أمريكا تبعث نيغروبونتي: صانع الخراب وكبار الديكتاتوريات.. سفيراً إلى العراق

ليس صدفة أن يعينه الرئيس بوش سفيراً له في الأمم المتحدة بعد يومين من أحداث 11 أيلول 2001 ليقود حرباًَ على الدبلوماسية الدولية وهانز بليكس.

فنيغرو بونتي خبير بمثل هذه الحروب والمواجهات مع كل الشرعيات الوطنية والدولية وأثبت جدارته في كل البلدان التي خدم فيها مصالح الولايات المتحدة الأمريكية، وسيحل نيغرو بونتي، في أكبر سفارة للولايات المتحدة في العالم محل بريمر ليكون أول سفير بعد نقل اغلسفارة الصوري للعراق في نهاية شهر حزيران القادم، بعد أن أثبت بريمر أنه عاجز عن مواجهة المرحلة القادمة، فاختيار نيغروبونتي قد جاء بعد دراسة متأنية لمقتضيات الوضع في العراق والمنطقة في المرحلة القادمة.

بين عامي 1970-1971 كان ضابطاً في فيتنام ومسؤولاً في مجلس الأمن القومي بقيادة هنري كيسنجر، ومن ثم انتقل إلى العمل في نفس المؤسسة بقيادة كولن باول وزير الخارجية الحالي، كمساعد لمستشار الرئيس لشؤون الأمن القومي، قبل أن يعين سفيراً في المكسيك، وعمل سفيراً للولايات المتحدة في العديد من دول أميركا الوسطى حتى عام 1993 وفي نفس الوقت كان مسؤولاً عن جهاز الاستخبارات إبان الحرب على المتمردين الزاباتيين في شياباس، انتقل عام 1993 ليكون سفيراً لبلاده في الفيلبين إبان حكم الجنرال فيدل راموس وبقي حتى عام 1997 قبل أن ينقل إلى القطاع الخاص للعمل كنائب رئيس لمؤسسة ماك غرو هيل التي تدير مؤشرات البورصة في الولايات المتحدة وارتبط اسمه بالكثير من المخالفات وبقي حتى عام 2001 عندما استدعاه الرئيس بوش ليعينه سفيراً للولايات المتحدة في الأمم المتحدة رغم احتجاجات العديد من ممثلي الدول الكبرى.

إذا كان ما فعله في فيتنام وكمبوديا من جرائم يمكن اعتبارها تنفيذاً لأوامر رؤسائه، فإن ما فعله في هندوراس عندما كان سفيراً لبلاده بين عامي 81-85 من مسؤوليته منفرداً ففي الوقت الذي قررت فيه إدارة الرئيس كارتر عدم دعم الديكتاتوريات التي حكمت آنذاك في أميركا اللاتينية، ولا الحؤول دون سقوط سوموزا على يد الثوار الساندينيين في نيكارغوا ومع وصول ريغن إلى الرئاسة تغيرت المعادلة وقرر الرئيس القادم من هوليود استعادة المعركة بأي ثمن، ولكون الأرضية الاجتماعية والاقتصادية في  تلك المنطقة لم تكن تسمح بتدخل مباشر من قبل الجارة الكبرى، إذ كان من الصعب تسويق الولايات المتحدة في أمريكا اللاتينية، لهذا لجأت الإدارة الأمريكية إلى اتباع أسلوبين اثنين: أطلق نيغروبونتي نفسه عليها اسم: حرب التوتر المنخفض، أي الحرب ضد المدنيين وعدم الزج بالقوى العسكرية إلاّ على شكل ميليشيات أو مرتزقة أو قوى  فصل، عام 1981 بدأ دعمه للعمليات السرية وتسليح الميليشيات المعادية لنظام الحكم اليساري في نيكاراغوا خوفاً من وصول الحريق إلى السيلفادور، لجأ نيغرو بونتي إلى هندوراس التي حولها إلى قاعدة خلفية للتسليح والتدريب، ورفع المساعدات العسكرية الأمريكية من 4 ملايين دولار إلى 77.4 مليار. 

في عام 1984 كان نيغروبونتي شخصياً يقود العمليات السياسية والعسكرية للالتفاف على قرار أصدره الكونغرس الأميركي بمنع، بيع الأسلحة فلجأ إلى زعيمين للمرتزقة هما توماس بوزاي، ودانا باركر، بالتعاون مع نائب الرئيس آنذاك جورج بوش الأب، وذلك بعد أن وضعوا مخططاً لتهريب الأموال إلى الكونترا عن طريق الهندوراس، وافتضح الأمر في الولايات المتحدة لكن إدارة ريغن أنكرت معرفتها بفضيحة الكونترا وطوت الملف.

في الهندوراس

بالتعاون مع قائد الجيش في الهندوراس الجنرال كوستافو الفاريز مارتينيز، أرسل نيغرو بونتي جنوداً من هندوراس للتدريب على فنون الحرب، النفسية وقمع المعارضة، وأساليب التحقيقات الأمنية، والتعذيب، وطرق التعامل مع المعارضين والموقوفين فيما يسمى ((المدرسة الأمريكية)) الموجودة في فورد بننغ بولاية جورجيا والتي تم إصلاحها وأطلق عليها الرئيس بيل كلينتون اسم المدرج الغربي للتعاون الأمني حيث عاد الديمقراطيون الأمريكييون ودعوا لإقفالها بعدما افتضح دورها الحقيقي ومن خريجيها كان: مانويل مورييغا وعمر توريجو من باناما وليبولت غالثيري، وربرتو فيولا من الأرجنتين، وجميع هذه القيادات تم تنصيبها من قبل نيغرو بونتي قبل أن تنتهي بالسجون وبعضهم في السجون الأمريكية كما افتضح بعد حين أن تمويل عمليات الكونترا والميليشيات التابعة للأنظمة الديكتاتورية في أميركا اللاتينية كان يتم من خلال بيع الأسلحة سراً ومن بينها الفضيحة المعروفة بإيران غيت، ومن خلال تجارة المخدرات من خلال مجموعات من الهندوراس ومن الكونترا مخصصة لهذه الأعمال التي كانت تدار بإشراف نيغرو بونتي نفسه..

الأمم المتحدة:

 

منذ تعيينه في منصبه في الأمم المتحدة جهد نيغرو بونتي بمحاربة هانز بليكس وتعطيل أي دور جماعي للأمم المتحدة ومجلس الأمن، كما عمل على وضع نظام تجسس، وتنصت على أعضاء مجلس الأمن، وعلى الأمين العام للأمم المتحدة ونجح في تعطيل دور هذه المؤسسة الدولية. ويأتي السفير فوق العادة جوني نيغرو بونتي إلى العراق بعد النقل الصوري للسلطة والسيادة، وربما ليقوم بنفس الأدوار التي يتقنها، وتتمثل بتعطيل أي دور للأمم المتحدة والاعتماد على الحرب المنخفضة التوتر أو اساليبه في فيتنام وكمبوديا.