الكيان الصهيوني يتوهم فصل غزة.. وطهران تهدد بالرد في حال تعرضها للعدوان
جاء قرار ما يسمى بالمجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر باعتبار قطاع غزة «كياناً معادياً» «تتويجاً» لـ«جهود» إسرائيلية- أمريكية، تدعمها مواقف التواطؤ من جانب دول «الاعتدال العربي» والسلطة الفلسطينية، طيلة الأشهر الماضية، ضمن محاولة تطويق حركة حماس وإسقاط خيارها بالمقاومة، بغض النظر عن أي ملاحظات على سلوكها. وهو قرار يبتغي بالدائرة الأوسع توجيه رسائل تهديد واضحة لكل القوى التي تتبنى هذا الخيار سواء في الداخل الفلسطيني أو في المنطقة.
غير أن القرار المذكور لا يستهدف حماس كحركة فحسب في إطار صراع سياسي أو عسكري معها، انتقل إلى حد محاولة قطعها عن حاضنتها الشعبية، بل يشكل في خرق إسرائيلي جديد للقانون الدولي، إعلان حرب وعقاباً جماعياً لأكثر من مليون ونصف فلسطيني في القطاع، الذي يُخطط لاجتزائه جغرافياً وفصله كلياً عن الضفة الغربية، استكمالاً لسياسات الحصار والتجويع والإبادة الجماعية التدريجية، وهو يشكل جريمة حرب يهلل لها الإعلام الإسرائيلي والأمريكي، ولاسيما مع مباركة وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس للقرار المذكور خلال اجتماعها بنظيرتها الإسرائيلية تسيبي ليفني في مستهل زيارتها «الترويجية للسلام» من تل أبيب في مفارقة صارخة، تؤكد أنه تم تنسيقه أصلاً مع واشنطن، التي تدعي «استضافتها» لاجتماع سلام خريفي، يشطب فيه رقعة جغرافية كاملة اسمها على خارطة فلسطين المحتلة، قطاع غزة.
وبينما يندرج القرار المذكور في سياق التصعيد، الأمريكي الإسرائيلي، المتسارع في المنطقة على أكثر من محور سواء في فلسطين أم في لبنان وسورية وإيران، أكدت طهران أنها ستقوم بضرب إسرائيل إذا تعرضت لهجوم عسكري.
وقال اللواء محمد علوي مساعد قائد القوات الجوية الإيرانية إن قاذفات بلاده قادرة على ضرب إسرائيل إذا هاجمت إيران، مشدداً على أن القوات الإيرانية وضعت خططا للرد على أي هجوم إسرائيلي محتمل، وأن «كل أراضي إسرائيل تحت مرمى الصواريخ والقنابل الإيرانية».
وكان وزير الدفاع الإيراني مصطفى محمد نجار أكد بدوره، أن بلاده تحتفظ بعدة خيارات مفتوحة للرد على أي تهديدات محتملة، علماً بأن إيران هددت من قبل بأن إسرائيل ستكون أول هدف لها في حال وجهت الولايات المتحدة الأميركية ضربة عسكرية لطهران.