مساطر جديدة.. وفيلم أمريكي طويل.. ليراهن المراهنون على من شاؤوا.. نفوسٌ أباةٌ وماض مجيد.. وروحُ الأضاحي رقيبٌ عتيد
بانسجام شديد مع سياسته العدوانية على شعوب العالم، لخّص جورج بوش موقف إدارته من التظاهرات المناوئة للاحتلال التي عمّت مؤخراً العراق من شماله إلى جنوبه. ومن شرقه الى غربه .. قائلاً: «السيد الصدر لا يريد الديمقراطية، لذلك أصدرنا مذكرة توقيف بحقه»!!..
هكذا.. وبكل بساطة.. هي ديمقراطية الاعتقال الأمريكية التي تستبيح كل شيء لتمارس الغزو والقمع والعدوان والقتل والتدمير...
وعلى معزوفة «الديمقراطية» الأمريكية هذه، نعقت وتنعق خفافيش الظلام بعدما خرجت من أوكارها مستقوية بديمقراطية أسيادها.. في ظل حالة انعدام التوازن المؤقت، لترسم للوطن ملامح التبعية وتبشّر باحتلال أمريكي مرتقب لتحريره من الطغيان..
من الغادري.. إلى نيوف
أمس ارتفع صوت فريد الغادري من واشنطن معلناً عن حزب الإصلاح السوري...، واليوم، ترتفع من باريس أصوات من يُسمون أنفسهم بـ «المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية».. الذين عقدوا مؤتمرهم الأول في الفترة من 27 إلى 29 آذار المنصرم، تحت شعار: «العصيان المدني ودحر الطغمة الفاشية الحاكمة طريقنا الأساسي إلى إقامة الدولة الوطنية الديمقراطية العلمانية»!!..
لقد انبثق هذا المجلس في تموز 2001 حين أعلن نزار نيوف وآخرون عن تأسيسه.. بعدما مهدوا له بحملة واسعة حول الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان... وصولاً إلى اتهام سورية بامتلاكها أسلحة دمار شامل لينالها العقاب الأمريكي على الطريقة العراقية...
الصورة المكتملة
بدورنا، لن نمارس لعبة بعثرة ورمي التهم جزافاً بحق أحد.. ولكن دعونا نضع بعض النقاط على حروفها لتكتمل الصورة بعيداً عن خلط الأوراق والألوان لفصل كلمة الحق عن الباطل الذي أريد لها...
مما لا شك فيه أن تحقيق كرامة الوطن والمواطن تستدعي الاستجابة لمتطلبات المرحلة الراهنة، وهي مهمة وطنية من الدرجة الأولى وشرط ضروري لتعبئة قوى المجتمع وتنظيمها على الأرض تحضيراً للمواجهة القادمة في الدفاع عن السيادة الوطنية، وفي هذا الإطار تندرج مسألة تحقيق وتوسيع الحريات الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، استكمالاً للترابط الجدلي بين مفهومي الوطن والمواطن، اللذين يغدوان دون الكرامة مجرد مصطلحات خشبية وشعارات جوفاء سهلة الاختراق من منظومة المفاهيم «الديمقراطية» الأمريكية الانتقائية...
بهذه الرؤية، دعونا نقرأ سطوراً مما جاء في المؤتمر الأول السالف الذكر «للمجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة»، نقول: نقرأ سطوراً، لوضوح العبارات الواردة في البلاغ الصادر عنهم، وليعفنا ذلك من مهمة القراءة فيما بين السطور.. لندرك أي وطن يريدون، وأي حقيقة، وأي عدالة، وأي مصالحة ينشدون.. ومع من؟!..
حماة الديار عليكم سلام
بداية، وقبل انعقاد المؤتمر، كان قد جرى تصويت مسبق بواسطة البريد الإلكتروني على إمكانية افتتاح أعمال المؤتمر بالنشيد الوطني «حماة الديار». إلا أن النتيجة جاءت رافضة ذلك بأغلبية 44 صوتا من أصل 57 عضواً.. معللين ذلك بكون النشيد الوطني ينطوي على عبارات «شوفينية واستعلائية تحط من قدر الشعوب الأخرى، فضلاً عن أن المجتمع السوري مكون من أقليات قومية غير عربية لا يشير إليها النشيد ولا إلى دورها في بناء الوطن السوري»!.
