مصادر دبلوماسية دولية الاعتراف بدولة فلسطينية، أملٌ بعيدُ المنال
حذرت مصادر سياسية ودبلوماسية مطلعة في منظمة الأمم المتحدة أنه من غير المرجح أن تتحقق المساعي الفلسطينية للحصول على اعتراف بدولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة، على المدى القريب، وذلك على الرغم من الدعم الكبير الذي تحظى بها هذه الغاية من جانب المجتمع الدولي.
وصرح دبلوماسي أفريقي أمضى أكثر من عقد كامل كسفير لدى الأمم المتحدة، لوكالة (آي بي اس)، «هذا لن يحدث... نعم، الفلسطينيون يحظون بدعم كبير في الجمعية العامة، لكن الاعتراف بدولة عضو جديدة يحتاج إلى موافقة مجلس الأمن».
ونجحت الجهود الدبلوماسية الأخيرة من جانب الفلسطينيين في الحصول على دعم ما يصل إلى 140 بلداً من أصل 192 دولة عضواً في الجمعية العامة. لكن هذا لا يكفي لإنشاء دولة نظراً لأن قواعد الأمم المتحدة تتطلب دعم مجلس الأمن المكون من 15 عضواً.
وقال مسؤول كبير في الأمم المتحدة يعمل لحساب الهيئة العالمية لأكثر منذ عقدين إن «أكثر من 90 في المئة من الدول الأعضاء تدعم الاقتراح الداعي إلى اعتماد قرار في سبتمبر المقبل، يدعو لإقامة دولة فلسطينية».
ومن المعروف أن التصريحات الأخيرة التي أدلت بها واشنطن بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي تشير إلى أنه من المستبعد جداً أن تؤيد الولايات المتحدة قراراً بشأن إقامة الدولة الفلسطينية. والولايات المتحدة هي واحدة من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن التي تتمتع بحق الفيتو.
وأكدت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس مؤخراً من جديد أن الدعم الأمريكي لـ«إسرائيل» سيبقى دون قيد أو شرط. ونوهت ضمناً إلى أنه لن يكون هناك أي دعم لأية مبادرة من الأمم المتحدة للاعتراف بدولة فلسطينية.
وقالت «نحن نشعر بقلق بالغ من تصاعد إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون من غزة على جنوب إسرائيل». وأضافت «نحن نشعر بالقلق بشكل خاص بسبب تقارير تشير إلى زيادة استخدام أسلحة متطورة، بينها صواريخ، في هجمات ضد «المدنيين» الإسرائيليين».
وبعد قراءة بضع كلمات حول دعم حل الدولتين والإعراب عن القلق إزاء الوضع الإنساني في غزة، خصصت السفيرة الأمريكية لدى المنظمة العالمية معظم خطابها للدفاع عن موقف «إسرائيل»، مع انتقادات حادة للإمدادات الإيرانية المزعومة من الأسلحة للفلسطينيين.
كما انتقدت رايس مبادرات المنظمات غير الحكومية لتوريد المواد الإنسانية إلى الفلسطينيين في غزة، وقالت إنه ليس هناك «أي مبرر» لفعل ذلك، مكررة بهذا حجج المؤسسة الإسرائيلية وحلفائها في الولايات المتحدة.
من جانبه، شدد «السفير الإسرائيلي» لدى الأمم المتحدة روبن ميرون في اجتماع لمجلس الأمن على قلق «إسرائيل» بشأن الهجمات الصاروخية من جانب الفلسطينيين، وعلى أن الاعتراف بفلسطين كدولة مستقلة لن يحدث من دون موافقة «إسرائيل».
وقال إنه «لا يمكن فرض ذلك من الخارج» ملمحاً إلى الجهود الدبلوماسية المبذولة لتمرير قرار من الجمعية العامة بالموافقة على دولة فلسطين كعضو جديد في الأمم المتحدة.
وأشار «المندوب الإسرائيلي» إلى أن «إسرائيل» ترغب في إجراء «محادثات مباشرة» مع الفلسطينيين، قائلاً «نحن بحاجة إلى حل وليس إلى قرار» من الأمم المتحدة، مؤكداً أن أي قرار بدعم الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة لن يكون مقبولاً.
• نشرة (آي بي إس)