الشهيدة أمية... نخلة العراق الوطنية
في كلمتها الصحفية عند إعلان تأسيس «المجلس العشائري» قالت أمية ناجي جبارة، مسؤولة لجنة المرأة والمصالحة الوطنية في هذا المجلس: « إننا أبناء بلد، وضعنا أول مسلة للقوانين, وضعها حمورابي, فكيف يكون العراق ساحة لخرق القوانين... تدخلتْ في العراق أجندةٌ خارجية لتصنع الطائفية والإرهاب».
أمية، النخلة العراقية الباسقة، استشهدت وهي تمتشق بندقيتها وتقاتل قطعان «داعش» الفاشية، وهي التي لم تفز في الانتخابات المفصَّلة على مقاس حيتان الفساد وأتباعهم من اللصوص, قدمت درساً في الوطنية العراقية والانتماء الحضاري ودور المرأة العراقية الباسلة في الكفاح من أجل عراقٍ حر.
تخاذل من تخاذل و تآمر من تآمر وانزوى من انزوى في جحور الطائفية والاثنية, أما الشهيدة أمية فقد نهضت كنخلة عراقية لم يعترها الهزال أو ينخرها السوس, استشهدت مدافعة عن بلدتها تكريت وبلدها العراق, لتكون المثال المضاد للأنموذج الخائن والانتهازي وعميل الأمريكي. إنها شهيدة الوطن لا الطائفة ولا الاثنية.
ستترك الشهيدة بصمتها في المشهد العراقي, وستصعد لدى العراقيين روح الاحتجاج والتصدي للعدو الرئيسي المسبب لكل الكوارث التي حلت بالعراق, الولايات المتحدة الأمريكية التي حملها وزير الخارجية الروسي مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في العراق. حيث عبر لافروف عن قلقه من التطورات الأخيرة في العراق، معتبراً إياها دليلاً على الفشل التام للمغامرة التي قامت بها واشنطن ولندن في هذا البلد: «إنه دليل على الفشل التام للمغامرة التي قامت بها الولايات المتحدة وبريطانيا والتي خرجت من تحت سيطرتهما». وأكد أن روسيا تتضامن مع حكومة وشعب العراق لاستعادة السلام والأمن في البلاد، «لكن أعمال شركائنا تثير كماً كبيراً من الأسئلة... أصبحت وحدة العراق على المحك، فقد انتشر فيها الإرهاب لأن قوات الاحتلال لم تعر أي اهتمام للعمليات السياسية الداخلية، ولم تساعد الحوار الوطني، واهتمت بمصالحها فقط»..
جاءت تصريحات لافروف هذه عشية وصول وجبة طائرات «سوخوي» للعراق، بعد أن امتنعت أمريكا عن تزويد العراق بالطائرات، إذ لم تصل على مدى السنوات الماضية سوى طائرة «اف 16» واحدة. وتشير التقارير الصحفية الى أن بوتين «لم يقدم فقط طائرات مقاتلة، ولكن أيضاً الطيارين اللازمين للتحليق بها».
يجمع أصدقاء الحركة التحررية الكردية على أن قيادتها لم تتعلم لا من أخطائها التاريخية الكارثية ولا من أخطاء الآخرين, غير أن تطوراً لافتاً قد حدث في هذا الشأن يفيد برفض جناح هام من هذه الحركة للتكرار المأساوي للأخطاء والسياسة الانعزالية المغامرة، فقد نبه عادل مراد في ختام اجتماع المكتب المركزي لحزبه، في 30 حزيران إلى «خطورة التهاون مع داعش ومخططاتها التخريبية الإجرامية في العراق» معلناً أن الكرد ومناطقهم سيكونون وجهة «داعش» المقبلة التي تضع الكرد في خانة ألد أعدائها وهم يتحينون الفرصة لمهاجمة الكرد، كما انتقد تفرد «الحزب الديمقراطي الكردستاني» بتشكيل الإدارات المحلية في محافظتي دهوك وأربيل.
لم يعد خافياً على المراقبين الترابط بين الأزمة السورية والتطورات الأوكرانية والصراع في العراق لناحية المخطط والمنفذ والهدف, فروسيا هي الهدف النهائي، وأمريكا هي المخطِّط والمافيا الاقتصادية والقوى العميلة على مختلف راياتها هي المنفِّذ على الأرض بإشراف صهيوني مباشر وعلني، مدعوم من الرجعية العربية.
أما المنقذ الوحيد فهو الشعب, فالإرادة الشعبية أقوى من كل الإرادات, وما استشهاد أمية ناجي الجبارة إلا مثال للإرادة الوطنية العراقية التي تسمو فوق جميع الانتماءات الفرعية، وهي الضمانة الأكيدة للنصر على قوى الإرهاب والفساد معاً.