إلياس شوفاني .. الرحيل الهادئ في زمن الصخب
رحل إلياس شوفاني المفكر اليساري والمناضل الثوري، رحل عن دمشق في عز أزمتها، وعن فلسطين التي اشتدت عزيمة مقاومتها وعن الشعوب المضطهدة التي تتحرك اليوم للخلاص من قيودها.
ربما أراد الرجل الثمانيني أن يرحل في عز الضجيج، ومن دون صخب، كي لا تلوثه فوضى الاصطفافات والأوصاف الإعلامية الرخيصة. غادرنا تاركاً إرثه الفكري بوصلة ممنهجة للجيل الصاعد. فهو الذي أوضح بدقة منهجه الماركسي العلمي، طبيعة الكيان الصهيوني، حيث أعطاه الوصف الأدق في إطار تحديد طبيعة هذا العدو، فأكد مراراً على أن أية دراسة للكيان الصهيوني ودوره ومشروعه في المنطقة يجب أن تنطلق من كونه قاعدة عسكرية وثكنة متقدمة للإمبريالية لاتنفصل مطلقاً عن المركز الإمبريالي.
إن المنصة العلمية التي انطلق منها راحلنا الكبير، سمحت له أن يستشف مبكراً خطر المقولة الانعزالية المبتذلة « استقلالية القرار» التي اجترها تيار أوسلو، واستطاع إرساء قاعدة علمية تحدد بدقة الدور الوظيفي لأية حركة تحرر وطني بمافيها منظمة التحرير ومنه نقتبس: « إن مركزية القضية الفلسطينية في المعركة القومية لاتعطي الحركة الوطنية الفلسطينية موقعاً مركزياً إلا بالقدر الذي تلعب فيه هذه الحركة دوراً طليعياً ومركزياً في النضال. أما النقل الآلي لمركزية القضية إلى الحركة الفلسطينية دون أن تؤدي دورها الطليعي، فهي عملية انتهازية، لن يطول الزمن قبل انكشاف بطلانها.. وعليه فإن مقولة «الممثل الشرعي والوحيد» بالنسبة إلى منظمة التحرير الفلسطينية تصبح خالية من أي مضمون اذا لم تمارس المنظمة دوراً مركزياً في الصراع القومي والطبقي يؤهلها لهذا التمثيل، وإلا فالأمر مطعون فيه وبحق...»
هكذا رحل ابن قرية معليا، الذي التحق بالجامعة العبرية في سنة 1959 لدراسة تاريخ الشرق الأوسط واللغة العربية، وفي سنة 1962، غادر إلى الولايات المتحدة حيث حصل على شهادة الدكتوراة من جامعة برينستون التي تخرج منها عام 1968 لينضم إلى حركة فتح في سبعينيات القرن الماضي، ومن ثم شارك في الحركة الاحتجاجية في حركة فتح في أوائل الثمانينيات مشكلاً مع مجموعة من رفاقه حركة فتح الانتفاضة.. من مؤلفاته :
ـ «حروب الردة»، 1972.
ـ «طريق بيغن إلى القاهرة»، 1979.
ـ «إسرائيل ومشروع كارتر بيروت»، 1980.
ـ «إسرائيل والتسوية المحطة»، 1983.
ـ «الكيان الصهيوني - الثكنة تمرحل أهدافها»، 1990.
ـ «المشروع الصهيوني وتهويد فلسطين»، 1990.
ـ «العلاقة بين الثكنة والمركز - الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأميركية»، 1992.
ـ «الموجز في تاريخ فلسطين السياسي»، 1996.
ـ «إسرائيل في خمسين عامًا» (3 أجزاء)، 2002.
ـ «منصور نامه - حلقة من الحكاية دمشق»، 2006.
ـ «دروب التيه»، 2002.
ـ «مرثية الصفاء - سيرة ذاتية»، 2008.
ـ «التقصير- الخلل في إدارة الصراع العربي الصهيوني»، 2009.
ـ «أمن إسرائيل الاستراتيجي»، 2009.
ـ «الحروب الإسرائيلية – العربية»، 2009.
