رسالة من «منتدى الفقراء» في العالم.. ضد الرأسمالية
بعد المؤتمر الذي عقد للمرة الأولى في مدينة بومباي الهندية، في أواخر شهر كانون الأول من العام الجاري، والذي صدرت عنه مجموعة كبيرة من القرارات الهامة والتي تبدأ بإلغاء التقسيمات الاجتماعية وتلك التي تقوم على تصنيفات إثنية وعرقية ودينية إلخ من التصنيفات، مروراً بقرارات وتوجيهات لضرب الرأسمالية بأسرع وأبسط الطرق، وانتهاءً بالتحضير للكثير من التحركات لتوجيه رسائل واضحة للإمبريالية الأمريكية، فإن نتائج هذا المؤتمر بدأت تتجلى منذ قيامه وتتزايد الأمور رويداً رويداً..
فقد بدأ المشاركون في المؤتمر وضع معتقداتهم موضع التطبيق، منذ اللحظة الأولى، فخلال فترة انعقاد ما بات يعرف بـ «منتدى الفقراء»، قام المشاركون في المنتدى بالابتعاد عن كل ما يمت للاستغلال بصلة وهذا يعني، أنه لا وجود لأنظمة «ويندوز»، وإنما أنظمة «لينوكس» المجانية، لتشغيل أجهزة الكمبيوتر التي وضعت في تصرف الصحافيين والمشاركين الذين تدفقوا من مختلف أنحاء العالم للتظاهر ضد الشركات العملاقة وحكومات الدول الكبرى. يعني ذلك أيضا أن منظمي المنتدى، الذي يكلف 1,8 مليون دولار، حتى في بومباي، قد أخذوا أموالا من مجموعة «اوكسفام» البريطانية والوكالات الإنسانية الكندية التي تديرها الدولة، وليس من مؤسسة «فورد» الأميركية. وبالنسبة للطعام حضر عوضاً عن ماكدونالدز العم سام «فادا باو»، وهي أكلة بومباي المفضلة، كرات بطاطا مهروسة مقلية وملفوفة بقطع كبيرة من الخبز. وحل محل البيبسي والكوكا كولا عصير طازج من قصب السكر معلب بزجاجات مضغوطة، وهو مشروب شعبي في القرى الهندية، والأمر نفسه جرى مع المياه المعبأة؛ فهي ليست تلك التي تبيعها شركة «كينلي»، التي تملكها «كوك»، أو شركة «اكوافينا»، التي تملكها «بيبسيكو». إنها من ماركة محلية غير معروفة تدعى «سوبريم أكوا». كما أن ماكينات الشاي والقهوة تعود ملكيتها إلى شركة «بلوس بيفيراج»المحلية، وليس شركة «نسكافيه» الواسعة الانتشار في المطارات الهندية.
وبعد انتهاء المؤتمر أعلن واردا راجان، أحد كبار قادة اتحاد التجارة الشيوعي وأحد منظمي المنتدى، أن الأيام انقضت دون الحاجة إلى استخدام كل هذا الهراء الذي يصدرونه لنا على أنه الأفضل، آن لنا أن نجد بدائلنا.
وبعد مرور أقل من شهر بدأت المجموعات الصغيرة التي تشكلت عقب هذا المؤتمر، بنشر أفكارها، ووضعها موضع التطبيق، لينعكس ذلك على المستوى الإعلاني لكبريات الشركات المحتكرة بكافة فئاتها، مما أدى إلى ازدياد الحملة عبر الإنترنت لزيادة سعير الحملة ضد الشركات الكبرى، لتفتح باب البدائل على مصراعيه، للبحث عن بدائل أوسع نطاقاً، للاستغناء بشكل كامل عن كل مايمت لهذه المنتجات بصلة، كرسالة موجهة للفقراء الشرفاء في هذا العالم.
مصرف الفقراء.. تجربة ستغير العالم!!
في العام 1983 قام البروفيسور محمد يونس بتأسيس مصرف جرامين: Grameen Bank وهي كلمة تعني بالبنغالية مصرف القرية(؛ ليكون أول مصرف في العالم يقوم بتوفير رؤوس الأموال للفقراء فقط، بصورة قروض دون ضمانات مالية؛ ليبدأوا بتأسيس مشاريعهم الخاصة المدرّة للدخل، محدثاً بذلك تغييراً في تاريخ رؤوس الأموال لتقلب موازين التنمية رأساً على عقب وتقدم أحد أبرز النماذج التنموية في دول الجنوب.
