نصيحة كوبية «مبطنة» إلى اليونان

نصيحة كوبية «مبطنة» إلى اليونان

«اهنئكم بحرارة على انتصاركم السياسي البارع، الذي تابعت تفاصيله عن كثب». 

بهذه الكلمات، استهل الرئيس الكوبي السابق، فيديل كاسترو، رسالته التي وجهها إلى رئيس الوزراء اليوناني، ألكسيس تسيبراس، يوم الثلاثاء الماضي، مذَّكراً فيها بأهمية اليونان لدى الكوبيين: «إنها علمتنا الفلسفة والفنون والعلوم في العصور القديمة، عندما درسنا في المدرسة، وبفضلها، أكثر النشاطات البشرية تعقيداً: الفن والسياسة». وشدد في الرسالة المكتوبة التي حملت توقيعه: «بلدك، وخصوصاً في ظل شجاعتكم خلال الظروف الراهنة، تثير الإعجاب بين شعوب أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، التي كانت شاهدة كيف ناضلت اليونان ضد العدوان الخارجي، ودافعت عن هويتها وثقافتها».

وفيما بدا أنه «نصيحة مبطنة» تتعلق بالطبيعة المفترضة للتوجهات الاستراتيجية اليونانية اللاحقة، استعاد كاسترو بعض الحقائق التاريخية: «إننا لا ننسى أنه بعد عام من هجوم هتلر على بولندا، أمر موسوليني قواته بغزو اليونان، وقيام بلدكم الشجاع بإفشال الهجوم، ودفع الغزاة للتراجع، مما أجبر وحدات المدرعات الألمانية للانتشار باتجاه اليونان، وصرفهم عن الهدف الأولي. كذلك، تعرف كوبا مقدار الشجاعة والقدرة القتالية للقوات الروسية، التي تحاول دائماً، جنباً إلى جنب مع قوات حليفهم القوي في جمهورية الصين الشعبية، ودول أخرى في الشرق الأوسط وآسيا، تجنب الحرب، لكنها لن تسمح بأي عدوان عسكري، من دون رد ساحق ومدمر».

وخلص كاسترو: «في الوضع السياسي الراهن في العالم، حيث يتعلق السلام وبقاء جنسنا البشري بخيطٍ رفيع، فإن كل قرار، وأكثر من أي وقتٍ مضى، يجب أن يكون مدروساً بعناية، كي لا يجوز لأحد أن يشك في صدق وجدية القادة الأكثر مسؤولية وجدية في النضال لمواجهة الكوارث التي تهدد العالم اليوم».