ماذا تبقى في السودان للمصالحة؟
يقول أحد الكتاب معلقاً على ما يجري حالياً من تغييرات في السوادن قد تنتهي بعدم ترشح البشير لولاية رئاسية قادمة وذلك وفقاً لما أعلنه البشير في وقت سابق إن:»التغيير المطلوب ليس التخلي عن السلطة تحت شعار الوفاق الوطني، إنما البحث عن نظام سياسي يستطيع استعادة الوحدة في البلاد وتحقيق الأهداف التي يطمح إليها الشعب السوداني»
للكن السؤال الذي يطرح نفسه، ماذا تبقى للبشير حتى لايتنحى؟!
فإسهامات البشير خلال فترة حكمه الطويلة الممتدة لعشرين عاماً مضت أدت إلى تمرير المؤامرات الغربية الداعية لتقسيم السودان، وعندما وقعت الكارثة لم يجد البشير (الذي ساعد القطريين والناتو في غزو ليبيا) أي مُعَزّ له.
يقوم البشير بماتبقى له من السودان اليوم بإصلاحات سياسية تهدف إلى إيجاد دستور جديد للبلاد منطلقاً من الجغرافية الجديدة لا من ضرورات التغيير في الواقع السوداني المرير، حيث كثرت الاحتجاجات في الفترة الأخيرة بسبب ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة وقيام الحكومة برفع الدعم عن المحروقات وذلك بعد انقطاع نفط الجنوب عن البلاد. أفرج البشير عن أعداد من المعتقلين السياسين ودعا لحوار مع معارضيه التقليديين بمافيهم «الحركة الشعبية فرع الشمال»(الحركة التي ترتبط بزعيمها الجنوبي سيلفا كيير شريك البشير في عملية تقسيم السوادن) والتي مازالت تشكك في نوايا البشير، إضافة إلى آخرين كالصادق المهدي زعيم حزب الأمة وحسن الترابي الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي.
يجيء اليوم أيضاً إعلان الاتحاد الإفريقي أن السودان وجنوبه نفذا الاتفاقية التي توصلا إليها في أيلول الماضي وسحبا قواتهما من الحدود المتنازع بشأنها، ليتوازى مع إعلان البشير عن نيته لزيارة دولة «جنوب السودان» كنوع من ترسيخ واقع المصالحة بين الطرفين. لكن ماقد يسأله أي مراقب اليوم هو مامعنى هذه المصالحة بعد تقسيم السودان إلى دوليتن لايستطيع أي منهما النهوض دون الأخرى، وماذا حقق كلا الطرفين المتقاتلين ليبقيا زعيمين على هذه البلاد؟!