مؤرخ يحذر من انهيار مفاجئ للإمبراطورية الأمريكية
افتتح البروفسور نيل فيرغسون مهرجان اسبين الفكري للعام 2010 مطلقاً تحذيراً صارماً بشأن تصاعد احتمال الإنهيار المفاجئ لـ«الإمبراطورية» الأمريكية بسبب ديون البلاد المتزايدة، وقال «أتصور هذه مشكلة تتجه لتظهر حقيقة... وبهذا المعنى، أقصد خلال العامين المقبلين، لأن كل شيء، من الناحية المالية وغيرها، قريب جداً من حافة الفوضى. ولقد سبق أن شهدنا بالفعل ما يحدث في اليونان عندما يفقد سوق السندات الثقة تماماً في السياسة المالية».
وأضاف: الإمبراطوريات يمكن أن تنهار بسرعة حال بلوغ نقطة التحول، وهي في الغالب عندما تتجاوز تكلفة خدمة دين الإمبراطورية لميزانية الدفاع. «هذه الحالة لم تتحقق في أية نقطة من تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، لكنها ستكون القضية/ الكارثة خلال خمس سنوات».
حاول الباحث الاجتماعي البريطاني إلقاء الضوء على هذه المسألة.. اعتاد الهمس ليخبر الحاضرين في الحفل بقوله: «أعلم أنكم غير مرتاحين من كلمة إمبراطورية، لا سيما بعد الرابع من تموز فقط، لكنكم حراسها الآن».
وأضاف: إن الولايات المتحدة- الدولة- في خطر عميق، بسبب ترابط الركود الاقتصادي الكبير، والحوافز الاتحادية الناجمة وبرامج الإنقاذ المالي، حربين، تخفيضات بوش الضريبية، ونمو برامج التأهيل الاجتماعي. والدين الاقتصادي يمكن أن يقود إلى فقدان مفاجئ للقوة العسكرية وخسارة احترام العالم.
«من خلال مكافحة أزمتنا للديون الخاصة مع التوسع الهائل للدين العام، لا محالة من تقليلنا لحجم الموارد المتاحة للأمن القومي في السنوات القادمة... لأنه مع نمو الدين، تنمو مدفوعات الفائدة، حتى لو بقيت أسعار الفائدة منخفضة. وبموجب التوقعات الحالية، فسوف يمتص الدين العام حوالي 20%- خمس (1/5) جميع الضرائب المدفوعة- في غضون بضع سنوات فقط.. إن ضغط بند النفقات الفيدرالية غير العلنية، من الأرجح، أن تكون محصورة في الدفاع. وهناك الكثير من السوابق التاريخية لذلك»، وفقاً لفيرغسون- صاحب كتاب: الإمبراطورية- صعود وزوال النظام العالمي البريطاني والدروس للقوى العالمية». وأضاف بأن الأزمة المالية التي بدأت العام 2007، «قادت إلى زيادة سرعة حصول تحول جوهري في ميزان القوى»، في سياق استنزاف الولايات المتحدة للقوة، مقابل قدرة الصين على امتصاصها.
«عدت مؤخراً من الصين- في رحلة دامت أسبوعين هناك- وما سمعته في معظم الأحيان: لا تَستطيع أن تُحاضرنا بشأن تفوق نظامك بعد الآن. لسنا بحاجة أن نتعلم منك عن المؤسسات المالية، كما وعليك أن تنسى الديمقراطية. نحن نرى حقيقتها عندكم».
شبكة أوروك