بدورنا نود أن نسأل أصحاب المجلس: هل يريدون أن يكون النشيد السوري نشيداً لا وطنياً (كوسموبوليتياً) حتى يرضوا عليه، كي لا يحمل في طياته عبارات «شوفينية»؟.. ومن أي مقطع من النشيد تأتي العبارات «الشوفينية الاستعلائية»؟؟.. هل من نداء الكرامة: (حماة الديار عليكم سلام.. أبت أن تذِلًَ النفوسُ الكرام).. أم من الحفاظ على سيادة الوطن: (عرينُ العروبةِ بيتٌ حرام.. وعرشُ الشموسِ حمىً لا يُضام).. أو من محاكاة جمال دمشق: (ربوعُ الشام بروجُ العَلاء تحاكي السماءَ بعالي السناء.. فأرضٌ زهت بالشموس الوضاء.. سماءٌ لعمُرك أو كالسماء).. أم من راية الوحدة الوطنية التي تشمل كل من في البلاد، وروح الفداء دفاعاً عن تراب الوطن: (رفيفُ الأماني وخفقُ الفؤاد.. على علم ضم شملَ البلاد.. أما فيه من كل عين سواد.. ومن دم كلًِِ شهيد مداد).. أم من الكبرياء وعدم الانصياع للمحتلين والتفاخر بالصفحات المضيئة من تاريخ شعبنا والدعوة إلى إشادة بنيان الوطن: (نفوسٌ أباةٌ وماض مجيد.. وروحُ الأضاحي رقيبٌ عتيد.. فمنًَا الوليدُ ومنًَا الرشيد.. فلم لا نسودُ ولم لا نشيد)؟؟!!.
وهنا نسأل: هل من ضرورة تبقي على صفة «الوطني» لاسم «مجلسهم الوطني ..»؟!..
سورية.. والتحولات الاستراتيجية
نعود للمؤتمر، الذي جاء في تقريره التنظيمي: (أجمع الأعضاء الحضور على أن «إعادة الإحياء» جاءت استجابة لحاجة موضوعية فرضتها التحولات الاستراتيجية في المنطقة وما يمكن أن تخلفه على الساحة السورية..)..
إذن التحولات الاستراتيجية هي التي جعلت العدوان الأمريكي على الشعوب قدراً «ديمقراطيا».. يتأملون «ما يمكن أن تخلفه على الساحة السورية..».. محاولين بعد ذلك اعتبار الحديث عن إعادة إحياء «المجلس» بطلب من أوساط أميركية رسمية، أنه جزء من حملة التضليل..
وخلص المؤتمر إلى اتخاذ قرار يؤكد: إن «المجلس» هو حركة حقوقية وليس حزبا سياسيا، لكن مهماته وبرامجه ـ وبسبب من الطابع الخاص للوضع الانتقالي السوري، سلطة ومجتمعا ومعارضة ـ هي أكبر من مهمات وبرامج منظمة حقوقية بالمعنى المألوف والمتداول، وأصغر من مهمات وبرامج حزب سياسي. ليجمع بذلك بين الحركة الحقوقية والحزب السياسي ليكون جاهزاً عند الطلب لملء أي دور يُطلب منه.. «بسبب من الطابع الخاص للوضع الانتقالي السوري»..
الخطوط الحمراء
وتابع التقرير: أن كلاً من منظمات حقوق الإنسان وأحزاب المعارضة السياسية ظلا يقيدان نفسيهما بخطوط حمراء لا يستطيعان تخطيها، إما بسبب الخوف أو لاعتبارات سياسية انتهازية تتلطى خلف «مقولات بليدة» من قبيل «المصلحة الوطنية» و «الأخطار التي تحيق بالبلاد»... (هكذا)..
لقد أصبحت «المصلحة الوطنية» و «الأخطار التي تحيق بالبلاد»... بلادة وقيداً مرفوضاً لديهم.. فماذا يبقى من الوطن إذا حيّدنا كلا الأمرين.. وماذا يتبقى من مفهوم السيادة الوطنية.. وأي سياسيين هم الذين لايأخذون «المصلحة الوطنية» و «الأخطار التي تحيق بالبلاد» بعين الاعتبار في رؤيتهم السياسية بعد أن انحصرت مهمتهم اللا وطنية في فتح الأبواب على مصراعيها أمام الأجنبي الدخيل عربون وفاء لغزوه حياض الوطن؟!!.. طالما أن هاتين المسألتين يجب أن لاتكونا خطوطاً حمراء.. بل من الواجب تخطيهما!!..
إصلاح من الخارج.. وهبَّة!
وفيما يتعلق بالتقرير الثاني المقدم للمؤتمر، وهو تقرير «الوضع الوطني العام»، رأى المؤتمر: (أن تطورات الأوضاع الداخلية خلال الأعوام الثلاثة الماضية أكدت صحة ما كان تنبأ به بيان التأسيس الصادر في تموز/يوليو 2001 حين أشار إلى أن النظام غير قابل للإصلاح من داخله..)..
وهي دعوة صريحة (للإصلاح من الخارج).. والخارج هنا ليس دولة بوركينا فاسو بطبيعة الحال!!..
