ويليام إنغدال ويليام إنغدال

إنه اللقاح أيها الأحمق! (ج1) لقاح أنفلونزا الخنازير وتصاعد الإصابة بالتوحد والأذيات العصبية

تصعّد منظمة الصحة العالمية ومركز مراقبة الأمراض والوقاية منها التابع للحكومة الأمريكية من التكيف النفسي العام لخلق هستريا ورعب في صفوف الرأي العام غير المطّلع، تتعلق بـ«فيروس» مزعوم من نوع الأنفلونزا A، اسمه H1N1، المعروف أيضاً باسم أنفلونزا الخنازير، والذي يمكن مقارنة أعراضه المزعومة بالزكام العادي.

 ترجمة قاسيون

 

قبل أن يحتشد الناس في الشوارع مطالبين باللقاحات لأطفالهم وأنفسهم، سيكون من الحكمة أن نتذكّر، ولإعادة صياغة العبارة الانتخابية لبيل كلينتون في العام 1992 والموجهة إلى جورج بوش الأب: «إنه اللقاح، أيها الأحمق!»..

 

لقاحات الأنفلونزا.. والتوحد عند الرضّع!

وفق حسابات علمية لا تعدّ ولا تحصى، فالأكثر خطورةً على صحة الإنسان من الإصابات المسجلة لأنفلونزا الخنازير هو المسائل الصحية الحادة التي تتضمن الشلل والأذيات الدماغية، وحتى الموت، وهي نتاج ما يضيفه صانعو اللقاحات الكبار إلى لقاحاتهم. تحتوي كل اللقاحات التجارية اليوم دون استثناء تقريباً، على مواد متنوعة تعرف باسم المواد المساعدة والتي تجعل اللقاح «فعالاً». تعدّ هذه المواد مصدر أضرار خطيرة وأحياناً مهلكة. اعتقد البعض لحين من الزمن بوجود صلة ما بين الارتفاع المباغت لحالات الإصابة بمرض التوحد بين الرضع والأطفال وبين تعميم اللقاحات المتعددة، التي تعطى اليوم للرضع منذ الساعات الأولى التي تعقب الولادة. هنالك دليلٌ واضحٌ ومفجعٌ على الصلة بين الأمرين. إن لم تتمتع ببنية قوية، فالأفضل ألاّ تتابع القراءة.

تظهر دراسةٌ حديثةٌ الصلة المباشرة بين مجموعة لقاحات الأطفال المعيارية إم إم آر (الحصبة والحصبة الألمانية والنكاف) وبين أعراض تشابه التوحد لدى القردة. قدّمت العالمة المشرفة على الدراسة، الدكتورة لورا هويتسون، استنتاجات مباغتةً على هيئة ملخّص قيد النشر في اللقاء الدولي لأبحاث التوحد. كما قدّمت تلك الدراسة في مؤتمرين علميين في كلّ من لندن وسياتل في الولايات المتحدة.

قارنت الدراسة بين قردة المكاكي الملقحة وبين القردة غير الملقحة. لم يلحظ أيٌّ من العلماء المشاركين عيوباً أساسيةً تشوب الدراسة. تحتوي اللقاحات على مجموعة (إم إم آر) الشائعة. اكتشفت الدراسة زيادةً ملحوظةً في «تنشؤ النسيج المعدي المعوي» و«نسجاً ملتهبة» لدى القردة التي تلقت اللقاح. وهي أعراضٌ شائعةٌ لدى الأطفال المصابين بالتوحد النكوصي.

كما أنّ الدراسة اكتشفت تغيرات سلوكيةً ملحوظةً وتمايزات متناميةً لدى القردة التي تلقت اللقاح مقابل تلك التي لم تتلقه: «مقارنةً بالحيوانات غير المتعرضة للقاح، فإنّ نقصاناً في التطور العصبي كان واضحاً في الحيوانات المتعرضة وتجلى في ردات فعلها المتعلقة بالبقاء واختبارات تمييز الألوان ومهارات التعلم والتقليد». ذكر واضعو الدراسة أنّ «اختلافات سلوكيةً لوحظت بين الحيوانات المتعرضة والحيوانات غير المتعرضة وضمن المجموعة المتعرضة قبل تعرضها للقاح (إم إم آر) وبعده».

