الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة بالأرقام.. على ماذا يراهن المعتدلون؟!
بحسب وكالات الانباء، قُدِّر عدد القوات الأميركية والبريطانية في منطقة الخليج والعراق قبل أسابيع بنحو 270 ألف جندي، يرابطون في عدة قواعد تنتشر في مختلف دول المنطقة. وقد نشرت الولايات المتحدة مؤخراً صواريخ دفاعية في أربع دول خليجية هي البحرين، قطر، الكويت والإمارات، لحماية ثروتها النفطية. كما كثفت من مبيعات الأسلحة لهذه الدول وبقية «الحلفاء» «المعتدلين»، وفي الوقت نفسه تتحدث تقارير صحفية عن احتمال إجراء مناورات عسكرية موسعة في الخليج قريباً، كما تشير إلى ازدحام الطريق بين واشنطن وتل أبيب- وغيرها من عواصم المنطقة- بخبراء الأمن والاستخبارات، في حين ازدادت حركة عبور السفن الحربية لقناة السويس في الأسابيع الأخيرة بوتيرة كبيرة.
وبلغة الأرقام، فإن الوجود العسكري الغربي في الخليج يتوزع على الشكل التالي:
العراق: يتمركز فيه نحو 150 ألف جندي، الأغلبية الساحقة منهم من قوات الاحتلال الأمريكية، ويتوزعون في عدد من القواعد العسكرية تنتشر في شتى أنحاء بلاد الرافدين.
أما الكويت، فلا تزال تعد أهم قاعدة للقوات الأميركية، حيث يرابط نحو 20 ألفاً من الجنود ومشاة البحرية، إلى جانب دبابات وطائرات مقاتلة ومروحيات، بالإضافة إلى عدة آلاف من الجنود البريطانيين، وأهم القواعد الأميركية في الكويت هي معسكر «الدوحة» ومعسكر «عريفجان» ومعسكر «فرجينيا».
كما تعد البحرين مقرا للأسطول الخامس الأميركي، وهو الذي يقوم بدوريات في المياه الواقعة بين الهند وشرق أفريقيا، ويضم هذا الأسطول أكثر من 20 سفينة و20 ألف عسكري، ويرابط نحو ألفي جندي في قاعدة «الشيخ عيسى» التي توجد بها طائرات أف 16 المقاتلة.
وبالنسبة لدولة قطر، فهي تستضيف نحو ألفي جندي أميركي في قاعدة «السيلية»، إلى جانب طائرات إعادة التزود بالوقود والاستطلاع والقاذفات في قاعدة «العديد» الجوية قرب الدوحة.
وفي الإمارات العربية المتحدة، يوجد نحو ألف جندي بريطاني وأميركي وفرنسي، وتعتبر قاعدة الظفرة الجوية قرب أبو ظبي أهم القواعد هناك.
أما سلطنة عمان، فتستضيف ما بين 500 وألف جندي أميركي وبريطاني، وأهم القواعد هي «السيب»، وتوجد القاذفات بي-1 في قاعدة «الثومرير» الجوية الجنوبية.
وأخيراً المملكة العربية السعودية، وهي تستضيف عدداً غير معروف من الجنود الأميركيين، يقدره البعض بنحو خمسة آلاف جندي مع معداتهم العسكرية، بينما يرى آخرون أن عددهم أكبر من ذلك بكثير.
كما ينتشر في هذه البلدان، ومعظم البلدان والمناطق المجاورة لها، كما في الأردن والقرن الأفريقي ولبنان ومصر وسواها.. أعداد كبيرة من عناصر المخابرات، وشبكة واسعة من الجواسيس والعملاء والمكاتب الأمنية التابعة..
إن كل هذه الحشود لا تحمي منابع النفط وحسب، كما أن غايتها ودورها لا ينحصران بتشكيل قوات تدخل سريع ضد بعض الدول الإقليمية المعادية للسياسة الأمريكية، بل يمكن اعتبارها احتياطياً استراتيجياً عسكرياً أساسياً «تحت الطلب» للضغط على الدول الكبرى مثل الصين وروسيا، ولا يستثنى من ذلك بعض الحلفاء، كالاتحاد الأوربي إن لزم الأمر!
هناك، في دول الخليج وبعض جوارها، من لا يزال يعتقد، أو يراهن على أن الولايات المتحدة قد تكف عن القيام باعتداءات وحروب في هذه المنطقة وامتداداتها القريبة والبعيدة مع تغير وجه الرئيس أو الحزب المتربع على سيادة البيت الأبيض، أو اعتدال الخطاب السياسي وميله نحو «الحوار»، ويتناسى هؤلاء أن كل هذه الأعداد من الجنود لا ينتشرون في المنطقة بهدف السياحة، وأن هذه المعدات المتطورة جداً من الأسلحة ليست ألعاب أطفال.. فعلى ماذا يراهنون؟؟