معظم نظريات التنمية تاريخياً، تنحو باتجاه واحد في التعويل على الشرائح الاجتماعية العليا في تحقيق التنمية من خلال تمكين هذه الشريحة من الكمية المقبولة من الأموال وتزويدهم بالضمانات والإعفاءات والتسهيلات اللازمة لتوفير مناخ مشجع لهم. والمشكلة الرئيسية في ذلك أنه يؤدي سريعاً لحدوث تفاوت حاد في الدخول والثروات، ومن ثم حدوث استقطاب طبقي حاد يقوم على تآكل الطبقة الوسطى لصالح الشرائح التي تليها في التراتبية الاجتماعية / الاقتصادية.
يقوم المصرف على توفير قروض دون ضمانات مالية؛ ليقوموا بتأسيس مشاريعهم الخاصة المدرّة للدخل، وذلك تأسيسًا على الضمان الجماعي المنتظم في صورة مجموعات مكونة من خمسة أفراد، ومراكز مكونة من ست إلى ثماني مجموعات.
الولادة:
في عام 1972، وهو العام التالي لحصول بنجلاديش على استقلالها بدأ البروفيسور محمد يونس تدريس الاقتصاد في إحدى الجامعات. وبعد عامين أصيبت البلاد بمجاعة قاسية، ويقول البروفيسور: «في الوقت الذي كنت أدرس فيه نظريات التنمية المعقدة، كان الناس في الخارج يموتون بالمئات»، ونتيجة لذلك انتقل البروفيسور إلى قرى بنجلاديش وبدأ بحثه الخاص. ليقابل امرأة تعمل في صنع مقاعد من البامبو، وكانت تحصل في نهاية كل يوم على ما يكاد فقط يكفي للحصول على وجبتين، وكان على هذه المرأة أن تقترض من تاجر كان يأخذ أغلب ما معها من نقود. تابع البروفيسور بحثه ليشمل اثنين وأربعين شخصًا آخرين في القرية يعيشون تحت خط الفقر، بسبب اعتمادهم قروض التجار المرابين، وكان كل ما يحتاجونه من ائتمان هو ثلاثين دولاراً فقط. يقول البروفيسور: «أقرضتهم هذا المبلغ من مالي الخاص، وفكرت في أنه إذا قامت المؤسسات المصرفية العادية بنفس الشيء؛ فإن هؤلاء الناس يمكن أن يتخلصوا من الفقر. إلا أن تلك المؤسسات لا تقرض الفقراء، وبخاصة النساء الريفيات.»
بدأ البروفيسور يونس مشروعًا في العام 1976 مشروع بحث عملي لاستكشاف إمكانيات تصميم نظام مصرفي يصلح للفقراء من أهل الريف. وقد توصل إلى أنه إذا توافرت الموارد المالية للفقراء بأساليب وشروط مناسبة فإن ذلك يمكن أن يحقق نهضة تنموية كبيرة. وقد حقق المشروع بالفعل نجاحًا في محافظة شيتاجونج Chittagong في الفترة من 1976م إلى 1979م. وفي ذلك العام امتد المشروع بمساعدة مصرف بنجلاديش إلى محافظة تانجيل Tangail، وفي الفترة من 1979م حتى 1983م امتد العمل بنجاح إلى محافظات دكا Dhaka ورانجبور Rangpur وباتواخالي Patuakhali. وفي سبتمبر1983م تحول المشروع إلى مصرف مستقل باسم جرامين مصرف Grameen Bank، ساهمت الحكومة فيه بنسبة 60 % من رأس المال المدفوع بينما كانت الـ40 % الباقية مملوكة للفقراء من المقترضين. وفي عام 1986م صارت النسبة 25 % للحكومة و75 % للمقترضين.
«مصرف من عالم تاني»:
يتميز مصرف جرامين بعدد من السمات التي تميزه عن غيره من المصارف:
السمة الأولى: أنه مشروع اقتصادي ذو أهداف اجتماعية مائة بالمائة. وكونه مشروعًا اقتصاديًّا هذه حقيقة لا تحتاج إلى برهان، فهو مصرف ذو رأسمال يقارب 500 مليون تكا؛ أي حوالي 12,5 مليون دولار، يقوم باستثمارها في إقراض العملاء لتمويل مشروعاتهم الاستثمارية الفردية، ولتمويل مستويات مختلفة ومتصاعدة من الاستثمارات المشتركة، بداية بمستوى المجموعة وانتهاء باستثمار المصرف في عدد من المؤسسات على المستوى القومي.