كان من المقرر أن تبدأ هذا العام الأبحاث التي تجري بإشراف الحكومة الأمريكية والتي صادق عليها الكونغرس، لكنّ الأموال المخصصة ألغيت في مطلع كانون الثاني بدعوى «تنازع المصالح» بسبب دعاوى المحاكم الجارية. فقد انسحب مركز مراقبة الأمراض والوقاية منها، وهو مؤيدٌ دائمٌ للقاحات الأطفال، من برامج الأبحاث. المفجع في الأمر أنّ التطبيق الطبي الذي تعززه صناعةٌ دوائيةٌ شرسةٌ في إعطاء اللقاحات المتعددة للأطفال، وغالباً منذ الساعات الأولى التي تعقب الولادة، على الرغم من حقيقة أنّه ما من دراسة تتضمن كل مجموعات اللقاحات التي تقدّم عادةً للأطفال في الولايات المتحدة وبريطانيا، حوالي ثلاثين دراسة، قد اكتملت حتى الآن. أصبحت عادة تقديم اللقاحات المتعددة للأطفال حديثي الولادة واسعة الانتشار في ألمانيا وبقية بلدان الاتحاد الأوروبي خلال العقد الماضي. كما ذكرت التقارير على نحو ملحوظ تزايداً مفاجئاً في حالات الإصابة بالتوحد لدى الرضع والأطفال في مختلف المستشفيات الألمانية خلال العقد نفسه، وبصورة أدق أثناء الفترة التي صار فيها تقديم اللقاحات المتعددة للأطفال والرضع أمراً معتاداً.

 

«الثيمروزال».. آثار خطيرة للغاية

المأساوي في الأمر أنّ الوكالة الحكومية الأمريكية، المؤتمنة نظرياً على حماية الصحة العامة، إدارة الأغذية والأدوية، وكما هي الحال مع المخاطر الصحية للأطعمة المعدلة وراثياً إضافةً إلى الدليل المثير عن الصلة بين التوحد وبين المواد المساعدة المستخدمة في اللقاحات النموذجية، قد قبلت حجة شركات الأدوية الكبيرة ذات النفوذ السياسي.

تعتبر إدارة الأغذية والأدوية أنّ اللقاحات آمنة، لكن، وكما هي حال الأغذية المعدلة وراثياً، لم تجر أية دراسة على تأثيرات اللقاحات المتعددة كما هي حال مجموعات لقاحات الطفولة الشائعة التي بدأت في الولايات المتحدة في التسعينيات وانتشرت إلى بريطانيا وتعبر الآن إلى أوروبا.

روبرت كيندي، ابن المدعي العام السابق، والمحامي الناشط في إدارة حملة التعرض للزئبق (ثيمروزال) وباقي الأخطار السمية في اللقاحات، صرّح مؤخراً: «بما أنّ التوحد مرضٌ سلوكيٌّ أكثر مما هو إصابةٌ بيولوجية محددة بدقة، فالدراسات الوبائية حاسمةٌ لتحديد مسبباته، لكنّ المصدر الأوسع للبيانات الوبائية هو رابط بيانات اللقاح الآمن ـ السجلات الطبية الحكومية المحفوظة لمئات آلاف الأطفال الملقحين ـ والتي حاول قسم الخدمات الصحية والإنسانية إبعادها عن أيدي محامي الإدعاء والعلماء المستقلين. ستقدم البيانات الأولية المجموعة في الرابط، دون أي شك، دليلاً وبائياً حاسماً لفهم العلاقة بين اللقاحات وبين مرض التوحد. يتيح غياب مثل هذه الدراسات للقضاة أن يقولوا للمدعين إنهم لم يبذلوا ما يكفي من الجهود لإثبات السبب».

كان مرض التوحد مجهولاً فعلياً في الولايات المتحدة حتى العام 1943، حين تمّ تشخيصه وتعريفه بعد أحد عشر شهراً من إضافة الثيمروزال، وهي مادةٌ مساعدةٌ أساسها الزئبق تضاف إلى لقاحات الأطفال إلى جانب شتى مركبات الألمنيوم في الولايات المتحدة. غالباً ما يستخدم الثيمروزال لوقف نمو الفطور والجراثيم في اللقاحات على الرغم من الدليل الساطع على تأثيراته الخطيرة بوصفه ذيفاناً عصبياً قوياً.

 

حكومة الولايات المتحدة تتستر على الجريمة والصين تدفع الثمن!

