كانت «تتمدد».. بمعونتكم!
لنأخذ السنة الكاملة من 23 أيلول 2014، حتى 30 من أيلول 2015، موعد الدخول العسكري الروسي لمكافحة الإرهاب. تدخلت القوات الغربية بتحالف تقوده الولايات المتحدة «للقضاء» على «داعش» في سورية والعراق، لكن هل بالفعل أنجزت هذه القوات ما عليها؟ وهل كانت المعركة حقيقية، أم أنها مجرد أخذ مبادرة لإغلاق الباب أمام قوى أخرى تريد بالفعل إنجاز مهمة القضاء على «داعش»، مثل روسيا؟
لإثبات حقيقة أن واشنطن غير جدية في القضاء على «داعش»، سنسرد بعض الوقائع التاريخية لتوسع أو ضمور خريطة الجسم الإرهابي لتنظيم «داعش»، من 23 أيلول 2014، حتى موعد الدخول الروسي في 30 أيلول 2015.
فترة التمدد والنشاط المكثف
في 9/4/2013، تم إعلان تأسيس تنظيم «داعش»، مع كلمة صوتية بثتها قناة «الجزيرة»، أحد الرعاة الإعلاميين لإعلانات المنظمات الإرهابية كلها في المنطقة، التي يتحمل الأمريكيون بشكل مباشر مسؤولية ازدهارها، لأنها جاءت بعد فشل جنيف2، بحكم التعنت الأمريكي ومحاولة المماطلة في الحل السوري.
في عام 2013، سيطرت «جبهة النصرة» الإرهابية على الرقة، وبعد ستة أشهر سلمت المدينة إلى تنظيم «داعش». وفي 9 حزيران سيطر «داعش» على الموصل. أما في 17 تموز 2014 فقد وصلت حدود التنظيم حد السيطرة على حقل الشاعر النفطي في حمص. وفي 25 تموز عاد التنظيم ليسيطر على مقر «الفرقة 17» في سورية. بعد ذلك، وفي 7/ آب سيطر مقاتلو التنظيم على «اللواء 93» في سورية.
إذاً، إلى ما قبل التدخل الأمريكي، كان «داعش» قد سيطر على الرقة والموصل في سورية والعراق، وأعلن عن وجوده، ليأتي بعدها التدخل الأمريكي. ورغم ذلك، وفي 15 أيار 2015 احتل «داعش» مدينة الرمادي والفلوجة وأصبح بالقرب من بغداد، وفي الفترة الزمنية ذاتها سيطر التنظيم على البادية السورية في الميادين والبوكمال ومدينة تدمر الأثرية، وتعد هذه الفترة نكسة لكل من العراق وسورية، وتمدداً كبيراً لـ«داعش»، حيث قدرت الأمم المتحدة أن التنظيم سيطر على ما يقارب نصف سورية. وفي 22 أيار 2015، استولى داعش على معبر الوليد، آخر معبر بين سورية والعراق.
الخريطة ما بعد الدخول الروسي
في 30 أيلول من العام الماضي، وبعد كلمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الأمم المتحدة، التي دعا خلالها إلى إنشاء «تحالف دولي للقضاء بشكل نهائي على الإرهاب»، وهو المشروع الذي رفضة «التحالف الغربي»، دخلت القوات الروسية للقضاء على الإرهاب في سورية، ليجري تغيير خريطة سيطرة التنظيم بشكل جذري:
في 26 آذار 2016، خسر «داعش» مدينة تدمر بعد عملية عسكرية نوعية، خسر فيها التنظيم جزءاً من البادية السورية، وتم تحصين حمص وحماة من هجمات التنظيم . وقد أدى هذا الانتصار إلى انكفاء «داعش» بشكل كبير.
في 28 تشرين الثاني 2016 حررت الرمادي العراقية بعد استعداد دام أربعة شهور، وجرى تحرير الفلوجة أيضاً، بعدما وجدت القوات الغربية أنه لا مناص من مواجهة فعالة في وجه الإرهاب الذي بدأ يتلقى ضربات قاصمة في سورية. والآن تجري الاستعدادات لتحرير الموصل.
إذاً من سرد الوقائع التاريخية يُستنتج بشكل قطعي لا لبس فيه أن الدخول الروسي للحرب ضد الإرهاب، قد أجبر واشنطن على مواجهة التنظيم الذي ترعاه، بسبب الانتصارات الروسية على الإرهاب، وليس بسبب إرادة حقيقية ضد هذا الأخير..!