«الكرة الآن في ملعب اليونان».. ولكن!

«الكرة الآن في ملعب اليونان».. ولكن!

قطع ممثلو صندوق النقد الدولي مفاوضاتهم القصيرة مع مسؤولين يونانيين في بروكسل، بعد أن فشلت محاولاتهم لتمرير «خطة إصلاح» قابلة للتطبيق، بهدف سداد اليونان ديونها البالغة 1.6 مليار يورو.

وأكدت المتحدثة باسم الصندوق، جيري رايس، في حديث لوسائل الإعلام جمعها مع فريقها العائد إلى واشنطن: أن «الكرة الآن في ملعب اليونان.. هناك خلافات كبيرة بيننا في معظم القضايا الرئيسية.. لم يكن هناك أي تقدم لتضييق هذه الاختلافات»، معقبة: «مع بلوغ نسبة الأجور والمعاشات التقاعدية نسبة 80% من إجمالي الإنفاق العام اليوناني، فإنه من غير الممكن لليونان تحقيق أهدافها المالية على المدى المتوسط من دون إصلاحاتنا. وخصوصاً فيما يتعلق بتخفيض المعاشات التقاعدية، أو عليهم اللجوء إلى فرض ضريبة TVA (الضريبة على القيمة المضافة) على المستهلكين اليونانيين».
وفيما تصر أثينا على عرض الإصلاح الذي قدمته، ويصر وفدها على ضرورة «تكثيف المفاوضات»، رفض دائنوها هذه الوعود ووصفوها بأنها «غامضة» وبأن اليونان «تنخرط في سياسة حافة الهاوية»، في وقتٍ ارتفع فيه معدل البطالة في اليونان إلى أكثر من 26.6%، وانخفض فيه الناتج المحلي الإجمالي إلى ما يقارب الثلث.
بدوره، أكد رئيس الوزراء اليوناني، أليكسيس تسيبراس، أن انسحاب اليونان من منطقة اليورو، أو ما صار يعرف بـ«Grexit»، سيكون ضربة كبيرة للاتحاد الأوروبي، كما أنها «ستؤدي إلى تأثير الدومينو في صفوف دافعي الضرائب»، وأضاف: «أعتقد أن المسألة واضحة، وستكون هذه هي بداية النهاية لمنطقة اليورو. فإذا كانت القيادة السياسية الأوروبية لا تتمكن من معالجة مشكلة مثل التي تجري في اليونان، وهي التي تمثل 2% من اقتصادها، فما من شأنه أن يجري لتلك البلدان التي تواجه مشاكل أكبر من ذلك بكثير، مثل إسبانيا وإيطاليا، التي لديها تريليوني يورو من الدين العام؟».
وشدد تسيبراس، الذي جاء إلى السلطة عقب وعود بإنهاء خطط «التقشف» الحكومية، أنه لا يمكن لليونان قبول شروط الدائنين التي تتطلب خفض المعاشات، وزيادة فواتير الماء والكهرباء، «فنتيجة لتلك التدابير، ارتفع معدل البطالة لدينا من 12 إلى 27% في غضون ثلاث سنوات، وانخفض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 25%، أما المواطنون فهم تحت العبء الضريبي، وأعداد المواطنين الذين يعيشون تحت خط الفقر تتزايد يومياً». كذلك كشف تسيبراس عن اتفاق أجراه خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لتمرير إمدادات الغاز الروسي عبر ما بات يعرف بـ«السيل التركي»، وما يتطلب ذلك من بنية تحتية في اليونان، حيث سيجري نقل ما يزيد عن 47 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي من روسيا إلى الحدود التركية- اليونانية، واتفقا على الاجتماع في منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي في منتصف الشهر الجاري.