الملف اللبناني.. مجلس أمن.. أم مجلس للصهاينة ولحليفهم المتغطرس وذيوله؟؟
رفض مجلس الأمن الدولي، بعد يومين من العمليات طلب لبنان وقف إطلاق النار، مانحاً مجانين وسفاحي آلة الذبح الصهيونية النازية المزيد من الوقت لممارسة شتى أنواع الانتقام المتوحش من اللبنانيين وبنى بلدهم التحتية. واكتفى المجلس في 14/7/2006 بالدعوة إلى التعاون مع الفريق الدولي الذي أرسله الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان إلى الشرق الأوسط لاحتواء التصعيد.
وفي اليوم التالي، أي في 15/7/2006 تبنّى مجلس الأمن الدولي بالإجماع، قراراً يقضي بفرض عقوبات على كوريا الشمالية لإطلاقها صواريخ تجريبية أحدها بعيد المدى، ولم يأت على ذكر لبنان، وكأنما لا مذابح يرتكبها الصهاينة فيه، ولا أطفال ونساء يموتون تحت أنقاض بيوتهم وفي الشوارع والأسواق العامة..
في السابع عشر من الشهر نفسه، أي في اليوم السادس للعدوان، اجتمع مجلس الأمن بكامل أعضائه الدائمين والمؤقتين، وفي هذا اليوم توصل الجميع إلى قناعة مفادها أنه لا بد من حل سياسي للأزمة
لكن، أعطى هذا المجلس بما يشبه التواطؤ غير المعلن ما يشبه المهلة المفتوحة للصهاينة من أجل توجيه ضربات قاسية لحزب الله وللشعب اللبناني بأسره بعدما دار الحديث فيه عن حل جذري ودائم وافق عليه الصهاينة أيضاً، ويهدف في الدرجة الأولى إلى إبعاد حزب الله نهائيا عن الحدود وتفكيك بنيته الصاروخية.
وبالتزامن مع زيارات الموفدين الدوليين والأوروبيين إلى بيروت، برزت حماسة دولية لفكرة هي بالأصل من ثمار تفكير قادة الكيان الصهيوني، وتتمثل في المطالبة بتشكيل «قوة استقرار دولية» يتم نشرها في منطقة الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة.
وقد حظيت الفكرة بتأييد الولايات المتحدة وفرنسا وكوفي أنان الذي لم يتردد في أية لحظة من سير الأحداث في تكرار الموقف الأمريكي المنحاز للصهاينة عبر إقراره علناً بأن القتال قد يستمر لفترة زمنية غير محددة.
هذا ما كان يدور في أروقة مجلس الأمن، أما في بيروت فلم يكن المشهد مختلفا على صعيد الخطاب الدبلوماسي الأوروبي الذي عبر عنه موفدهم خافيير سولانا ومن ثم رئيس الوزراء الفرنسي دومينيك دو فيلبان الذي قام بزيارة مفاجئة لبيروت.
فقد دعا دوفيلبان إلى هدنة إنسانية فورية والى إطلاق غير مشروط للأسيرين الصهيونيين وتطبيق القرار 1559 وقال: إن «إسرائيل»لديها الحق أن تدافع عن نفسها، ولكنها يجب أن تأخذ بعين الاعتبار النتائج الاستراتيجية والإنسانية لأفعالها. عليها أن تظهر قدرتها على ضبط النفس حتى لا تصل إلى فعل يهدد وحدة لبنان وأمن الشعب المدني واستقرار الحكومة اللبنانية
من جهة أخرى، وبعد يومين من وصول بعثة الأمم المتحدة إلى العاصمة اللبنانية برئاسة فيجاي نامبيار، واصلت هذه اللجنة (الخرساء) مهمتها الاستطلاعية في بيروت قبل أن تتوجه إلى الكيان الصهيوني، والتقت البعثة عدداً من المسؤولين الحكوميين دون أن يرشح عنها ما قد يفيد في تحديد موقف للمنظمة الدولية مما يجري من تدمير منظم لواحد من أصغر دول المنطقة..
وبانتظار الأيام القادمة، وما يمكن أن تحمله من تطورات على صعيد المواقف الدولية من العدوان البربري الصهيوني على لبنان، ليس هناك من عاقل في المنطقة يعلق الكثير على مجلس الأمن أو هيئة الأمم، ورهان جميع اللبنانيين الشرفاء وقواهم الوطنية المقاومة على صمودهم ودعم إخوتهم فقط.. وإن غداً لناظره قريب..