سلطة ومعارضة أبخازيا : للتكامل مع الروس
منذ منتصف شهر أيار الماضي شهدت العاصمة الأبخازية، سوخومي، موجة احتجاجات تطالب بتنحي رئيس الجمهورية، ألكسندر أنكواب، عن الحكم. وتصاعدت المظاهرات التي كانت تجري أمام مقر رئاسة الدولة يوم 27 أيار، كما حدثت اضطرابات كادت تؤدي بالبلاد إلى موجة من العنف بعد استيلاء المحتجين على مقر رئاسة الجمهورية.
بدأت جمهورية أبخازيا تستعيد الهدوء، بعد أن قدم رئيس الجمهورية طلب استقالته مستجيباً لمطالب المعارضة، في ختام محادثات رعاها مبعوثان من روسيا. وأعلن الرئيس الأبخازي ألكسندر أنكواب استقالته من منصبه من أجل الحفاظ على استقرار البلاد، في خطاب وجهه إلى مواطني بلده في الأول من حزيران الجاري، حيث تم اتخاذ القرار بعد مشاورات ولقاءات مع أنصاره وأنصار المعارضة التي تقود الاحتجاجات، وتنفيذاً لاقتراح مقدم له من مجلس الشعب الأبخازي لتقديم استقالته طواعية. ودعا أنكواب في رسالته الأخيرة المواطنين إلى إجراء انتخابات جديدة في جو طبيعي.
الأبخازيون يحفظون بلادهم من العنف
وصرح أمين مجلس الأمن الأبخازي، بداية الشهر الحالي، أن رئاسة الجمهورية والمعارضة تعملان معاً على ضبط الأمور حتى لا تتخطى الدستور. وقال فيتشيسلاف سوركوف، مساعد الرئيس الروسي، إن المعارضة والسلطة في أبخازيا متفقتان على الاستمرار في نهج التقارب وتعزيز التحالف مع روسيا، وأن الأحداث في هذه الجمهورية شأن داخلي أبخازي.
وأعلن سوركوف إنه التقى إلى جانب الرئيس الأبخازي ممثلي الحكومة والمعارضة الأبخازية، لافتاً إلى أن «الجميع أكدوا التزامهم بمواصلة نهج تعزيز علاقات التحالف مع روسيا مستقبلاً».
وجرت في العاصمة الأبخازية أولى المفاوضات بين سكرتير مجلس الأمن الأبخازي، نوغزار أشوبا، ممثلا عن السلطة، ورئيس حركة المحاربين القدامى، فيتالي غابنيا، ممثلاً عن المعارضة برعاية المبعوثين الروس.
السلم والخروج من عباءة الغرب
ممثلو المعارضة والسلطة في أبخازيا متفقون على استمرار العمل من أجل التكامل مع روسيا، وتسريع إجراءات الانضمام، خاصة وأن طريق الغرب باتت مسدودة، فالجمهورية قد أعلنت استقلالها رغم عدم الاعتراف بها سوى من قبل روسيا وإيران وسورية وبعض بلدان أمريكا اللاتينية.
لقد ساهم الغرب في حصار أبخازيا اقتصادياً، منذ عام 2008، التي تعيش ظروفاً اقتصادية سيئة ومستوى المعيشة فيها بلغ الحضيض. ومثل هذه الظروف تقتضي تكاملاً مع جار أقوى لحل الكثير من القضايا الداخلية، كالاقتصاد وسفر المواطنين والحياة بسلام مع الجيران الذي طالما عانت منه منذ التسعينيات.
الأطراف السياسية في أبخازيا اتفقت على تجنيب بلدهم للعنف والتكامل مع روسيا، ولم تجر حوادث كالاشتباكات ومعارك الشوارع والمتاريس حتى الآن. لقد قاموا بتغليب خيار السلم على خيار الحرب الداخلية التي يحاول الغرب إشعالها.