نائب الأمين العام للحزب الشّيوعي اللبناني لـ«قاسيون»: اللبنانيون لا يخشون واشنطن وهم كبّدوها الهزائم من 1952-1982

للوقوف على موقف القوى الوطنية اللبنانية من إرسال البوارج الحربية الأمريكية إلى قبالة السواحل اللبنانية أجرت قاسيون حواراً هاتفياً سريعاً مع الرفيق سعد الله مزرعاني نائب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني..

رفيق سعد الله.. في ضوء حالة التشاور القائمة بين الحزب الشيوعي اللبناني وحزب الله وعدد من الأطراف بشأن المواجهة المرتقبة، ما هي قراءتكم للحشد البحري الأمريكي قبالة السواحل اللبنانية؟

الولايات المتحدة استخدمت وماتزال القوة من أجل تنفيذ مشاريعها وسياساتها في المنطقة.. بدأت بغزو العراق 2003 كمرحلة أولى من محاولاتها لاستخدام القوة وواصلت في هذه الأثناء دعمها لإسرائيل التي تستمر في العدوان على الشعب الفلسطيني من أجل تدمير مقومات مشروعه السياسي الذي يجسد الحد الأدنى من حقوقه. معروف أن الولايات المتحدة في ظل رئاسة بوش عطلت كل أشكال المفاوضات العربية والفلسطينية مع إسرائيل إلى أن كانت مناورة أنابوليس التي تبين أنها كانت تكتيكاً في خدمة استراتيجية الهيمنة والعدوان ذاتها، حيث استندت إسرائيل إلى هذا المؤتمر من أجل توسيع المستوطنات ومجازر غزة والضفة وسواها.

هذا الحشد البحري ومن ضمنه مجيء المدمرة (كول) هو في خدمة السياسات ذاتها، أي ممارسة دبلوماسية البوارج في سبيل ترهيب بعض الأطراف ودعم أطراف أخرى كما تبين من خلال تصريحات لأطراف في تحالف الأكثرية النيابية الحاكم في لبنان الذين لم يتورعوا عن الترحيب واعتبار أن وجود هذه البارجة وهذه القطع الحربية هو لإقامة توازن كما عبر قائد ميليشيا القوات اللبنانية سمير جعجع ـ وكما أدلى الأستاذ وليد جنبلاط بتصريح مشابه.. حين قال إن على اللبنانيين ألا يخجلوا من وجود هذه القطع...

هي تحركات في إطار السياسية نفسها وعلى القوى المعنية أن تواجه هذه المحاولات الجديدة بتنسيق بين أطرافها بتجذير مواقفها ومواصلة مقاومة المشروع الأمريكي.

نحن نعرف عندما كان العدوان في تموز أن الحزب الشيوعي أعلن التعبئة واختلطت دماء الرفاق الشيوعيين مع مجاهدي حزب الله في صريفا وغيرها، وهذا يشرفنا جميعاً، فما هي الخطط لدى الحزب الشيوعي الآن لمواجهة احتمالات الانفجار والمواجهة المرتقبة بالتعاون مع حزب الله؟!

بالطبع هناك دائماً تنسيق سياسي، البارحة كان هناك اجتماع بين الأحزاب والقوى ومن بينها حزب الله والحزب الشيوعي من أجل تنسيق الموقف السياسي بالدرجة الأولى في إحباط الأهداف السياسية لهذه المحاولة. وفي الوقت نفسه رفاقنا في المنظمات الشبابية نظموا اعتصامات رمزية قبالة الشواطئ اللبنانية استنكاراً لخطة حشد الأساطيل. وهذا تعبير عن الاستعداد لمقاومة أية محاولات غزو أمريكية، وهي سجلها معروف في محاولات العدوان منذ عام 1952 ـ 1982 الولايات المتحدة ليست طرفاً يخشاه الشعب اللبناني.. ومنيت بهزائم بسبب المقاومة الباسلة للشعب اللبناني. واعتقد أن الولايات المتحدة ليست في وارد تكرار تجارب فاشلة. هي محاولات للإرهاب لكنها لن تتمكن من تحقيق أية نتائج.

ما علاقة تعنت فريق 14 شباط بالتصريحات الصادرة عن دول «الاعتلال» العربي السعودية ـ مصر ـ الأردن ـ عشية القمة؟

هذه القوى تحاول الاستمرار في التمسك بالسلطة، وبما لا يتفق مع مصلحة الشعب اللبناني في معالجة الأزمة الراهنة من خلال المشاركة التي هي مطلب محق وهدف المشاركة في الواقع هو منع الولايات المتحدة والأحلاف التي أنشأتها مؤخراً بما يسمى بحلف المعتدلين من أن يربط لبنان بسياسات هذا الحلف المفتوحة مع إسرائيل، وهذا يسيء ليس فقط إلى التاريخ المقاوم للشعب اللبناني وإنجازاته المعروفة في هذا المجال بل لمصالح لبنان الأساسية لأن هذا سيؤدي إلى اضطراب داخلي كبير لن تسكت عنه القوى الوطنية اللبنانية المعارضة بمختلف اتجاهاتها. على كل حال هذه المحاولات باتت مكشوفة كما يتضح. أمريكا تستشعر ضعف الأطراف المتحالفة معها. وتحاول تعويض ذلك من خلال الدعم العسكري لكن هذا يتعارض مع مصلحة الشعب اللبناني في أن يكون بلداً حراً مستقلاً وكامل السيادة. وأن تتقرر سياساته من خلال مؤسساته والتفاهمات الوطنية الضرورية.. وما عدا ذلك لن يؤدي إلا إلى المزيد من التأزيم الذي تتحمل مسؤوليته القوى التي تحاول ربط لبنان بالمحاور وسياسات الحلف الأمريكي في المنطقة مما ينبغي التصدي له بكل الوسائل السياسية الضرورية.

آخر تعديل على الإثنين, 21 تشرين2/نوفمبر 2016 00:38