تتركز الأهداف الاجتماعية للمصرف في أنه: يتعامل فقط مع فئة أفقر الفقراء: Poorest of the poor، كما أن عملاء المصرف تطورواً ليصبحوا ملاكاً فهم الآن يملكون 92 % من أسهم المصرف، وأعضاء في مجلس إدارة المصرف (9 من 13عضواً بنسبة 69% تقريبًا)، وهم بذلك المستحقون لأرباح المصرف عن استثماراته، ومشاركون وبقوة وعلى أعلى مستوى في صنع القرار داخل المصرف.
كما أن للقرارات الستة عشر التي اتخذت في ورشة العمل القومية والتي حضرها مائة من النساء من رؤساء المراكز والتي عقدت في جويدفبور Joydevpur التي تقع على مسافة 40 كم إلى الشمال من العاصمة (دكا) في مارس من عام 1984م، وهذه القرارات تعد وبحق دستور التنمية الاجتماعية داخل المصرف، حيث يطلب من كل عضو (أي عميل) في المصرف أن يحفظها ويطبقها. تتضمن القرارات تعهدًا بمبادئ عامة مثل: الانضباط، والوحدة، والشجاعة، والدأب، ورفض الظلم للنفس، أو للآخرين، والتعاون، وبخاصة في أوقات الشدة. كما تحض القرارات على الحرص على الالتزام بنظافة البيئة والأطفال، والحرص على مبادئ الصحة العامة؛ باستعمال المياه النظيفة أو تطهير المياه المتوفرة، وكذا استعمال المراحيض الصحية، والحرص على الطعام الصحي المتمثل في الخضراوات، إضافة إلى إدخال التمرينات الرياضية في اجتماعات المراكز، كما تحض على تعليم الأبناء وتكوين أسرة صغيرة، وإصلاح المسكن الخرب والسعي لبناء مسكن جديد، وتتضمن القرارات كذلك حثًا على تنمية الموارد من خلال الزراعة والاستثمارات المشتركة، وعلى تقليل النفقات، وتتضمن القرارات كذلك نهيًا عن عادة اجتماعية مرذولة وهي ما يعرف بالدوري Dowry، وهو مبلغ من المال تدفعه المرأة في بنجلاديش للرجل الذي سيتزوجها فيما يشبه المهر. وكل تلك الأمور السابق ذكرها ليست من شأن ما تعارف الناس عليه من بنوك، بل هو من صميم عمل المؤسسات والحركات الاجتماعية.
السمة الثانية: التركيز الشديد على قضية الفقر: ويتجلى هذا التركيز في مستويين:
■ المستوى النظري: ويتضح الاهتمام النظري مما تقوم به مؤسسة جرامين ترست Grameen Trust من جهود لنشر الفكرة والتبشير بها محليًا وعالميًا؛ من خلال البحوث والدراسات، والمؤتمرات الحوارية السنوية، ومن خلال النشرة الدورية Grameen Dialogue، ومن خلال نشر الكتب التي تحوي خبرات التجربة وأفكار مؤسس المصرف بأكثر من لغة.
■ المستوى العملي: منذ أن كان المصرف مشروعًا عام 1976م كانت الأهداف واضحة ومحددة كالتالي:
● مد التسهيلات المصرفية للفقراء من الرجال والنساء.
● القضاء على استغلال المرابين للفقراء.
● خلق فرص للتوظيف الذاتي للقطاع العريض غير المستخدم أو محدود الاستخدام من مصادر الطاقة البشرية.
● دمج القطاع المهمش من المجتمع في طيات نموذج مؤسسي، يستطيعون استيعابه والتعامل معه ويستمدون منه القوة: الاجتماعية-السياسية.. والاجتماعية- الاقتصادية.. من خلال تعاون ودعم متبادل.
● إدارة دفة الحلقة المفرغة القديمة: دخل قليل - مدخرات قليلة - استثمار قليل - دخل قليل، لتصبح نسقًا متصاعدًا من: دخل منخفض - ائتمان - استثمار - دخل أكبر - ائتمان أكبر - مزيد من الاستثمار - فمزيد من الدخل.
