ترجمة وإعداد: د. نبيل حوج ترجمة وإعداد: د. نبيل حوج

اليورو أيضاً مصاب بأنفلونزا الخنازير

كلما كانت هناك أزمة في المراكز الكبيرة، كانت هناك جرائم وحرب، كان الإعلام الغربي يرى منفذاً لتمويه ما آلت إليه الظروف في تلك المراكز بتضخيم جائحة مرضية ما أو معالجة المشكلة بشكل براغماتي. ونحن القابعين على اقتصاديات الجمر نصدقهم أو لا نصدقهم والبعض لا يهمه وفي كل الأحوال نتأثر سلباً. الآن دور اليورو بعد الدولار«الأخضر» الذي اعتراه الجفاف، ويرتوي بدماء الأطفال في أفغانستان والعراق. اليورو أيضاً مصاب بعدوى الدولار أو بالأحرى مصاب بأنفلونزا الخنازير في الدوائر المالية العالمية الأوربية المصرفية وفيما يلي تصريحات بعض الاستراتيجيين الأوربيين عن أزمة اليونان واحتضار اليورو:

انهيار اليورو حتمي، وإنقاذ اليونان عقيم – رئيس مصرف فرنسي....

يقول باحثون إستراتيجيون فرنسيون في sociele generale إن أي إنقاذ للاقتصاد اليوناني المنكوب، هو فقط لتقديم «الأشرطة اللاصقة» لتغطية العيوب العميقة في منطقة اليورو ككل. علماً بأن القول إن اليورو يمكن أن يتوجه نحو الانهيار الكلي، هو رأي لأقدم وأكبر البنوك في فرنسا.

اليورو هو نجاح عظيم، هكذا يقول بيترماندلسون في داونينغ ستريت، ولكن أزمة اليونان توجه اليورو نحو أزمة أسوأ.

يقول الاستراتيجي ألبرت أدواردز عن المستثمرين «أرى أن أي «مساعدة» صغيرة تعرضها دول منطقة اليورو الأخرى، هي مؤقتة وعبارة عن أشرطة لاصقة، قبل الانتقال إلى المرحلة النهائية من العملية وهي تقسيم منطقة اليورو».

أما ماتس بيرسون مدير مجلس خبراء أوروبا، والذي يقود حملة للإصلاحات في بروكسل، فقد ذهب أبعد من ذلك عندما قال «منطقة اليورو تواجه أزمة تامة، وحادثة اليونان كشفت المستور المؤلم، وهكذا فقد انهار المشروع الأوربي منذ البداية».

حتى إذا تلقت اليونان الإنقاذ الوحيد فأن ذلك لا يحل المشكلة، وستبقى الاختلافات الضخمة في منطقة اليورو في المنافسة بين أغنى وأفقر الأعضاء. وإذا أريد تسوية هذه الخلافات فأن ذلك يحتاج لأن تكون لأوربا ميزانية واحدة، وضرائب عامة من أجل إعادة توزيع المصادر.

ويرى السيد أدواردز بأن دول مثل البرتغال،ايرلندا،اليونان وأسبانيا ضعيفة اقتصادياً للصمود امام صرامة عضوية منطقة اليورو. والدول غير المتنافسة بشدة يمكن أن تخفض جزءاً من أسعار الفائدة وتخفض من قيمة عملاتها لدعم اقتصادها. لكن هذا غير ممكن ضمن منطقة اليورو،لأن الضربة كانت موحدة. والنتيجة أنه ستبقى دول أعضاء اليورو الضعفاء تعاني من انكماش مؤلم، وتدهور مستوى المعيشة، بالإضافة لتخفيض الميزانيات بشكل كبير، لكي تتدارك الأزمة. 

ألمانيا تجر الاتحاد الأوربي نحو الكساد

حذر أكسل ويبر، رئيس البنك الاتحادي الألماني من أن الاقتصاد الألماني سيعاني من الانكماش هذه السنة. فبينما تبين الأرقام أن بلدان اليورو نمت بشكل جماعي بمقدار 0.1% في الربع الرابع من العام الماضي كانت ألمانيا العائق الأكبر، حيث لم تسجل أي نمو في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الفائت في حين شهدت فرنسا نمواً قدره 0.6% في الربع الرابع من العام الفائت، لكن كلاً من ايطاليا، أسبانيا واليونان سجلت انكماشاً ملحوظاً في الناتج المحلي.

بيانات النمو في منطقة اليورو مخيبة للآمال لتجاوز الأزمة المالية والخروج منها يكاد يكون بطيئاً ومديداً، وقد لا تفيد المساعدات في تهدئة المخاوف حول أسواق المنطقة.

وعلى ما يبدو فأن الحل سيكون على طريقة لقاح أنفلونزا الخنازير المشكوك بجودته وكلما تم تقديمه زادت الأعراض الجانبية، التي تزيد الكساد والشلل بالاقتصاد الأوربي وتزيد من عطب اليورو. وبالنتيجة اليورو عقيم وغير قادر على الإنجاب.