ويتابع تقرير «الوضع الوطني العام»: (جاءت الممارسات الدموية في قمع الهبة الشعبية الكردية لتؤكد مرة أخرى، لكل من لم يشف من داء «الخرف السياسي» هذا، أن «الحل» العسكري ـ الدموي وحده ما تتوفر عليه الطغمة الحاكمة لجميع المشاكل السياسية التي تعصف بالبلاد)..
مع احتفاظنا برؤيتنا لكيفية التعامل مع أحداث القامشلي المؤسفة، والتي نشرتها «قاسيون».. إلاّ أننا ــ كما هو حال جميع القوى الوطنية في سورية، بغض النظر عن هويتها ــ أجمعت على ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية لنسيج الشعب السوري بمختلف أطيافه.. ولم تصف تلك الأحداث بـ «الهبة» كما أنبأنا أصحاب المجلس.. ونعتقد جازمين بأن تمرير بعض المصطلحات غير النظيفة، تحمل خلفيات مشابهة.. فلمصلحة من إشعال بذور فتنة بعيدة كل البعد عن واقع الحال.. وإذا كانت تلك الرؤية للوحدة الوطنية المتجسدة على الأرض «خرفاً سياسياً» كما اعتبرها «المجلس»، فهل تتجلى الصحوة السياسية في إشعال الفتن تبريراً لشعار المجلس في تحقيق «العصيان المدني»؟!..
بانتظار «الوطنية الجديدة»!!
وأقر المؤتمرون وثيقة تتعلق بـالمعايير العلمية «للوطنية» كما يراها «المجلس». وسيتم نشرها لاحقا مع بقية الوثائق الأخرى، كما جاء في البلاغ.. وبعد وضوح معايير الوطنية في مفهوم أصحاب المجلس، يبقى السؤال مشروعاً: عن أية وطنية يتحدثون؟!..
وضمن قرارات المؤتمر، «البند الخامس»: (لا يرى المؤتمر أي مانع يحول دون الاستفادة من المتغيرات الإقليمية والدولية من أجل الخلاص من كابوس الزمرة الإنكشارية المتسلطة... وذلك لأن تخليص الشعب السوري من الأسر شبيه إلى حد كبير بعملية «كوماندوز» معقدة لتخليص مجموعة من الرهائن الذين تم احتجازهم في منزلهم الخاص على أيدي إرهابيين..).
بكل بساطة، غدت المسألة فيلماً أمريكياً بكل مكوناته.. والحل السحري بيد الـ «كوماندوز» الذي يحررنا بعد أن أصبحنا رهائن ــ حسب تجليات أصحاب المجلس ــ فأي خلاص هذا الذي يدعوننا إليه؟؟.. وذلك «بالاستفادة من المتغيرات الإقليمية والدولية..»!!.. إنهم يحثّون الخطى الأمريكية دون أي رادع بعد انعدام الحس الوطني عند هؤلاء الدعاة (المخلّصين).. وبالتالي هي دعوة صريحة للاستسلام لرعاة البقر الأمريكان...
التهديد بالعقاب الأمريكي
ولا ينسى أصحاب المجلس التهديد بالعقاب الأمريكي صراحة.. حسب ما جاء في البند السادس من قرارات المؤتمر: (يرى المؤتمر أن النزاع الناشب الآن بين الطغمة الحاكمة في سورية من جهة والولايات المتحدة، وأوربة إلى حد ما، من جهة أخرى، هو نزاع يرتبط بقرار واشنطن إلغاء اتفاق «التقاسم الوظيفي» غير المعلن الذي وقعه ممثلها هنري كيسنجر مع حافظ الأسد في إطار الحرب الباردة، وسحب التفويض الذي منحته لهذه الطغمة على الصعيد الإقليمي. وانطلاقا من هذه الرؤية، يعتقد المؤتمر أن لا ناقة ولا جمل للشعب السوري في هذا النزاع، نظرا لأن الطغمة الحاكمة لا تمثل مصالح البلاد، ولا ترى في الوطن والشعب والدولة أكثر من رهائن تفاوض عليهم من أجل ضمان مستقبلها وإفلاتها من العقاب والاحتفاظ بمسروقاتها).
هكذا.. فالشعب السوري مجرد رهائن لاناقة له ولا جمل في مقاومة العدوان الأمريكي المرتقب.. ما علينا سوى انتظار اليانكي لنجر عربته «التحررية« كما جر بعض أسلاف دعاة المجلس، عربة غورو بدلاً من البغال..
وما بين الذاتي والموضوعي، يتابع أصحاب المجلس لعبتهم في المصطلحات.. حيث جاء في البند السابع: (يرى المؤتمر أن العصيان المدني بات الطريق الوحيد، إن لم تحدث »معجزة سياسية«، للخلاص من الطغمة الحاكمة. ومن أجل ذلك يمكن الاستفادة من الأوربيين والأميركيين على قاعدة توظيف ما أمكن من تناقضاتهم المرحلية مع هذه الطغمة، وعلى قاعدة كونهم »حلفاء موضوعيين« ، ولكن ليس بوصفهم «حلفاء ذاتيين»)... وهل هناك أكثر من هذه الموضوعية؟!!..
