روسيا والولايات المتحدة تنخرطان بصورة متزامنة في تمارين عسكرية واسعة هل بدأت حرب باردة جديدة؟
لقد صمتت وسائل الإعلام صمتاً مطبقاً عن قيام روسيا والولايات المتحدة بتمارين عسكرية واسعة النطاق.
إنّه تذكّرٌ مبهم للحرب الباردة: روسيا والولايات المتحدة تقومان بتمارين عسكرية في الوقت نفسه.
سوف ينفذ سلاح الجو الروسي تمارين عسكرية كبيرة على قسم كبير من أراضيها بين 16 و30 تشرين الأول.
تتزامن هذه التمارين مع إجراء الولايات المتحدة لتمارين عسكرية كبيرة تحت اسم: «الدرع اليقظ 08»، جرت بين 15 إلى 20 تشرين الأول.
سبقت التمارين العسكرية «الدرع اليقظ 08» مناورات بحرية كبيرة تعرف باسم «درع الهادي 07»، بمشاركة أستراليا وفرنسا ونيوزيلندا وسنغافورة والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.
وكان الرئيس فلاديمير بوتين قد أعلن في شهر آب أنّ روسيا ستستأنف على مستوى واسع تحليق قاذفاتها فوق المحيط الهادي والأطلسي والمحيط المتجمد الشمالي لأول مرة منذ سقوط الاتحاد السوفييتي (آسوشييتد برس، الأول من تشرين الأول 2007). وقد اتخذت روسيا القرار رداً على تهديدات الولايات المتحدة وحلف الناتو الموجهة ضد روسيا، بما في ذلك عسكرة أوروبا الشرقية والبلقان.
تقدّم التمارين الأمريكية باسمها الرمزي «الدرع اليقظ 2008 (VS-08» اعتباطاً بوصفها «تمارين مضادة للإرهاب» في حين أنّ «القيادة الأمريكية الشمالية» بالصلة مع «نوراد» تتحمل مسؤولية العملية تحت رعاية مشتركة من البنتاغون ووزارة الدفاع.
يتضمن «VS-08» انتشاراً واسعاً لسلاح الجوي الأمريكي وسلاح الجو الكندي. وهذا يشبه سيناريو في زمن الحرب، يتضمن نشر القاذفات والمطاردات على مجمل قارة أمريكا الشمالية، بل ويمتد إلى المحيط المتجمد الشمالي.
في هذه الأثناء، وفي المحيط الهادي، تجري تمارين عسكرية في غوام في إطار إعادة إنتاج لـ«VS-08». وبموازاة ذلك وتحت غطاء المعاهدة «الأمريكية الفيليبينية»، من المتوقع إجراء تمارين عسكرية في أرخبيل الفيليبين يوم 16 تشرين الأول، «ينخرط فيها أكثر من 3500 جندي من القوات الخاصة في البلدين».
فيما يبدو جلياً أنّه سيناريو مواجهة، تبدأ التمارين العسكرية الروسية في اليوم التالي لانطلاق التمارين الأمريكية واسمها الرمزي «VS-08».
سوف تقوم القاذفات الاستراتيجية الروسية Tu-160 وTu-22M وكذلك طائرات T1-67 للتزود بالوقود "بالتحليق فوق منطقة المحيط المتجمد الشمالي، وفوق المحيطين الأطلسي والهادي والبحر الأسود متظاهرةً بشن غارات قصف وإطلاق صواريخ بعيدة المدى على مواقع تجريبية شمال روسيا وجنوبها، هذا ما أعلنه الكولونيل ألكسندر دروبيشفسكي. (وكالة RIA نوفوستي للأنباء).
سيجرى قسم من هذه التمارين العسكرية الروسية في المحيط المتجمد الشمالي قرب أراضي الولايات المتحدة وكندا (آلاسكا والقسم الكندي من المحيط المتجمد الشمالي).
وقد أعلنت روسيا في منتصف شهر آب أنّ قاذفاتٍ استراتيجية استأنفت طلعات استكشافية، وأنّ هذه الأخيرة ستتواصل على أساس دائم، بما في ذلك القيام بمهام مراقبة لمناطق الملاحة التجارية والإنتاج الاقتصادي.
وعبرت إدارة الولايات المتحدة عن قلقها من استئناف القاذفات الاستراتيجية الروسية للطلعات الاستكشافية.
فقد أعلنت وزيرة الخارجية كوندوليسا رايس في مقابلةٍ أجرتها معها قناة ABC الإخبارية قائلةً: «أعتقد أنّ الزيادة السريعة للنفقات العسكرية الروسية ترغمنا على مراقبتهم».
«وبصراحة، بعض هذه الجهود، على سبيل المثال تحليق القاذفات الروسية في مناطق لم نرها منذ بعض الوقت، ليست ضروريةً حقاً للأمن». (RIA نوفوستي)
منذ شهورٍ طويلة، قامت روسيا بتمارين جوية عسكرية قرب آلاسكا. وأثناء الصيف الماضي، نظّمت قاذفات روسية عدداً من التمارين في ما يوصف بأنه «منطقة وقائية خارج المجال الجوي للولايات المتحدة»، قرب آلاسكا. وقال ناطق رسمي باسم NORAD:
«لقد أرسلت طائرات قتالية أمريكية وكندية، بما فيها طائرات F-15، في كل طلعة لسرب طائرات روسية تدريبية، يتراوح عددها بين طائرتين وست طائرات...»
«VS-08» تمرين عسكري يستند إلى سيناريو مواجهة حربية مع روسيا والصين.
في شهر آب، وتحت رعاية منظمة تعاون شانغهاي (OCS)، اتفقت روسيا والصين على إجراء تمارين عسكرية كبيرة. وقد جرت هذه التمارين باسم رمزي هو «مهمة السلام – 2007» وتمت في المنطقة الروسية من الفولغا وكذلك في منطقة أورومكي الصينية الغربية.