الجمعية العامة للأمم المتحدة..  الكباش الدبلوماسي مستمر!
إعداد: سعد خطار إعداد: سعد خطار

الجمعية العامة للأمم المتحدة.. الكباش الدبلوماسي مستمر!

في العدد الماضي، نشرت «قاسيون» جزءاً من أهم الكلمات التي تلتها وفود الدول في افتتاح الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وفيما يلي نواصل الإضاءة على أهم الكلمات التي تمت تلاوتها خلال الأسبوع الفائت.

روسيا: محاولات أمريكا لم تتكلل بالنجاح

في كلمته أمام الجمعية العامة، صعَّد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، من وتيرة الهجوم على السياسات الأمريكية والغربية، مؤكداً أن: «الحلف الأطلسي يعمل على الصعيد الدولي خلافاً لميثاق الأمم المتحدة ومبدأ سيادة الدول، ويحاول أن يقرر مصير الدول الأخرى.. ولقد أعلنت واشنطن أن بإمكانها استخدام القوة في كل مكانٍ في العالم دفاعاً عن مصالحها الجيوسياسية.. إن كل المحاولات العسكرية لأمريكا لم تتكلل بالنجاح، لنتذكر قصف يوغسلافيا والتدخل في العراق وما حصل في ليبيا وأفغانستان، وبفضل جهودنا الدبلوماسية تسنى لنا الحؤول دون تدخل واشنطن في سورية. وعلى ما يبدو فإن الهدف من كل تلك الأعمال هو إثارة الفوضى. أوكرانيا ضحية جديدة لهذه السياسة الغربية». 

وقال لافروف: «إن أمريكا والدول الغربية كلها قررت عدم أخذ مصالح الشعوب، ولم يصغوا إلينا بضرورة التمسك بميثاق الأمم المتحدة.. الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أيدا الانقلاب في أوكرانيا، وبررا أية أعمال للسلطات المعلنة من جانب واحد في كييف التي توجهت نحو قمع جزء من الشعب الأوكراني بالقوة... لا بد من احترام التعددية في العالم. ولا بد من التخلص من فكرة استثنائية إحدى الدول، ولا بد من العمل المشترك». وأضاف لافروف: «إن مكافحة الإرهاب في سورية يجب أن تتم على أساس التعاون مع الحكومة السورية. روسيا تساهم مساهمة فاعلة في مكافحة الإرهاب ونورد الأسلحة إلى كلٍّ من العراق وسورية.. في الواقع لا يكفي محاربة الإرهاب، علينا ألا نكتفي بمعالجة ظاهرة الإرهاب، بل البحث في أسباب ظهور الإرهاب».

الأرجنتين: «داعش» حليفة لدول معروفة

تميَّزت كلمة الرئيسة الأرجنتينية، كريستينا دي كيرشنر بهجومها على  صندوق النقد والبنك الدوليين واصفة إياها بصناديق الإرهاب، واتهمت دائني بلادها بالجشع المصرّين على إحباط بلادها الرافضين أي حل لإبقاء بلادها غارقة في الديون. وكان هجومها لافتاً ضد الأساليب الغربية لتعويم الإرهاب في العالم، وتفنيدها لتفاصيل تلك الأساليب، ما أدى إلى قيام بعض وسائل الإعلام بقطع البث خلال كلمتها، أو إيقاف الترجمة الفورية.

وبعد اتهامها للدول الغربية بالتسهيل للمنظمات المتطرفة في سورية، قالت كيرشنر: «تم إدراج حزب الله في وقت سابق ضمن قائمة الإرهاب وتبين فيما بعد أنه حزب كبير ومعترف به في لبنان.. اتهمتم إيران على خلفية الانفجار الذي طال السفارة «الإسرائيلية» في بوينس إيرس، عام 1994، ولم تثبت التحقيقات من قبلنا تورط إيران بهذا الانفجار.. أصدرتم قرار محاربة القاعدة بعد أحداث 11 سبتمبر واستبيحت بلاد وقتل أهلها تحت هذا العذر مثل العراق وأفغانستان ومازالت هاتان الدولتان تعانيان من الإرهاب بالدرجة الأولى.. وأوصلتم الإسلام المتشدد للحكم في البلدان العربية بقراراتكم ومباركتكم ومازالت شعوب تلك الدول تعاني من وصول المتشددين الإسلاميين إلى الحكم والعبث بحريات المواطنين هناك». وتابعت كيرشنر: «اليوم نجتمع هنا لإصدار قرار دولي حول تجريم تنظيم «داعش» ومحاربته، و«داعش» مدعومة من قبل دول معروفة. أنتم تعرفونها أكثر من غيركم، وهي حليفة لدول كبرى أعضاء في مجلس الأمن».

كوريا الديمقراطية: تدعو إلى وقف الأكاذيب

بدوره اتهم وزير الخارجية الكوري «ري سو يونغ» السبت 27 أيلول مجلس الأمن الدولي بالكذب، وطالب المسؤول الكوري من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك بإصلاح مجلس الأمن في أسرع وقت ممكن. وهاجم الوزير سياسات الولايات المتحدة على خلفية تعاملها مع القضايا الدولية مشيراً إلى ضرورة وقف الأكاذيب في المؤسسات الدولية. 

واتهم مجلس الأمن بالانحياز المطلق فيما يخص مقتل المدنيين الفلسطينيين على أيدي الاحتلال «الإسرائيلي» وذلك بتغطية من عضو دائم في المؤسسة في إشارة إلى الولايات المتحدة مضيفاً أنه وفي نفس الوقت يتحدى هذا العضو الحكومة السورية ما يؤكد ازدواجية المعايير حسب قوله. ورفض المسؤول الغارات التي يشنها التحالف الدولي بقيادة واشنطن ضد أهداف في سورية تحت ذرائع التهديد الإرهابي واعتبرها انتهاكا لسيادة سورية. كما انتقد الوزير الكوري المجلس لتقاعسه إزاء ما وصفها بالمناورات العسكرية العدوانية المشتركة للولايات المتحدة وكوريا الجنوبية التي تجري كل عام قرب حدود بلاده.

وأشار ري إلى أن مجلس الأمن لا يملك أي سلطة لمنع الأنشطة النووية أو الباليستية التي تقوم بها كوريا الديمقراطية مشيرا إلى أن مؤسسة الأمم المتحدة ليست نظاما ملكيا وأن مجلس الأمن ليس مجلس الشيوخ.

يذكر أن حضور مسؤول كوري رفيع بهذا المستوى للأمم المتحدة هو الأول من نوعه منذ 15 عاماً.

إضاءات سريعة

فيما أعرب الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، عن نية فرنسا مواصلة «عمليتها العسكرية ضد تنظيم (داعش) في العراق»، مشيراً إلى عملية إعدام الرهينة الفرنسية في الجزائر، شنَّ رئيس وزراء أوكرانيا هجوماً على روسيا معتبراً أن: «الصراع في الشرق الأوكراني ليس محلياً، إنما دولياً، تشارك فيه روسيا للسيطرة على أوكرانيا». وفي وقتٍ شدد فيه رئيس وزراء بريطانيا، ديفيد كاميرون على أن بلاده «لن تساعد النظام السوري في مواجهة (داعش)»، كرر رئيس السلطة الفلسطينية قوله أن: «بقاء (إسرائيل) دولة فوق القانون، وتحدّيها للإرادة الدولية، يغذّي الفكر الإرهابي في المنطقة العربية». فيما هاجم رئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو، إيران معتبراً أن «إيران المسلّحة نووياً ستمثل خطراً أكبر كثيراً على العالم من مقاتلي تنظيم داعش».