سعار واشنطن بعد مغادرة باكستان الإمبراطورية الأمريكية
وبستر تاربلي وبستر تاربلي

سعار واشنطن بعد مغادرة باكستان الإمبراطورية الأمريكية

حريٌّ بقصة اغتيال زعيم القاعدة أسامة بن لادن في مدينة أبوت آباد في باكستان أن تكون من تأليف الاستخبارات الأمريكية لاستهداف بلدٍ آسيوي، كما يقول صحافي التحقيقات وبستر تاربلي.

كان هنالك بناءٌ محكم، يلاحظ تاربلي، رافقته تصريحاتٌ فظّةٌ تدين باكستان في تقارير الإرهاب التي تعدّها حكومة واشنطن. زار الأدميرال مايك مولن باكستان أواخر نيسان، متهماً الباكستانيين بأنّهم شركاء في شبكة حقاني الإرهابية. ذكرت ويكيليكس أنّ عملية السي آي إيه تستهدف باكستان أيضاً، في حين أنّ معظم خطط القاعدة، وفقاً لواشنطن، أعدّت في ذلك البلد.

ما يثير العجب أنّ واشنطن تدعم صراحةً قوّات القاعدة، التي تمثّل القسم الأكبر من مجلس متمرّدي بنغازي في ليبيا، بحسب ما يشير إليه تاربلي. في ليبيا، في ليبيا واليمن، تعدّ القاعدة الأداة الأساسية التي تستخدمها واشنطن لزعزعة الحكومتين الممثلتين وهنالك ظنٌّ أنّ الأمر ينطبق على سورية والجزائر. «لكن بعد ذلك، وفي تناقضٍ حادّ، تقصف القاعدة في باكستان أو أفغانستان»، كما يلاحظ تاربلي.

يقول تاربلي: «ما نراه فعلاً، انحدار الإمبراطورية الأمريكية. إن تطلّعنا إلى الوراء، إلى سقوط إمبراطوريات إسبانيا وفرنسا وبريطانياـ في تلك الحالات رافقت سقوط الإمبراطورية حروبٌ عالمية. إذا قرّرت واشنطن ملاحقة باكستان، فستصطدم بالصين. عند ذلك، ستردّ روسيا بطريقةٍ ما. ما نراه هو كيف يؤدّي انحدار إمبراطوريةٍ إلى حربٍ من خلال الحسابات الخاطئة».

ويرى أنّ «النخبة الحاكمة في واشنطن مسعورةٌ خشية أن تغادر باكستان والسعودية الإمبراطورية. لهذا السبب، اختارت واشنطن التخلّص من مليارات الدولارات التي استثمرتها في شخصية بن لادن الخرافية».

ويستنتج ترابلي: «الخطر الآن هو الرواية الزائفة لحوادث الإرهاب. والتي نظّمتها فعلياً استخبارات واشنطن والناتو وستتهم باكستان بها. سمعنا أقوالاً لأشخاصٍ في السي آي إيه أطلقتها وسائل الإعلام مفادها أنّه سيكون هنالك هجماتٌ إرهابية انتقامية، لكنّها ستأتي من شبكة وكالات الاستخبارات المحليةـ أي الاستخبارات الباكستانية. إنّها خطّةٌ جاهزة».

تصفية بن لادن وخسارة التهديد العالمي

لا يعتقد أنطوني وايل، مؤسّس الموقع السياسي Thedailybell.com ورئيس تحريره، أنّ موت بن لادن سيحدث تغييراً في سلامة العالم طالما «لدينا نمط فلسفة الدافع الأصولي التي تنفّذها الغرف السرّية في لندن بذريعة الديمقراطية على الطراز الغربي».

يعتقد وايل أنّ بن لادن لم يكن التهديد الأساسي للعالم. فضلاً عن أنّ «الشعوب ستقاوم الاقتحام الفعّال لبيوتها بغرض إرغامها على الاعتقاد بوجود أفكارٍ وفلسفةٍ تختفي وراء اغتيال بن لادن. ما يشير ليس فقط إلى الشعوب في تلك البلدان التي تنشغل فيها صناعة التسلّح الأمريكية في نشر الديمقراطية، بل إلى شعوب العالم، بمن فيها الشعب الأمريكي. سيتواصل الانتقام»، كما يقول وايل.

لن تسهل تصفية زعيم القاعدة، كما يعتقد وايل، سحب القوّات الأمريكية من أفغانستان. يقول وايل: «القوات الموجودة على الأرض، هذه القوّات العالمية التي تنوي أن تجمع أمماً ودولاً شتّى تحتاج للتجمّع بغرض خلق حكومةٍ عالمية، ستتابع تلك القوّات جهودها أياً يكن الثمن- باستخدام القوّة أو البروباغندا من خلال وسائل الإعلام السائدة أو التحرّكات الهدّامة للسي آي إيه».

يعتقد وايل أنّ الولايات المتحدة تستخدم النزاعات في العالم العربي لتوحيد القوى وإضعاف الدول الأمم التي تقاوم «الحكومة العالمية التي ستديرها الأمم المتحدة وبنيةً نقديةً عالميةً سيديرها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي».

يستنتج وايل أنّه «يجب على الأمريكيين أن يركّزوا أكثر على حكومتهم الخاصّة وتنمية التسلّط الذي سيتصاعد داخل الولايات المتحدة والدولة البوليسية التي يجري فرضها».