في أعقاب دراسات مستقلة، منعت روسيا واليابان والنمسا والدانمرك والسويد وبريطانيا استخدام الثيمروزال في لقاحات الأطفال. ولم تقم ألمانيا بهذا الإجراء حتى اليوم. طوّر الذيفان في العام 1931 إيلي ليلي. أمّا في العام 1991، وعلى الرغم من الدليل الدامغ، فقد أوصى مركز مراقبة الأمراض والوقاية منها التابع لحكومة الولايات المتحدة، وهو الذي غذّى الهستيريا الراهنة عن مخاطر أنفلونزا الخنازير غير المثبتة، بحقن الرضع بمجموعات اللقاح التي تحتوي مركبات زئبقية خلال 24 ساعة بعد الولادة للوقاية من التهاب الكبد B، وبعد شهرين للدفتريا والكزاز والسعال الديكي.

قبل العام 1989، تلقى الأطفال ما قبل عمر الدراسة في الولايات المتحدة أحد عشر لقاحاً ـ شلل الأطفال، الدفتريا والكزاز والسعال الديكي، الحصبة والحصبة الألمانية والنكاف. بحلول العام 1999، وبسبب توصيات مركز مراقبة الأمراض، بلغ عدد اللقاحات 22 لقاحاً قبل المرحلة الأولى من المدرسة. بالتوازي مع الارتفاع الصاعق في لقاحات الفتية في الولايات المتحدة، وفق كيندي، ارتفعت نسبة الإصابة بالتوحد بين الأطفال. ذكرت ولاية أيوا زيادةً مقدارها 700 بالمائة في مرض التوحد لدى الأطفال منذ التسعينيات وسويةً مع ولاية كاليفورنيا، منعت استخدام الزئبق في اللقاحات.

مع ذلك، وعلى الرغم من الأدلة، واصلت إدارة الأغذية والأدوية السماح لصانعي الدواء باستخدام الثيمروزال في العديد من الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، إضافةً إلى الستيروئيدات والكولاجين المستخدم للحقن. تتخلص الحكومة الأمريكية من اللقاحات المحفوظة بالثيمروزال بإرسالها إلى عدد كبير من البلدان النامية أيضاً، حيث سجل في بعضها ارتفاعٌ مفاجئٌ في معدل الإصابة بمرض التوحد!!

في الصين، حيث لم يكن المرض معروفاً قبل تقديم صانعي الدواء الأمريكيين للثيرموزال في العام 1999، تشير تقارير صحفية لوجود ما يقارب مليوني طفل مصاب بالتوحد. تفشت حالات الإصابة بالتوحد حين حقن ما يقارب 40 مليون طفل بلقاحات أساسها الثيمروزال خلال التسعينيات، مسببةً تراكماً غير مسبوق لسمّ الزئبق. فمعدل إيثيثل الزئبق في اللقاح الذي يقدّم روتينياً للأطفال الذين تبلغ أعمارهم شهرين كان أكبر بـ99 مرة من حد التعرض اليومي الذي تجيزه الحكومة الأمريكية. وكما هي الحال مع البيان الوبائي لمنظمة الصحة العالمية حول أنفلونزا الخنازير، امتلأت اللجنة الاستشارية للقاحات في مركز مراقبة الأمراض بعلماء وثيقي الصلة بالصناعات الدوائية. كان الدكتور سام كاتز رئيس اللجنة مستشاراً مدفوع الأجر لغالبية الشركات المنتجة للقاحات التي «أوصى بها».

 

