واشنطن تحاول تأسيس بديل لـ «رابطة الدول المستقلة»
قبل نحو شهرين من قمة الثماني، حاضر نائب الرئيس الأميركي، ديك تشيني، القيادة الروسية في أصول الإصلاحات الديمقراطية، وصبَّ ماء بارداً على الكرملين، ما حمل ميخائيل غورباتشوف، رئيس الاتحاد السوفياتي السابق، إلى التنديد بالمحاضرة. وكان جمهور تشيني في مؤتمر دول البلطيق، ومنطقة حوض البحر الأسود هم بعض المحللين السياسيين من معارضي سياسة الكرملين، ورؤساء دول البلطيق، وبولونيا، وأوكرانيا، وجورجيا ومولدافيا. وعلى خلاف وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، هاجم الأب الروحي للسياسة الأميركية روسيا. فرايس انتقدت روسيا انتقاداً لطيفاً، قياساً على انتقاد تشيني. والفرق بين خطاب نائب الرئيس ووزيرة الخارجية يشير إلى اختلاف في أسلوب الغارات السياسية على روسيا.
والحق أن الإدارة الأميركية تدعو إلى إنشاء اتحاد إقليمي آخر لدول الاتحاد السوفيتي السابق، وترشحه إلى القيام مقام بديل عن رابطة الدول المستقلة. وبوسع أصحاب المشروع توقع دعم رئيس جورجيا، ميخائيل ساكاشفيلي. الذي وصف «رابطة الدول المستقلة» بأنها «لقاء أضاع الهدف». والرئيس الأوكراني، فيكتور يوشينكو، دعا، بالأمس، أوروبا إلى صوغ استراتيجية جديدة لموارد الطاقة تستبق سياسة بعض الدول (والمقصود روسيا) المعولة على شح هذه الموارد. واستغلال مواردها الغنية، وذهب ساكاشفيلي إلى أن جورجيا تملك، بحسب نظام الرابطة، الحق في تجارة حرة، واجتياز الحدود بحرية، من غير سمة دخول، مع معظم دول الرابطة، وروسيا (البلد الأول في «الرابطة») تعمل بأقسى أنظمة مرور، والسوق الروسية مغلقة بوجه جورجيا، فالبقاء في هذه المنظمة لا يعود علينا بفائدة بل هو مشكلة، ونحن ندرك أن الخروج من «رابطة الدول المستقلة» لا يعني موتنا.
وأعلن الرئيسان يوشينكو وساكاشفيلي أن العزم على تأسيس منظمة بديلة لرابطة الدول المستقلة يعود إلى آب 2005. و«رابطة الخيار الديمقراطي» هدفها غير المعلن توحيد قوى الاتحاد السوفيتي السابق، من بحر البلطيق إلى البحر الأسود وقزوين، والتحكم في أنابيب النفط، وإضعاف دور روسيا في سوق المواد المولدة للطاقة. وعقد أول لقاء لـ «رابطة الخيار الديمقراطي» في كانون الأول 2005، بكييف وكان تقويم روسيا أنه «لقاء معادٍ». ولقاء فيلنيوس أثار غضباً أكبر في أوساط السياسيين الروس. وأكثر الانتقادات شدة صدر عن نائب رئيس البرلمان الروسي، فلاديمير جيرينوفسكي: «ديك تشيني يحاول أن يهين روسيا قبل لقاء قمة الثماني، لأن روسيا تترأس القمة هذا العام».