هدية الى كل المرحبين بالغزو الامريكي للعراق

محكمة العدل الدولية في دنهاخ-هولندا مشغولة هذه الايام بمتابعة مجرمي الحرب الذين ارتكبوا ويرتكبون جرائم ضد الانسانية، هل هناك خلاف على ذلك....؟؟ المتضرر الوحيد في ذلك امريكا.... الحكومة الامريكية طلبت من المحكمة عدم ملاحقة مواطنيها.....!! هل هناك مايخفيه بيل كلنتون وشركاؤه.....؟؟؟

نعم...... هذه بعض الامثلة على ذلك.. اليكم اول عشرة مجرمي حرب امريكان:

Robert Mcnamara

كان روبرت ماكنامارا في عام 1961 وزيراً للدفاع الامريكي اثناء حرب فيتنام وكان المسؤول الاول عن العملية السرية ( كوفرت اوبريشن)  التي حصلت في فيتنام، في تلك السنة كان  تواجد الامريكان منتهياً  وكان هناك بضعة مئات من المستشارين وكان معظمهم من المارينز القساة ممن لا يعرفون اي معنى لاتفاقية جنيف لمعاملة اسرى الحرب وهم كذلك لا يعرفون الفرق بين المدنيين والعسكريين واثناء استقالة  روبرت ماكنامارا في عام 1967 كان هناك حوالي نصف مليون جندي امريكي يقاتلون في فيتنام، حيث سقط مايقارب مليوني  ضحية، روبرت ماكنامارا هذا اعطى الاوامر ايضا  لقصف شمال فيتنام  وطال حينها هذا القصف المدنيين العزل بصورة كبيرة ، في عام 1967 قدم استقالته الى خليفة كيندي الرئيس (جونسون) الذي يُسمى في اوربا جونسون القاتل، كُلف بعدها روبرت ماكنامارا بادارة البنك العالمي، اذا ما قُدم روبرت ماكنامارا الى محكمة جرائم الحرب  فانه سيلاقي مشكلة كبيرة، في مذكراته عن حرب فيتنام التي صدرت عام 1995 قال بالحرف الواحد (كان يجب علي ان اتصرف بحزم وقسوة)......!!!

Wayne Downing

الجنرال واين دونينغ  كان يملك وظيفة جيدة في الجيش الامريكي، اكمل دراسته مرة واحدة في (ويست بوينت) كان له عدة صولات وجولات في حرب فيتنام، بعد عقدين من الزمن وفي عام 1989  كان قائد القوات العسكرية التي كُلفت بالقبض  على حاكم بنما (مانويل نورييغا) وكان هذا صديقاً حميماً لامريكا  وكان غارقا لاذنيه بتجارة الحشيش والمخدرات  وكان يجب ان يختفي من الساحة  كما قررت واشنطن......!!

 اذا ما ارادت محكمة مجرمي الحرب اداء دورها جيدا فيجب على هيئة محلفي المحكمة  ان تستفسر من واين دونينغ هذا عن دوره في العمليات العسكرية التي حدثت في الصومال  عام  1993  حيث كانت وحدات القوات الخاصة الامريكية  مُكلفة «بمهمة انسانية» هناك تحت غطاء الامم المتحدة وكان هدف هذه الحملة هو مساعدة المدنيين الذين كانوا يموتون من الجوع والعطش اثر الحرب الاهلية،  البعض من السكان كانوا يُضايقون اصحاب القبعات الزرق لذلك  احتجزوا في السجون، وكما يُقال في اوربا فانه عندما يحصل خطا فان الاخطاء تتوالى.... فتح الصوماليون النار على طائرتي هليكوبتر امريكيتين واسقطوهما ومثلوا بجثث الطيارين الذين كانوا يقودون هذه الطائرات..... وباوامر من واين دونينغ ردّ الأمريكيون الصفعة ففتحوا النار على المدنيين الصوماليين  وقُتل منهم بضعة الآف........!!!

