«الجوع يدق أبواب اللبنانيين جميعاً» ناصر قنديل: باشروا بتخزين البيض الفاسد والنعال القديمة لاستقبال بوش!
وسط سراديب استعصاء مخارج الأزمة اللبنانية بين ممثلي مشروعين متناقضين، أحدهما مساوم والآخر مقاوم، واكب النائب اللبناني السابق ناصر قنديل التسريبات الأمريكية حول احتمال وضرورة تنظيم زيارة للرئيس الأميركي جورج بوش إلى بيروت في العاشر من الشهر المقبل من ضمن الحملة الانتخابية الأمريكية «شريطة أن لا تكون التسوية قد تمت في لبنان قبل ذلك التاريخ»، كي يتسنى اخذ صورة تذكارية يمسك بها بوش بيد فؤاد السنيورة بعدما جعل منه رمزاً في أعين الأميركيين للانتصار الأمريكي الوحيد في منطقة الشرق الأوسط، أمام الفشل المتداعي في كل من العراق وأفغانستان وفلسطين وعجز مؤتمر انابوليس عن تقديم إقناع للأميركيين بأن السلام العربي-الإسرائيلي قد اقترب بمساعي الإدارة الأميركية.
وقال قنديل في مؤتمر صحفي موسع عقده الأحد الماضي وتناول فيه بالتفصيل مجريات الوضع في لبنان والمنطقة والتفاهمات السورية الفرنسية والعراقيل الأمريكية والتخلخل في صفوف الموالاة: «نحن ندعو اللبنانيين من الآن للاستعداد لملاقاة بوش في زيارته المقبلة المقررة سراً وخلسة إلى بيروت، أقول للبنانيين باشروا منذ اليوم بتخزين البيض الفاسد والأحذية القديمة من أجل أن يتم استقبال لائق لمجرم حرب اسمه جورج بوش، يحمل مسؤولية دماء شهدائنا والدمار والخراب الذي لحق بلبنان... ولفؤاد السنيورة نقول: إن القبلات التي تسنى لك أن تطبعها على وجنتي كوندوليزا رايس لن تتكرر مع جورج بوش لأن أقدامه لن تطأ بيروت الطاهرة التي قاتلت وصمدت ودافعت عن شرف الأمة العربية منذ عام 1982».
وتابع قنديل: إن الصورة التي يريدها جورج بوش ليضحك من خلالها على الناخبين الأميركيين سنرسل بدلاً منها صورة حقيقية تظهر إرادة غالبية اللبنانيين في رفض الإملاءات الأميركية والسياسة الأميركية، وتظهر الفشل الذريع لإدارة بوش وسياسته وعدم قبولها من شعوب المنطقة وفي مقدمهم الشعب اللبناني.
واوضح قنديل أن المبعوث الأمريكي اليوت ابرامرز لم يأت إلى لبنان مؤخراً إلا من اجل هذه المهمة، وقد جاء ديفيد والش قبله، فلماذا الزيارة في اليوم الثاني بصحبة اليوت ابرامز؟ ببساطة لأن هذه الشخصية هي المسؤولة عن تنسيق زيارة بوش بين الثامن والسادس عشر من الشهر المقبل إلى ست عواصم من دول المنطقة وبينها بيروت.
وتوجه النائب السابق قنديل الى العماد سليمان بالقول: إنهم يحاولون أن يكون لقاء بوش مع العماد سليمان ضمن جدول أعمال الزيارة ليستخدمه بوش في حملته الانتخابية، وناشد العماد سليمان بعدم منح بوش صك براءة عن دماء اللبنانيين الذين سقطوا في عدوان تموز 2006، وقال: «أنت رمز وحدة اللبنانيين وصمودهم وعنوان الخيار بالوقوف إلى جانب المقاومة وهم يحتاجون إلى صك البراءة منك فلا تعطهم إياه».
ورداً على سؤال عن مفاعيل استمرار الفراغ أعرب قنديل عن اعتقاده باستحالة استمراره وهم يعرفون ذلك ويعرفون بأن المزيد من الانهيار الاجتماعي والاقتصادي سوف يدفع اللبنانيين إلى الشارع، فالجوع يدق أبواب جميع اللبنانيين والأزمة الاقتصادية تخنق كل مفاصل الحياة في لبنان، وهذا وضع لا يمكن استمراره لأشهر أو كما يراهنون إلى موعد الانتخابات النيابية، لذلك انفجار الوضع الداخلي اللبناني ليس في مصلحة أحد وإذا وقعت الفوضى فسوف تأكل الجميع، وإذا كان هذا هو خيارهم وأنا لا اعتقد ذلك بل اعتقد ان ما دفع بهم للقبول بالعماد ميشال سليمان رئيساً هو إدراكهم بأن الذهاب إلى الفوضى والتصادم سوف ينهي آخر ما لديهم من مواقع قوة.
واعتبر قنديل أن الجدوى من إعداد الحكومة الحالية مشروع تعديل الدستور هي كمن يسير بين القبور ويحدث نفسه، وقال: إن الرئيس السنيورة استخدم قبل مدة عبارة ووجهها إلى الرئيس لحود عندما قال ما أضاع المرء يوماً شأناً من شؤون الشرع إلا وأحاجه الله إليه، وأرد هذا الكلام إلى الرئيس السنيورة كما تكبرتم في الحديث عن تعديل الدستور، أحاجكم الله إلى أن تعودوا إلى تعديل الدستور وها انتم كما الأذلاء تذهبون إلى تعديل الدستور، أنتم الذين أعددتم الخطب ولوائح الشرف في الحديث عن تعديل الدستور عندما جرى التمديد للعماد لحود، وانتم اليوم تذهبون إلى تعديل الدستور أذلاء عاجزين وقيمة ما ستفعله هذه الحكومة هو انه سيقدم دليلاً تاريخياً تذكارياً للبنانيين بالنص والكلمة لكي يعرفوا عن أي جهة سياسية نتحدث، جهة نظرت طويلاً بإدعاء شرف عدم الخوض ورفض التعديل الدستوري والآن تذهب إلى إنجازه...