بمشاركة أكثر من 3 ملايين محتج الأرض الفرنسية تلتهب تحت أقدام الرأسمال
حذر وزير الداخلية الفرنسي بريس أورتيفيو من أن قوات الأمن ستواصل «فك الطوق عن مستودعات الوقود كلما كان ذلك ضرورياً» مهدداً بإرسال الشرطة شبه العسكرية لإيقاف من سماهم مثيري الشغب، وأشار إلى توقيف أكثر من 1400 ممن سماهم الرعاع وإحالتهم إلى القضاء.
وجاء ذلك غداة قيام أكثر من ثلاثة ملايين فرنسي بالتظاهر احتجاجاً في العاصمة باريس، مطالبين بسحب مشروع إصلاح نظام التقاعد الذي يلقى معارضة متصاعدة في الشارع الفرنسي.
وندد المشاركون في الاحتجاج- السادس من نوعه في ظرف شهرين- بتعنت السلطات ورفضها الإنصات إلى صوت الفرنسيين الذين تؤكد استطلاعات الرأي أن ثلثيهم يؤيدون الحركة الاحتجاجية.
وانطلقت المسيرة من ساحة إيطاليا جنوب باريس وجابت شوارع رئيسية في المدينة، قبل أن تنفض من ميدان لوزينفاليد قرب مقر وزارة الخارجية الفرنسية.
وتميزت المظاهرة التي تصدرها زعماء النقابات المحلية، بمشاركة كثيفة لطلاب الجامعة وتلاميذ المدارس الثانوية.
وقال برنار تيبو الأمين العام للاتحاد العام للعمل- أكبر النقابات المحلية- إن «حجم المسيرة خيب آمال الحكومة التي كانت تعتقد بأن التعبئة الشعبية ضد إصلاح نظام التقاعد ستنحسر مع مرور الوقت».
وأوضح تيبو أن إقرار مجلس الشيوخ للمشروع الذي صوت عليه سلفاً مجلس النواب لن يشكل نهاية المعركة، مؤكداً أن نقابته ستواصل الاحتجاج ضد مضامين ذلك النص «حتى إذا صار قانوناً».
من جانبه، ندد فرانسوا شيريك الأمين العام للاتحاد الفرنسي الديمقراطي للعمال- ثاني أهم النقابات في البلاد- بإصرار السلطات على فرض ما أسماها خطة جائرة وغير مقبولة.
المظاهرات المتزامنة نظمت في عدد من المدن الفرنسية لدفع الحكومة إلى التراجع عن اعتماد الخطة المذكورة. وقدرت وزارة الداخلية العدد الإجمالي للمشاركين في احتجاجات الثلاثاء بـ1.1 مليون متظاهر، بينما أعلنت النقابات أن عدد المتظاهرين فاق 3.5 ملايين شخص، حيث اشتبك المحتجون مع الشرطة وألغيت مئات الرحلات الجوية، واصطفت طوابير طويلة أمام محطات الوقود وخدمة القطارات في العديد من المناطق، كما أغلقت 379 مدرسة ثانوية أو تعطلت بدرجات متفاوتة في جميع أنحاء البلاد، وهو أعلى معدل حتى الآن في الحركة الطلابية ضد إصلاح التقاعد وفقا لوزارة التربية والتعليم. ونفد البنزين من حوالي 2500 محطة وقود في أنحاء البلاد، في حين يتواصل إضراب عمال مصافي تكرير النفط الفرنسية- وعددها 12 مصفاة، وكذلك إضراب عمال السكك الحديدية.
وانضم العاملون في المطارات وسائقو القطارات والمدرسون وعمال البريد وسائقو الشاحنات المدرعة الذين ينقلون الأموال لماكينات الصرف الآلي، إلى عمال المصافي وطلبة مدارس ثانوية، في يوم جديد من الإضراب المعلن احتجاجاً على خطة ساركوزي لرفع سن التقاعد من 60 إلى 62 عاماً.