هيئة التنسيق النقابية تصعد من مطالبها في لبنان
كسرت هيئة التنسيق النقابية بمظاهرتها التاريخية في 29/4/2014 الاصطفافات السياسية التقليدية في لبنان، لتعبر من جديد أن الاصطفاف الطبقي بين الناهبين والمنهوبين قادر على كسر البنى الطائفية والسياسية في لبنان كما في بقية أنحاء العالم.
في المظاهرة التي بلغ تعدادها حوالي 60 ألف متظاهر، صعدت الهيئة من مطالبها، حيث لم تكتف بالمطالبة بـ “إقرار سلسلة الرتب والأجور” فقط، بل ذهبت إلى حد المطالبة بـ»التأمين الصحي الشامل وتحسين مستوى التعليم” في لبنان.
ردت المظاهرة بتنظيمها وتعدادها جزءاً كبيراً من ادعاءات البعض حول احتمال انهيار الهيئة وكان ردها قوياً بإعلان حنا غريب رئيس الهيئة تحويل «رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي» إلى نقابة، لتكون المبادرة الثانية، بعد «رابطة الموظفين في الإدارة العامة»، على طريق تكريس هيئة التنسيق ممثلاً للموظفين والأجراء وناطقاً باسمهم ومدافعاً عن قضاياهم المطلبية والاجتماعية.
انطلقت تظاهرة هيئة التنسيق النقابية بحضور ومشاركة طيف واسع من الشيوعيين اللبنانيين وذلك قبل يومين من عيد العمال من أمام مصرف لبنان في بداية شارع الحمراء وسط العاصمة اللبنانية بيروت، إلى مقر غرفة التجارة والصناعة في منطقة الصنائع، فجمعية الصناعيين في رياض الصلح.
وردد المتظاهرون هتافات ونداءات إلى حاكم مصرف لبنان والمعنيين، العمل على تحقيق مطالبهم، بإقرار سلسلة الرتب والرواتب، وتأمين مواردها من الضرائب على الأغنياء والاقتطاع من الرواتب العالية جداً للوزراء والمسؤولين.
وهتف المتظاهرون من أمام مصرف لبنان «انظروا إلى رواتبنا، لا تكفينا حتى نصف الشهر، كم هي رواتبكم أنتم». ومن الشعارات أيضاً «تظاهروا بأنكم لا تروننا من خلف نوافذكم»، مخاطبين من هم داخل المصرف.
وخلال كلمته، من ساحة رياض الصلح، أشار رئيس هيئة التنسيق النقابية حنا غريب أن «حيتان المال وحلفاءهم في لبنان خسؤوا أخطؤوا الحساب. لن نقبل بإقرار سلسلة على حساب الفقراء وأصحاب الدخل المحدود. نحن قلب الفقراء النابض». وأضاف غريب «لن نقبل بتمويل السلسلة فقط، بل نطالب أيضاً بالتغطية الصحية الشاملة»، مخاطباً النواب والمعنيين بتحسين نوعية التعليم الرسمي لكي يضع الجميع أولاده في المدارس الرسمية. وختم غريب قائلاً «إن هيئة التنسيق ترى بأن تقارير النواب وحلفائهم هي كالمولود الميت، وإن حاولوا إحياءها سنكون على الموعد في كل آن وأوان. كونوا على ثقة بأنه سيكون الانفجار العظيم».
تتوج تظاهرة هيئة التنسيق النقابية حلقة جديدة من التحركات الاحتجاجية والمطلبية التي تقودها الهيئة لتوحد فقراء لبنان طبقياً بعيداً عن نظام المحاصصة الطائفية والسياسية البغيض الذي يسمح بوجود طغمة مالية من الأثرياء المتحكمين بالسياسة والاقتصاد مقابل الطبقات والشرائح الشعبية الغارقة في ديونها ومشاكلها المعيشية والاجتماعية والباحثة عن فرصة عمل، حتى وإن كانت فيما وراء البحار، ولاسيما في صفوف الشباب.