلاهما إرهاب!!
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 167