الألمنيوم.. وتلف النمو العصبي

في حين لا تحتوي اللقاحات المتوافرة في الولايات المتحدة اليوم على الثيمروزال (50 بالمائة من الزئبق)، لا تزال جميع اللقاحات تحتوي فعلياً على الألمنيوم، ذي الصلة بتلف النمو العصبي لدى الأطفال. ولم يحلّ الألمنيوم محلّ الثيمروزال كمادة حافظة في اللقاحات، بل كان مستخدماً دوماً فيها.
في الماضي القريب، تعرض غالبية أطفال الولايات المتحدة للألمنيوم والثيمروزال على نحو متزامن في لقاح التهاب الكبد B، ولقاح السحايا، ولقاح الدفتريا والكزاز والسعال الديكي، ولقاح المكورات الرئوية. يزيد جمع الزئبق والألمنيوم من احتمال تسببب الزئبق في أضرار للنسيج البشري.
وفق تقرير ظهر مؤخراً لمايكل واغنيتز، وهو كيميائيٌ أمريكي، فإنّ «اللقاحات الثمانية الحالية للأطفال تحتوي على الألمنيوم بما يتراوح بين 125 و850 ميكروغرام. تعطى هذه اللقاحات 17 مرة في الأشهر الثمانية عشر الأولى من الحياة، وهي زيادةٌ تقارب ستة أضعاف مقارنةً بجدول لقاحات الثمانينيات».
يضيف واغنيتز: «وفقاً للجمعية الأمريكية للتغذية عن طريق جهاز الهضم وعن طرق أخرى، القائمة على محاليل التغذية الوريدية، يتوجب ألا تتجاوز الجرعة اليومية للطفل معدل 5 ميكروغرام من الألمنيوم لكل كيلوغرام من الوزن. أي أنّ طفلاً وزنه 5.5 كيلوغرام يجب ألاّ يتجاوز ما يتناوله جرعةً مقدارها 25 ميكروغرام من الألمنيوم. معدل الحد الأعلى الآمن هذا مصممٌ وفق دراسة صدرت في مجلة نيو إنغلند الطبية عنوانها «سمية الألمنيوم في مرحلة تلقي الرضع محاليل التغذية الوريدية».
يحتوي لقاح التهاب الكبد B، المقدم عند الولادة، 250 ميكروغرام من الألمنيوم. في بيانها السياسي للعام 1996، «سمية الألمنيوم لدى الأطفال والرضع»، ذكرت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال أنّ «الألمنيوم قد يسبب أذيات عصبية، فالذين يعانون من آفات كلوية ويراكمون معدلات من الألمنيوم في مجرى الدم تفوق 100 ميكروغرام في اللتر يكونون عرضةً للتسمم، فعتبة التسمم بالألمنيوم في مجرى الدم يجب أن تكون أقل من 100 ميكروغرام في اللتر».
معدل السمية الموجود في اللقاحات التي تعطى روتينياً لأطفال ألمانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي غير معروف. ربما آن أوان الكشف عن هذه المعلومات للرأي العام، وقبل أن تطلق الحكومات حملات التلقيح الشامل للقاحات غير مختبرة وضارة بناءً على تهديد غير مؤكد بتفشي أنفلونزا الخنازير.

 

ارتباط اللقاح بالشلل والأذيات العصبية

إذاً، ليست أنفلونزا الخنازير، أو «فيروس H1N1» المزعوم، هي التي تشكل خطراً على حياة أحبائنا وأطفالنا وأمهاتنا الحوامل. لقد قامت منظمة الصحة العالمية ومركز مراقبة الأمراض والوقاية منها والحكومة الأمريكية ووسائل الإعلام غير النزيهة بإثارة ذعرنا حرفياً، عبر المطالبة بتحديد الكميات اللازمة من السموم الجائزة «كحارس» في مواجهة مرض أكثر اعتدالاً من الزكام العادي.

التفاصيل القليلة التي تسربت بخصوص محتويات السوائل التي تقوم شركات الأدوية الرئيسية بحقنها في أوردتنا، تثبت ما سبق وقمت بكتابته منذ أول انتشار مزعوم لأنفلونزا الخنازير في جوار مزرعة لتربية الخنازير في فيرا كروز - المكسيك.
كان بيان منظمة الصحة العالمية حول حالة طوارئ صحية عالمية من المستوى السادس (سوية تفشي الأوبئة) قراراً سياسياً لا علاقة له بأي «تهديد فيروسي» مؤكد، كان لابد له أن يعمل على الأقل مع إدخال عدة مليارات من الدولارات من الأرباح المفرطة في صناديق حفنة من عمالقة تصنيع اللقاح في العالم: غلاكسوسميث كلين، وروش، ومختبرات باكستر، ونوفارتيس، وسانوفي باستور، وأشباهها.
أكثر من ذلك، فحملة التخويف الراهنة من أنفلونزا الخنازير والتي تشنها منظمة الصحة العالمية ومركز مراقبة الأمراض الحكومي الأمريكي ومعهد روبرت كوخ الألماني تظهر في الاختبار العملي أنها لا تصون الصحة العامة، بل إنها بالأحرى تعمل على جدول أعمال بعيد المدى للتحكم سياسياً بالسكان من خلال وسائل مدروسة لجعلهم مرضى وضعفاء ومشلولين جزئياً أو أكثر ضعفاً لمواجهة الأزمة الاجتماعية الواضحة التي تواجهنا جميعاً، الانهيار العالمي لنظام الدولار. لماذا إذن تقبل حكوماتٌ مسؤولةٌ من الولايات المتحدة إلى ألمانيا ومن بريطانيا إلى فرنسا مثل هذه الخديعة الصحية الواضحة؟ أبسط بحث يقوم به تلميذ مدرسة ثانوية يستخدم المصادر الرسمية لمنظمة الصحة العالمية والحكومات الأخرى، يمكن أن يظهر ذلك. إن راودك الشك، قم بتكليف أطفالك في سن الدراسة بإظهار ذلك عبر استخدام المصادر الرسمية فقط، المطبوعة أو المتوافرة على الشبكة، أنّه ما من معنى وما من موجب صحي عام لإعلان أية إجراءات خاصة ناهيك عن فرض طرح لقاحات جديدة «على وجه السرعة» غير مجربة وحقن السكان بها على نحو واسع. أخبرهم أنّ الطلاب الذين سينجزون أفضل بحث اعتماداً على المصادر الرسمية فقط سينالون مرتبة الشرف في صفهم.