Henry kissinger

هنري كيسنجر احد المع الدبلوماسيين  ويرتبط اسمه بعدة انتصارات سياسية  منها على سبيل المثال: اتفاقية «السلام» في الشرق الاوسط  وكذلك اتفاقية وقف اطلاق النار في فيتنام ، في عام 1973 اعطى الضوء الاخضر  لوكالة المخابرات المركزية الامريكية لاداء دور قذر في تشيلي.

الانتخابات الديمقراطية التي جرت في تشيلي اسفرت عن فوز سيلفادور الليندي وكان هذا الفوز  يضغط بسلبية وقوة على المصالح الامريكية في المنطقة  وهذا ما كان ليرضي العم هنري واركان ادارته وماكانوا ليسمحوا له بالاستمرار..... (لا استطيع ان أفهم كيف نسمح  لحكومة ماركسية ان تقوم  وتحكم شعباً غير مسؤول .....؟؟) هكذا تساءل العم كيسنجر وبعدها بقليل جدا قامت طائرات القوة الجوية التشيلية  بقصف القصر الجمهوري  وكان يقودها طيارون من وكالة المخابرات المركزية الامريكية حيث قاموا حينها بقتل سلفادور الليندي وتنصيب حاكم عسكري مكانه هو  الجنرال (بينوشية)، الطغمة العسكرية التي تولت الحكم في شيلي حكمت البلد بالحديد والنار وعلى يديها اختفى عشرات الالاف من المعارضين بين قتيل ومختف وميت تحت التعذيب.

هنري الفائز بجائزة نوبل للسلام  لدوره في انهاء حرب فيتنام لا يريد ان يتكلم عن تلك الفترة السوداء!.

Charles Horner

في عام 1991 قامت قوات تحالف مكونة من 33 دولة  بامرة  امريكا باخراج القوات العراقية من امارة الكويت النفطية بعد ان قامت الحكومة العراقية باحتلال الامارة لمدة سبعة اشهر ولكن الطريقة التي تم فيها اخراج الجيش العراقي من الامارة لم تكن نظيفة بالمرة، فطوال اربعين يوما كانت القنابل تنزل مثل المطر على بغداد والمدن العراقية الاخرى حدثت بعض الاخطاء، فعلى سبيل المثال حصلت الاستخبارات الامريكية وبمساعدة الاقمار الصناعية على معلومات تفيد عن وقوف سيارات فاخرة بالقرب من ملجا العامرية  في احد ضواحي بغداد وكذلك كان هناك ارسال راديوي كثير يُبث الى الخارج من خلال هذا الملجا، كانت هذه اسباب  كافية الى تشارلس او (تشوك) لكي يُعطي اوامره الى الطيارين الامريكيين، وفي يوم مليء بالقصف قامت القاذفات الامريكية من نوع (ستيلث / الشبح) بقصف ملجا العامرية بصواريخ اوقنابل ضخمة اُرسلت عن طريق برنامج كومبيوتري عبر فوهات التهوية، خطأ.....!!! عندما هدا غبار القصف في اليوم الثاني ومن خلال فتحات الجدار التي خلفها القصف تبين ان هناك المئات من المدنيين العراقيين قد قضوا نحبهم ولم يكن بينهم عسكري واحد اُرسلت من اجله الصواريخ الذكية.......!! لم يستطع الامريكان تبرير ذلك ولكنهم  زعموا ان المدنيين الذين كانوا موجودين في الملجا هم عوائل للعسكريين العراقيين......!!

Fred Franks

الجنرال  فريد فرانكس  شارك باعطاء الاوامر في ضرب الدفاعات العراقية اثناء حرب الخليج الثانية، العراقيون استعدوا جيدا للحرب البرية وحفروا خنادق محصنة وملاجئ مخصصة للقناصة وكان لابد من خطة معينة لاخراج العراقيين من ملاجئهم المحصنة هذه ومن اجل هذا صمم المهندسون الامريكان حيلة ماكرة او تصرفاً شيطانياً، يتقدم الجيش الامريكي بدبابات وبلدوزرات مصفحة نحو هذه الخنادق بسرعة فائقة ولكي يمنعوا الجنود من الفرار قامت المدرعات المصاحبة باطلاق نار كثيف جدا على الخنادق التي يختبئ فيها الجنود  وتقدمت البلدوزرات نحو الخنادق........ والنتيجة  عدة آلأف من الجنود العراقيون  دُفنوا تحت الرمال وهم احياء.

