الكيان الصهيوني يستعجل «المدد»..!
قال مسؤول أمريكي إن الولايات المتحدة و«إسرائيل» تمكنتا من سد الكثير من الفجوات الباقية في مفاوضات بشأن حزمة مساعدات عسكرية جديدة بالمليارات، أملاً بتوصل الجانبين إلى اتفاق نهائي قريباً. فيما تبدو القضية العالقة منذ فترة، واحدة من المؤشرات على تنامي الخلافات بين الكيان وحماته الأمريكيين تقليدياً.
تبلغ قيمة حزمة المساعدات الأمريكية الأكبر من نوعها للكيان الصهيوني 40 مليار دولار على عشرة سنوات. ورغم الحجم الكبير للمساعدات، إلا أنها تنسف حقيقة «الخلاف العميق بين نتناياهو وأوباما» حول قضية توقيع الاتفاق النووي مع إيران، حيث يعي الطرفان بشكل حقيقي موازين القوى العالمية، ويعملان مع بعضهما على خطوط عامة تشوبها الخلافات حول تسيير هذه الفترة العصيبة في عمر الكيان بأقل الهزائم الممكنة.
استعجال الكيان مبرر
المعلوم تماماً أنه ما بعد إنجاز الحلول في المنطقة، وتظهير الأوزان الدولية الجديدة، فإنه على الأغلب سيكون الكيان الصهيوني آخر نقطة ارتكاز للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ولذا فإن الانسحاب الأمريكي الذي بات واقعاً ملموساً سيترك الكيان في فراغ لا يوجد طرق لملئه، عسكرياً ومالياً.
يدور سؤال حول استعجال الكيان الصهيوني على الحصول على حزمة المساعدات قبل انتهاء فترة الرئاسة الحالية، والإجابة عنه تمكن في شقين: الأول: حديث السفير الأمريكي في موسكو حول أن نقاط الخلاف الأمريكية- الروسية ستحل قبل انتهاء فترة الرئاسة الحالية، مما يعني أن القضايا الخلافية كلها ستوضع على طاولة الحل التي لن تكون في صالح الكيان.
ماذا وراء ترامب؟
أما الثاني: فهو: الحديث الذي كُلف المرشح الأمريكي، دونالد ترامب، بتقديمه حول قضايا الأمن العالمي، وموقفه تجاه «الناتو»، وبالأخص تمويل المنظمات العسكرية الدولية، فهو القائل: إن الولايات المتحدة غير مضطرة للدفع لحماية دول أخرى، وهذا يعكس سياسياً أن تياراً قوياً داخل النخبة السياسية والعسكرية الأمريكية قرر الانكفاء وتخفيض دعمه لدول أصبحت الولايات المتحدة خارجها سياسياً كالشرق المتوسط.
لذا يستعجل الكيان الحصول على المساعدات التي قيل أن الجانب الأمريكي اشترط على الكيان شراء السلاح الأمريكي فقط بالمساعدة، الأمر الذي يترك انطباعاً أن المرحلة القادمة ستكون عصيبة على الكيان.
الجدير بالذكر هنا، أن الآراء التي يعبر عنها ترامب إنما هي انعكاس لإدراك قوى طبقية في الولايات المتحدة للواقع الذي وصلت إليه واشنطن على الصعيد العالمي، وما التعبير عن «ضرورة أن تكون الولايات المتحدة أولاً» إلا فهم لضرورة الانكفاء هذه، والتي قد تساعد للإبقاء على الولايات المتحدة موحدة في مواجهة فترة التراجع الذي يريده البعض منظماً.