 

تقرير بريفانيا حول الأذيات العصبية للقاح

وفق رسالة التحذير السرية المكتوبة في 29 تموز 2009، نسخة تسربت للصحيفة البريطانية دايلي ميل، فإنّ رئيسة قسم التلقيح في وكالة الوقاية الصحية التابعة للحكومة البريطانية، البروفيسورة إليزابيث ميلر، حذّرت علماء الأعصاب البريطانيين من أنّ لقاح أنفلونزا الخنازير الذي استخدم سريعاً في برنامج تلقيح شامل في العام 1976 في الولايات المتحدة أوقف فجأةً بسبب مخاطر تأثيراته الجانبية، المرتبطة بمتلازمة جوليان ـ بار، وهي عجزٌ عصبي مهلك يصيب الجملة العصبية المركزية. يهاجم المرض بطانة الأعصاب مسبباً شللاً وقصوراً تنفسياً ويمكن أن يودي بالحياة، كما يمكن أن يسبب شللاً في عضلات التنفس مؤدياً إلى الموت اختناقاً.
الرسالة التحذيرية للبروفيسورة ميلر: «اللقاحات المستخدمة لمقاومة وباء أنفلونزا الخنازير المتوقع في العام 1976 أظهرت أنها تترافق مع الإصابة بالمتلازمة، لهذا سحبت من التداول». أجبرت الحكومة الأمريكية إثر فضيحة أنفلونزا الخنازير في العام 1976 على دفع ملايين الدولارات كتعويضات لضحايا متلازمة جوليان ـ بار الذين أخذوا اللقاح.
تخطط الحكومة البريطانية لحقن 13 مليون مواطن بريطاني ابتداءً من تشرين الأول بلقاحات أنفلونزا الخنازير غير المختبرة فعلياً. وقد طلب من وحدة مراقبة الأمراض العصبية البريطانية، وهي جزءٌ من الجمعية البريطانية لعلماء الأعصاب، رصد أية إصابات بمتلازمة جوليان ـ بار حين طرح اللقاح. أبلغ أحد أشهر علماء الأعصاب الصحافة على نحو غير رسمي: «لن أعرّض نفسي لوخزة اللقاح بسبب خطر الإصابة بالمتلازمة».
أرسلت رسالة ميلر على نحو غير مباشر إلى 600 عالم أعصاب بريطاني في 29 تموز 2009، إشارةً إلى خشية أعلى المستويات من إمكانية أن يتسبب اللقاح بمضاعفات خطيرة. تلاحظ الرسالة، بالإشارة إلى عملية تلقيح مماثلة جرت في الولايات المتحدة في العام 1976، أنّ «عدد الذين لقوا حتفهم بسبب اللقاح كان أكبر من عدد الذين توفوا نتيجة إصابتهم بأنفلونزا الخنازير، كما اكتشفت 500 إصابة بمتلازمة جوليان ـ بار، إذ تزيد اللقاحات مخاطر الإصابة بالمتلازمة بنسبة 800 بالمائة. سحب اللقاح الأمريكي بعد عشرة أسابيع حين أكد العلماء الأمريكيون الصلة بين اللقاح وبين الإصابة بالمتلازمة. أكرهت الحكومة الأمريكية حينها على دفع تعويضات بملايين الدولارات للمصابين. وقد ذكر أنه خلال أيام، رصدت أعراض المتلازمة بين الذين تعرضوا للتلقيح وقد توفي 25 شخصاً بسبب القصور التنفسي بعد شلل حاد. شخصٌ من كل 80 ألف شخص تعرض للإصابة، مقابل شخص واحد بسبب أنفلونزا الخنازير.