الحرب هي الحرب ، هذا صحيح  اما كيف دُفن الجنود ال 150 (حسب ادعاء واشنطن) وهم احياء بهذه الطريقة الهمجية  لااحد يريد ان يتحدث وخاصة اذا ما كنت  مثل الجنرال (فريد فرانكس) تعرف ان معظم هولاء الجنود لم يُطلق اطلاقة واحدة ضد القوات الامريكية المهاجمة...... السؤال الذي يجب ان يسأله محلفو محكمة مجرمي الحرب الى هذا الجنرال  هل كانت هذه الدراما الماساوية ضرورية......؟؟؟

Oliver North

في بداية عقد الثمانينات من القرن الماضي اراد الكولونيل اوليفر نورث (المرافق الشخصي) للرئيس ريغان والعضو في مجلس الامن القومي الامريكي ان يفعل ما لم يستطع ان يفعله الجيش الامريكي في فيتنام...... النصر، ترتيب لغزو سريع ووقعت عيناه على جزيرة صغيرة تدعى غرينادا، وبينما كانت الصحافة تبحث بمساعدة العدسات المكبرة في الاطلس عن مكان هذه الجزيرة كان   المارينز  الامريكان يهاجمون الجزيرة ويحتلونها  في عام  1983والسبب كان حسب الكولونيل نورث هو.... تهديد امريكا....!!

السبب الحقيقي كان  الاموال..... (نبلاء امريكا جعلوا من غرينادا جنة للضرائب.....) هكذا  كتبت جريدة الوول ستريت جورنال بعد مرور خمس سنوات من الحدث، (اوليفر أو أولي بمعنى النفط) كان مقتنعا بل سعيدا جدا.

هناك شيء آخر ايضا، منذ عام 1979 كانت امريكا تساعد ثوار الكونترا الانفصاليين الذين كان عليهم ان يزيحوا ثوار الساندينستا اليساريين من الحكم في كولومبيا، معلمو وكالة المخابرات المركزية الامريكية دربوا جيدا طلابهم اصحاب اللهجة الاسبانية في (مدرسة امريكا) بعد مدة نضجت بعض من المعالم الاساسية للدروس التي كانت تُدرّس هناك.... كيف تستطيع ان تُعّذب البشر دون ان تترك اثراً لذلك.. ونجح الطلاب في ذلك... المدرسة اُغلقت ومجلس الشيوخ حظر المضي بالخطة  الموضوعة من الكولونيل نورث.

 اذا ما كان على اوليفر نورث ان يكتب الان لمحكمة مجرمي الحرب بعضا مما فعله والاوامر التي اعطاها   فسيستطيع ان يُخبرهم عّما هو اكثر من غرينادا ونيكاراغوا، في عام 1985 كان اول شخص امريكي يتحدث عن العدو الارهابي الاول لامريكا.... اسامة بن لادن.... تفكير ذكي من اوليفر نورث......!!

John Poindexter

الادميرال السابق بويندكستر  سيكون امام محكمة مجرمي الحرب المسؤول الاول  عن تزويد منظمة الكونترا الانفصالية التي مر ذكرها بالاسلحة، بويندكستر هذا كان احد المحاور الاساسية في فضيحة (ايران كونترا)  وهي كالاتي: ايران كانت في حرب ضد العراق  لذلك فهي لا تحصل رسميا على سلاح من الولايات المتحدة وهذا ينطبق على ثوار الكونترا ايضا..... واحد زائد واحد يساوي اثنين معادلة سهلة جدا  فثوار الكونترا سيحصلون على السلاح الممول من  تصدير السلاح غيرالقانوني من قبل وكالة المخابرات الامريكية الى ايران. وبالرغم من أن الادارة الامريكية بكافة اركانها كانت على علم بكافة تفاصيل العملية بمن فيهم الرئيس ريغان نفسه ولكن الوحيد الذي اُلقي خلف القضبان هو بويندكستر وحده فبعد محاكمة طويلة ومتعبة دخل  هذا الرجل الذي سماه ريغان بكل صلافة (البطل القومي) الى السجن حيث قضى خلف القضبان ستة اشهر  بعدها خرج من السجن واخذ يغرف الاموال الهائلة حين افتتح مصنعاً كبيراً يورد التكنولوجيا الى البنتاغون (وزارة الدفاع الامريكية)......!!

