الخبراء والعلماء يحذرون خطر وقوع كارثة نووية يابانية أسوأ من تشيرنوبل
يخاطر العالم بمواجهة كارثة نووية يابانية أسوأ من حادثة مفاعل «تشيرنوبل» منذ ربع قرن، بالتعرض لمئات الأطنان من الوقود النووي المستنفد وعالي الإشعاع، وانبعاث الجسيمات المشعة إلى الغلاف الجوي، وفقاً للعلماء والخبراء المتخصصين.
فقد صرح يان بييا، عالم الفيزياء النووية في اتحاد العلماء المعنيين أن «هناك احتمالات بنسبة 50 في المئة بأنهم (اليابان) سيخسرون المفاعلات الستة وأحواض التخزين».
بدوره صرح إد ليمان، الفيزيائي باتحاد العلماء المعنيين والخبير في تصميم المحطات النووية «أنا مندهش لأن الوضع لم يتدهور بصورة أسرع... ومن دون تحقيق انفراج حقيقي، سوف يواصل الوقود المستنفد الانصهار باستمرار».
وأفاد كيفن كامبس، المتخصص في النفايات النووية المشعة بمنظمة «ما وراء النووي» الأمريكية المناهضة للنووي، أن محطة فوكوشيما دايتشي اليابانية قد أصيبت بأضرار هامة من جراء زلزال قوي وتسونامي في 11 مارس، ويقدر أنه يوجد بها نحو 1700 طن من الوقود النووي المستهلك، إضافة إلى وقود نووي خطير في برك تخزين بجانب ستة مفاعلات نووية.
وأضاف أن مجمعات التخزين قد جمعت، على مدى 30 إلى 35 عاماً، كميات من الوقود المستنفد في المفاعلات رقم 3 ورقم 4 معظمها ليست محمية بالمياه المبردة. ومن ثم، قد تكون «على النار» وتبعث الجزيئات المشعة في الغلاف الجوي.
وشرعت طائرات الهليكوبتر العسكرية اليابانية في أعقاب الكارثة في صب مياه البحر على المفاعلات 3 و 4، في محاولة أخيرة يائسة ومحفوفة بالمخاطر الكبيرة بغية تبريدها.
وشرح عالم الفيزياء النووية يان بييا أنه إذا انبعث الوقود المستهلك وانتشر، فقد تتلوث مناطق ضخمة من اليابان بالسيزيوم المشع 137 لمدة 30 إلى 50 سنة.
ويشار إلى أن السيزيوم 137 يظل مشعاً لأكثر من مائة سنة، وأنه واحد من العوامل التي تسبب السرطان وغيرها من الآثار الصحية. وإذا انتشر لكان من الصعب جداً التعامل معه. وللمقارنة، السيزيوم هو السبب في جعل منطقة واسعة حول كارثة تشيرنوبل النووية في عام 1986 لا تزال غير صالحة للسكن بعد 25 عاماً.
ولقد أظهرت دراسة عن الصحة أجرتها جامعة ولاية كارولينا الجنوبية في الولايات المتحدة في عام 2010 أن الأطفال الذين ولدوا بعد وقوع هذه الكارثة وأقاموا على مسافة أكثر من 75 كيلومتراً من موقعها، يعانون من مشاكل طويلة الأجل في الرئتين من جراء انتشار السيزيوم 137 في جزيئات الغبار والتربة.
وعلى سبيل المقارنة ، انتشر في تشيرنوبل 180 طناً من الوقود النووي، فيما تأوي فوكوشيما 560 طناً من الوقود النووي في مفاعلاتها، إضافة إلى 1700 طن من الوقود المستهلك.
(آي بي إس)