في الذكرى السنوية الأولى لقيامها: حركة ( احتلوا وول ستريت ) تحضّر لوقفة احتجاجية حاشدة
تحتفل حركة «احتلوا وول ستريت» والتي تعد واحدة من أكبر الحركات الجماهيرية الشعبية في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية في الـ 17 من سبتمبر الجاري بالذكرى السنوية الأولى لقيامها.
ولم تكتف الحركة بالتخطيط ليوم واحد من الاحتجاجات والتحرك المباشر وحسب بل إنها أعدّت لورشات عمل أسبوعية يقوم المحتجون خلالها بلفت الانتباه لجهة تجهيز مشاريع مستمرة تساعد في وضع رؤية واقعية لما ستقوم به حركة «احتلوا» في الـ 18 من سبتمبر والأيام التي تليها.
وستتضمن أنشطة الأسبوع السابق للذكرى السنوية الأولى أنشطة - مستوحاة مما قامت به الحركة على مدار العام الماضي - مخصصة للتدريب على القيام بأنشطة المقاومة الشعبية (وقفات , اعتصامات .... الخ). حيث ستشهد ساحة حديقة واشنطن في الـ 15 من الشهر الجاري تجمعاً تحت شعار « التعليم من أجل التحرير « يتم خلاله النقاش وتشاطر المعلومات بين المحتجين حسب ما صرح نينا ميهتا أحد منظمي حركة «احتلوا» ويضيف ميهتا: (نحن نعمل على تأسيس إطار بنيوي بجدول زمني وفضاء مفتوح للمشاركة بتقديم اقتراحات وحلول حول موضوع التعليم إضافة إلى سعينا لإنشاء تحالفات تساعد في خدمة قضية إصلاح وتطوير قطاع التعليم).
كما تنظم الحركة في اليوم التالي (16 سبتمبر) احتفالاً في ساحة فولي، والذي يصفه ميهتا : «شبيه من حيث أنشطته بيوم 17 سبتمبر « حيث سيتضمن تقديم ونقاش مشاريع ووجهات نظر متعددة إضافة لفتح مجال رحب أمام المجتمعين للمشاركة في عرض وتبادل المعلومات، وفيما بعد في فترة ما بعد الظهر سيبدأ احتفال ما يعرف بـ ( ثائرو طبقة الـ 99%) الذي سيشارك فيه كل من توم موريلو وبيافرا جيلو وهما عازفان موسيقيان مشهوران.
اجتمع ناشطون من حركة «احتلوا» على مدار ستة أسابيع متواصلة في أحد المكاتب للتخطيط للتحضيرات اللوجستية المتعلقة بأنشطة يوم إحياء الذكرى السنوية الأولى وقد اتصف النقاش فيما بينهم أحياناً بالسخونة خصوصاً عندما دار حول التكتيكات المزمع تنفيذها في اليوم المرتقب.
وبالحديث عن الأنشطة المباشرة التي ستقام يوم الاثنين (17 سبتمبر) فستشتمل على «حائط الشعب» والذي سيتركز في منطقة (وول ستريت) أو في أقرب نقطة إلىها - بسبب احتمال إغلاق تلك المنطقة بأكملها من الشرطة في ذلك اليوم - إضافة لنشاطات أخرى كعرض أشكال - يدوية الصنع - معبرة عن روح المناسبة في قلب الاعتصام أو المظاهرة المقررة والهدف من هذه الخطوة هو القيام بعصيان مدني سلمي منظم وعالي التنسيق مع إفساح مجال أمام ما يعرف بـ (جماعات التقارب) للقيام بأنشطة إبداعية أخرى. وهذا هو التوازن الذي طالما سعت حركة «احتلوا» لتحقيقه فالمنظمون يريدون فتح مجال ومساحة مؤطرة للقيام بأنشطة واحتجاجات أكثر جذريةً. حيث تم التأكيد بقوة على مبادئ «السلمية» و «العصيان المدني» و «النشاطات التي لا تحمل تهديداً «التي ستتسم بها نشاطات الحركة في يوم الإحياء ومن المؤكد أن هذا الأمر سيصيب بعض أعضاء الحركة الأكثر تطرفاً بالإحباط.
وبينما يتردد المنظمون في تقدير أعداد الذين سيشاركون في الذكرى السنوية فإنهم يتوقعون توافد ناشطي الحركة من مختلف المناطق الأمريكية إلى «وول ستريت» يوم الاثنين القادم فعلى سبيل المثال تتوقع الحركة حضور حوالي 250 ناشطاً من فيلادلفيا وحدها.
وفيما يتعلق بالرسائل التي سيوجهها الناشطون في السابع عشر من سبتمبر يقول ميهتا : «لست من الناس الذين يهتمون كثيراً بالاحتفالات السنوية لكني أعتقد أن الدعوة لجمع الأمريكيين للتوحد في نهاية هذا الأسبوع وفي مواعيد أخرى قادمة ليعبّروا - كما كنا نفعل طوال السنة الماضية - عن سخطهم الكبير وليطالبوا بواقعٍ تعليميٍ أفضل وليقفوا يداً واحدة في طريق النضال لتحقيق مطالبهم هو أمرٌ بالغ الأهمية». إن منظمي الاحتفال السنوي لحركة «احتلو» يأملون أن تكون هذه الذكرى بمثابة يوم لتنشيط المجتمع الأمريكي وتذكيره بأهمية التصدي للتأثير السلبي الذي تمارسه شركات وول ستريت الكبرى على السياسة الأمريكية. هذا وقد وصّف أندرو سميث أحد المنظمين وضع النظام الأميركي بقوله : «لقد أثبت هذا النظام عجزه بسعيه الجلي والوقح وراء أموال الأمريكيين مهملاً وظيفته السياسية الأساسية ولم تعد معرفة من الذي يحصل على تمويل أكبر أوباما أم رومني أمراً مهماً. المهم الآن هو أننا استطعنا إدراك حجم التأثير الهائل الذي تمارسه شركات وول ستريت على العملية الانتخابية بحد ذاتها بصرف النظر عن السياسيين الذين ستختارهم وتدعمهم». ويضيف سميث : «إن هناك علاقة عميقة بين تحرّك (17 سبتمبر) والانتخابات الأمريكية المقبلة لأن الشكل الحقيقي لديمقراطيتنا يتم بيعه وشراؤه باستمرار».
إننا - حركة وول ستريت - نريد رؤية عشرات الآلاف من الأشخاص يتجمعون سوية للقيام بنشاط يعبّر عن إرادتهم ويجلسون في حلقات كبيرة ويسدّون جميع الشوارع والتقاطعات الطرقية في الحي المالي بوول ستريت ليشلوا الأعمال والصفقات التي تتم في مكاتبه وسنكون سعداء جداً إذا حدث ذلك وإذا استمر بالحدوث بجهود جميع الأمريكيين أو على الأقل بجهود أولئك المهتمين والمستعدين منهم بصرف النظر عن كثرتهم أو قلتهم فنحن الآن نشهد عملية تأسيس حركة نضالية جديدة طويلة الأمد.
نقلاً عن صفحة الحركة على «الفيسبوك».