السمة الثالثة: - التركيز على النساء كقوة للعمل: حيث يمثل النساء من عملاء المصرف نسبة 94 % وبالتالي فهن يمثلن نفس النسبة من مالكي أسهم المصرف، كما أنهن يمثلن كما قلنا 69 % من عضوية مجلس الإدارة.:
السمة الرابعة: تجربة إبداعية تدعم الإبداع: الإبداع والتجديد هما قاطرة النهضة في أي أمة، ومن ثم كانت أهمية هذه السمة في تجربة مصرف جرامين. إبداع منذ النشأة: وعلاقة المصرف بالإبداع قائمة منذ النشأة، فالمصرف فريد في عملائه وفي تعامله معهم كما قلنا، وهو أيضًا فريد في أسلوب معالجته لقضية الفقر، وهو فوق ذلك فريد في نظامه القائم على ضمان المجموعة والمركز. الإبداع كروح وآلية: والإبداع أيضًا هو روح تسري في المؤسسة، وآلية ذات خطوات، على النحو التالي:
السمة الخامسة: تجربة مؤسسية قائمة على الشورى: وهذه السمة تتضمن عنصرين:
السمة السادسة: وترتبط بالجانب التنموي: فتجربة مصرف جرامين تمتلك عددًا من المقاربات (طرق التناول والمعالجة) التنموية تقربها من المعنى المتكامل للتنمية.
شروط التكرار الناجح للتجربة:
تتمثل الشروط التي يجب أن تتوفر في أي تجربة مماثلة في العناصر الأساسية التالية:
● التركيز الشديد على الفقراء وحدهم.
● الأولوية للنساء الريفيات الفقيرات.
● شروط وإجراءات قروض ملائمة تسمح للفقراء بممارسة أعمال مدرة للدخل.
● أنشطة فردية مختارة من قبل الشخص لتدر دخلاً عليه.
● مسؤولية تضامنية للمقترضين ودعم متبادل من خلال الادخار الإجباري.
● قروض صغيرة وسداد أسبوعي، وإمكانية لتلقي قروض جديدة في حالة سداد الأولى.
● نظام قروض صارم وإشراف لصيق.
● شفقة بلا صدقات.
● تشجيع الادخار الفردي.
● برنامج للتنمية الاجتماعية.
● تدريب طاقم العاملين على الإدارة العملية الصارمة.
● حماية لصندوق القروض من التضخم.
● إدارة مؤسسية ناجحة تضمن استقرار السياسات بعيدًا عن تقلبات الإدارة الفردية.
● مرونة تسمح بتغيير بعض الأساليب والإجراءات بما يتلاءم مع الظروف المحلية لبلد التطبيق في إطار من الالتزام بنمط جرامين.
تجارب مماثلة:
ربما ليست يوتوبيا، نحن لا نقرأ عن قصة من قصص الميثولوجيا أو قصص الماورائيات، هذه قصة تقوم على العلم، علم محدد وقليل من الإنسانية ونظرة بعيدة المدى هل من الممكن أن نرى تجارب مماثلة، هل يمكننا أن نستبدل اسم القرية بواحدة من تلك التي لدينا..
من قصص البنك:
ولدت «جوريمون.. Jorimon» عام 1952م في إحدى قرى بنجلاديش لأب فقير، لا يأبه كثيرًا لالتزاماته الأسرية، فعانت حياة البؤس منذ صغرها، حيث كان عليها أن تعمل منذ صغرها في الحقول، وكان على الأسرة كي تستمر أن تتلقى الصدقات، ثم تزوجت في العاشرة من عمرها من شاب فقير كان يعمل أجيرًا لدى أحد الأثرياء، وكان عليها كزوجة له أن تعمل كخادمة لدى ذلك الثري، وفي عام 1980م حصلت على أول قرض لها من مصرف جرامين عملت به على تقشير الأرز وبيعه، واستطاعت أن تدخر بعض الأموال نتيجة لعملها، ثم حصلت على القرض الثاني في العام التالي الذي امتلكت به بقرة لأول مرة في حياتها، كما استمرت في تقشير الأرز، ووفرت مبلغًا آخر من المال، وصار أولادها يذهبون للتعليم للخروج من دائرة الفقر، ولم تعد تعاني من الجوع مرة أخرى. تقول جوريمون: لقد فتح الله لنا طريقًا إلى السعادة بفضل قروض المصرف. ولنعلم حجم ما أحدثه المصرف من تنمية علينا أن نعلم أن عدد المقترضين من المصرف بلغ أكثر من 2 مليون مقترض مقسمين على 1079 فرعًا تعمل في أكثر من 36 ألف قرية حصلوا على أكثر من 1961 مليون دولار قروض.