تهنئة الاحتلال.. وإدانة المقاومة!
ولا ينسى أصحاب المجلس تهنئة الشعب العراقي على احتلاله.. في الوقت الذي ينددون بعمليات المقاومة الوطنية العراقية.. هذا ماجاء في البند الأخير من قرارات المؤتمر:
(يقدم المؤتمر تهانيه الحارة للشعب العراقي الشقيق على تخلصه من طغمة صدام الإجرامية ، ويتقدم بتعازيه الحارة له ، بعربه وكرده وسائر إثنياته، على فقدان مئات الألوف من أبنائه في المقابر الجماعية. ويندد في الآن نفسه بالجرائم التي يرتكبها «الإرهابيون» في هذا البلد)..
وفي القرارات التنظيمية يكشف المؤتمِرون أنهم مؤتمرَون من أسيادهم، إذ جاء في الفقرة الثانية: (يفوض المؤتمر القيادة الجديدة التي سيجري انتخابها في نهاية أعماله بمتابعة المفاوضات مع الصندوق القومي الأميركي للديمقراطية من أجل تمويل مشاريعه)... ويا لها من مشاريع.. بيع للوطن بانتظار الثمن!!..
إذكاء النزعة القومية
كما طالب المؤتمرون الاتصال والتنسيق في أعمالهم مع مجلس الحكم العراقي للإفادة من تجاربهم.. كما أحدث المجلس مفوضية خاصة لشؤون القضية الكردية في سورية أسندها لأحد الأعضاء ريثما يتمكنون من اسنادها الى (زميل كردي).. وهذا مايخالف مزاعمهم التي ابتدؤوها حول الشوفينية.. وهم يأملون من وراء ذلك إذكاء النزعة القومية بين صفوف المواطنين السوريين..
دستور.. وقيادة جديدة
والأنكى من ذلك، أن الدستور السوري لم يتسع لقامات رجالات المجلس.. من هنا كان القرار الأخير من قرارات المؤتمر:
(يطلب المؤتمر من قيادته الجديدة متابعة قضية صياغة مسودة دستور للبلاد بالاستناد إلى دستور العام 1950 ، وبالتعاون مع أساتذة وخبراء القانون الدستوري في فرنسا. على أن تطرح هذه المسودة لمناقشتها من قبل الرأي العام السوري في أقرب وقت. ويثمن المؤتمر ما أنجزته القيادة السابقة بهذا الخصوص).
وفي ختام مؤتمرهم انتخبوا قيادة جديدة للمجلس، حيث كانت د. نعمى الخطيب رئيسة له، ونزار نيوف ناطقاً باسمه..
عودة على بدء..
مازالت الشاشة السوداء للعالم تبث فيلمها الأمريكي الطويل.. لتفقّس كل حين مساطر جديدة لرايتها المتشحة بالدماء.. لنتعرف على مسوخها.. من تراجيديا الجلبي.. إلى كوميديا الغادري.. إلى «أبطال الوطنية والحرية» الجدد أمام الكواليس وخلفها.. فلم تكن القيادة الجديدة المعلنة للمجلس العتيد، إلاّ واجهة تغطي النصف الثاني للقيادة المستترة.. المتمثلة بالليبرالية الجديدة وقوى السوق من أصحاب الأموال القذرة.. وهذا مادعا رئيسة المجلس أن تقدم شكراً خاصاً «لرجل الأعمال السوري (ع . ب) الذي تكرم بتقديم جميع اللوازم اللوجستية التي مكنت الزملاء في الداخل من الاجتماع بأمان، لا سيما ربطهم بدارة تلفزيونية مغلقة مع زملائهم في باريس طيلة ثلاثة أيام، وجزءاً كبيراً من نفقات الزملاء الذين حضروا إلى باريس من أماكن بعيدة».. وفات السيدة الرئيسة أن تشكر الـ (CIA) على خدماتهم الجليلة..
ليراهن المراهنون على من شاؤوا.. وليرسموا دساتيرهم ومصطلحاتهم.. إلاّ أنهم لن يكونوا في يوم من الأيام جزءاً من ضمير الشعب السوري الحي.. وتبقى مأثرة يوسف العظمة وكلمات نشيدنا الوطني السوري هي الرهان.. وتبقى (عربة غورو) وبغالها وورثتها على حالها.. قد يعيد التاريخ نفسه، فإن عاد، لن تكون العودة إلاّ صورة شوهاء..
■ كمال مراد
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.