Wesley Clark

في عام 1999 واثناء الايام ال 78 التي استمرت فيها الحرب على يوغسلافيا  تلقى الجيش والشعب اليوغسلافي  قصفا مستمرا  من قبل قوات الناتو  بالاضافة الى الوحدات العسكرية حصلت اهداف مدنية هنا وهناك  ليس لها علاقة بالمجهود الحربي على حصتها من القصف العشوائي  مثلا مصنع للسيارات وجسور اثرية   على نهر الدانوب تعرضت للتدمير  هل هذا ممكن...؟ قد يكون ممكناً وقد يكون لا.....  اكتب هذا بايجاز واختصار الى محلفي هيئة محكمة مجرمي الحرب.

كل هذا حصل من تحت  قبعة الجنرال ويسلي كلارك  الذي يشغل حاليا منصب المعلق السياسي لشبكة السي ان ان  وربما يُمكن للجنرال ان يُخبر اعضاء المحكمة عن القطار الذي تعرض للقصف بعد عبوره الجسر بثوانٍ وكان مليئاً بالمدنيين العزل....... !!

Bill clinton

بيل كلينتون الرئيس الامريكي السابق الذي يملك الكثير من المغامرات في جعبته ليس اقلها مغامراته العاطفية مع المتدربات في البيت الابيض هناك اشياء لا يريد ان يُذكره بها احد مثل  اعطاء الاوامر بضرب مصنع الشفاء السوداني   بصواريخ  ارض ارض  في عام 1998  وادعى حينها كلينتون ان المصنع يُنتج اسلحة كيمياوية  والذي تبين بعدها ان هذا الادعاء لا اساس له من الصحة  وكان المصنع مخصصاً فعلا لانتاج الادوية واللقاحات، تم تدمير المعمل على رؤوس العاملين فيه ومن الجهة الاخرى زادت شعبية الرئيس كلنتون امام ناخبيه. إن هذه الجريمة ليست وحدها بل قام كلنتون قبلها بقصف حي سكني في بغداد بصواريخ ارض ارض وكان المقصود حينها مقر المخابرات العراقية وسقط من جراء القصف اناس عزّل في حي المنصور، من الظاهر ان كلنتون لن يجد صعوبة في كتابة تقرير عن  الجرائم هذه وغيرها  اذا ما وفرت له هيئة المحكمة متدربة مثل مونيكا وسيكار وشيء ليشربه.

William Westmoreland

باوامر مباشرة من الجنرال ويستر مورلاند  ارتكبت القوات الغازية الامريكية جرائم حرب في فيتنام  فالمجزرة الجماعية التي ارتكبت في قرية  (ماي لي)  كانت ابسط مثال على هذه الاوامر  ولكنها نقطة في بحر من الفظاعات  التي ارتكبت، هذا الجنرال كانت له فلسفة بسيطة في التعامل مع فيتنام، القصة تقول ان الجنرال يُخبر الصحفيين اثناء المؤتمرات الصحفية والاعلامية لماذا يجب على الفيتناميين ان يموتوا (ان الحياة  البشرية هناك غالبا ما تكون رخيصة.....!!) هكذا قال الجنرال ثم اكمل (لذلك يجب علينا  بتعمق كبير ان ننقل حربنا الى هناك......!!!)

بواسطة ويستمورلاند اصبحت فيتنام  مختبر تجارب لآلة الحرب الامريكية .القصف السجادي المصحوب بالـ (العامل البرتقالي) المُحرم دوليا والذي لا زال الاطفال الى اليوم يعانون منه.

 الجنرال مات منذ سنوات عدة  ولكنه بافعاله الشنيعة هذه يأخذ المكان الصحيح في القائمة.

  27/2/2003

■ ترجمها عن الهولندية:

 

مظفر الخميسي