المياه العذبة والفقراء
مياه الشرب تسابق أسعار الوقود
قد يكون ما نقرأه ضرباً من الخيال العلمي أو مقطعاً من فيلم سينمائي:
«أن العالم ينظر بشغف إلى تحركات الأمم المتحدة من اجل توصيل المياه العذبة لحوالي أكثر من مليار شخص يعيشون في الدول النامية ، ممن يعانون حاليا من نقص المياه العذبة وذلك بحلول عام 2015 حيث أن الدول قد وافقت خلال انعقاد قمة جوهانسبرج على وضع خطط لتخفيض نسبة السكان الذين لا يصلون إلى مياه عذبة إلى النصف بحلول عام 2015 ».
ليس هذا الحديث إلاّ جزءاً من تصريح رئيس مفوضية الأمم المتحدة في تقرير عن المياه، وبمراجعة بسيطة للأرقام سنقرأ التالي:
1- نصف مليار شخص في الدول النامية سيعانون من نقص في المياه العذبة في العام2015 .
2- أخيراً وافقت الدول على إعطاء الشعوب حقها في حصص مائية متساوية.
إلا أن هذه المسحة الإنسانية لن تتحقق بسهولة فيتابع Boerge Brende رئيس مجلس لجنة الأمم المتحدة المعنية بخطط التنمية المستدامة والتي يقع جزء من مهامها في متابعة الأهداف التي تمت الموافقة عليها خلال قمة جوهانسبرج صرح « بان هذه الخطط لن تكون موضع التنفيذ في جميع الدول بحلول 2005» .
وانه من الواضح أن هناك بعض الدول التي لم تفكر حتى الآن في هذا الأمر وعادة ما تكون هذه الدول من الدول التي تعاني من نقص الموارد المائية « لذلك » فنحن يجب أن نضع خططاً تكون موضع التنفيذ وإلا لن تكون لدينا فرصة للوصول إلى أهداف 2015 »
بالإضافة إلى ذلك، فقد صرح Brende الذي يتولي أيضا منصب وزير البيئة في النرويج بان حوالي 100 وزير للبيئة سيلتقون في نيويورك في الفترة من ( 14 - 30 أبريل) لمناقشة الخطط والسياسات المائية الموضوعة والأهداف التي يجب بلوغها ، بالإضافة إلى مناقشة إمكانية تحسين الأحوال الصحية البيئية لنحو 2.4 مليار فرد.
مفارقة 2.4 مليار فرد بحاجة لأن تحسن أحوالهم الصحية، في الوقت الذي يزداد فيه العالم فقراً في كل ثانية، وفي إحصائيات أخرى يتضخم الرقم في أجزاء من الثانية. تمثل المياه تحدياً كبيراً أمام مناطق أفريقيا جنوب الصحراء على وجه الخصوص نظرا لما تواجهه هذه المناطق من مشاكل في نقص المياه في حين أن دولاً مثل الهند والصين تبدو معدة لمواجهة الأزمات المائية على الرغم من إنها دول ذات كثافات سكانية عالية.
وجدير بالذكر أن توفير المياه العذبة سيكون له منافع عديدة مثل الحد من الفقر، تحسين الأحوال الصحية وتجنب الصراعات المحتملة في المناطق المشتركة في مياه النهر.
وقد أضاف Brende أن حوالي 70% من المرضي في الهند قد أصابتهم الأمراض بسبب قلة المياه أو تلوثها.
ويعتبر انشغال الفتيات بنقل المياه وبجمع الأخشاب من الأسباب الرئيسية وراء عدم ذهاب الفتيات للمدارس ومن ثم فليس هناك وقت للتعليم.
ويقول Brende أن تحقيق الهدف الذي أقرته قمة جوهانسبرج يعني أن هناك 300000 فرد في حاجة إلى الوصول إلى موارد للمياه العذبة كل يوم.
في عام 1980 والمعروف باسم عقد المياه - نجحنا في تزويد 250000 فرد بالمياه يوميا وذلك على مدار 10 سنوات ، إلا أن هذا الأمر لم يتم التخطيط له بصورة جيدة
وقد ذكر أن العديد من مضخات المياه التي تم إنشاؤها في أفريقيا في عام 1980 لم تستغل بسبب نقص قطع الغيار، كما أن العديد من الموارد المائية قد تلوثت بسبب مخلفات الصرف الصحي
في نيروبي، يضطر سكان الأحياء الفقيرة إلى استخدام المياه المعبأة مما يكلفهم اكثر من التكلفة التي يتحملونها للحصول على الوقود، بينما الناس الأقل فقرا يتوافر لديهم مياه ارخص من المحطات ألأم خاصة وانهم يحصلون على إعانات.