الطريق إلى أوسيتيا الموحدة
لقد بات واضحاً الميل الشعبي والرسمي العام في جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق حول التكامل مع روسيا، سواءً انضماماً مباشراً أو دخولاً في الاتحاد الأوراسي الذي وقِّعت معاهدته قبل أسابيع.
ومن تلك الجمهوريات جمهورية أوسيتيا الجنوبية، التي كانت تابعة لجورجيا في السابق، وحصلت على الاستقلال الكامل عام 2008. وكل الأحداث والتصريحات المختلفة توضح أن العمل يجري على قدم وساق من أجل انضمام هذه الجمهورية إلى روسيا، وتوحيدها مع أوسيتيا الشمالية في جمهورية أوسيتيا الموحدة، ذات الحكم الذاتي ضمن الفيدرالية الروسية.
خطوات خمس للانضمام لروسيا
جرت الانتخابات البرلمانية في جمهورية أوسيتيا الجنوبية، بتاريخ 8 حزيران الجاري، وحصل حزب «أوسيتيا الموحدة» على الأغلبية: 20 مقعداً من أصل 34 من مقاعد البرلمان. وأعلن هذا الحزب عن خارطة طريق للانضمام إلى روسيا من خمس خطوات، أولها تنظيم استفتاء شعبي حول ذلك. ويضع «أوسيتيا الموحدة» نصب عينيه توحيد شطري أوسيتيا، حيث يقع شطرها الشمالي في روسيا، أما الجنوبي فكان جزءاً من جمهورية جورجيا السوفيتية، وأعلن استقلاله بعدما خرجت جورجيا من اتحاد الجمهوريات السوفييتية.
في وقت سابق من شهر نيسان الماضي، أرسل س.يا.كوشييف، الأمين الأول للحزب الشيوعي في أوسيتيا الجنوبية، والنائب في البرلمان، رسالة إلى مجلس الدوما الروسي من أجل تبسيط وتسريع الإجراءات التي من شأنها انضمام الجمهورية إلى روسيا.
والغرب «الديمقراطي» يرفض..
كما نشرت صحيفة «كوميرسانت» الروسية في بداية العام الحالي مبادرةً لرئيس حزب «روسيا الموحدة»، والمرشح الرئاسي السابق، ليونيد تيبلوف، لتنظيم استفتاء حول الانضمام لروسيا. وصرح وزير خارجية الجمهورية، دافيد ساناكويف، بأن توجهات شعب أوسيتيا الجنوبية ثابتة، وأكدتها استفتاءات 1992 و 2006، وهي الاستقلال عن جورجيا والتكامل مع روسيا.
كانت المواقف الغربية من هذه التوجهات فظة جداً. أقل ما توصف به أنها تدخل سياسي خارجي في شؤون جمهورية أوسيتيا الجنوبية، مثل تصريحات الأمين العام لحلف الناتو، فوغ راسموسن، ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كاترين آشتون، التي رفضت الاعتراف بنتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة.