الطائرات الأمريكية دون طيار أداة مكمّلة للإرهاب
أثارت مؤخرا، الفضيحة المرتبطة باستخدام الولايات المتحدة، طائرات دون طيّار لأهداف مثيرة للشك، والتي أدت إلى تأجيل التصويت على تعيين جون برينان رئيسا للاستخبارات المركزية الأمريكية، الجدل من جديد حول الدور المشبوه الذي تلعبه هذه الطائرات في المخططات العدوانية الأمريكية حول العالم
تكمن المسألة في أن السيّد برينان هو المؤسس الرئيسي للبرنامج السرّي الذي يهدف إلى قتل الأشخاص غير المرغوب بهم أمريكيا، بمساعدة هذه الطائرات في إدارة الرئيس جورج بوش الابن، وأخذ هذا البرنامج في إدارة أوباما أبعاداً أوسع، حيث يحاول مؤسسوه تشريعه رسميا ليستخدم داخل الولايات المتحدة، في أوقات السلم ضد أشخاص أمريكيين يتهمون في دعمهم للإرهاب.
الجدير بالذكر أن الجيش الأمريكي كان يملك قبل إعلان الحرب على الإرهاب في أيلول عام 2011، خمسون طائرة من هذا النوع، أمّا الآن فقد وصل هذا العدد إلى أكثر من 7500 طائرة، وهذا يدلّ على الدور المتزايد الذي تلعبه هذه الطائرات في المخططات العدوانية السريّة للولايات المتحدة حول العالم.
لم يعد خافيا على أحد أنّ الحرب على الإرهاب هي كذبة أمريكية كبرى، استخدمتها الولايات المتحدة بعد افتعالها لأحداث أيلول، للتخلّص من الشرعية الدولية والقانونية والأخلاقية، التي تعيق مخططاتها الاستعمارية الهادفة للحفاظ على أحادية القطب بزعامتها، ومنع ظهور منافس لها على الساحة الدولية، وأنّ أمريكا نفسها، هي من أسس هذا الإرهاب، وتنظيمه الأساسي «القاعدة»، لتستعمله أداة هامّة في تنفيذها لهذه المخططات.
ازدادت الشكوك باستخدام هذه الطائرات، بعد أن تمادت أمريكا في استخدامها ليس داخل أفغانستان فحسب، بل داخل باكستان واليمن، وراح ضحيتها الآلاف من الأبرياء، البعيدين عن ساحة المعركة والموجودين داخل دول حليفة أو صديقة للولايات المتحدة، وتهدد حاليا باستخدامها داخل الأراضي السورية، وأنّ القانون الدولي لا يسمح لأي دولة مهما كان حجمها على الصعيد الدولي، بأن تغتال أشخاصا داخل دولة أخرى، لا توجد بينها وبين هذه الدولة مواجهة عسكرية مباشرة.
ما يثير الدهشة، أن المخابرات المركزية الأمريكية، هي الجهة التي تدير نشاطات استخدام هذه الطائرات في الدول التي حولتها أمريكا • عن طريق الإرهاب• إلى دول «فاشلة»، وتهدد باستخدامها في الدول التي تعمل أمريكا جاهدة إلى تحويلها إلى «فاشلة» مثل سورية، وتحاول الآن شرعنة استخدامها داخل أمريكا نفسها لقتل أشخاص أمريكيين يشتبه بقيامهم بالتخطيط لأعمال إرهابيّة.
يمكننا انطلاقا من ذلك استنتاج عدد من الأهداف التي تسعى الولايات المتحدة إلى تحقيقها، باستخدامها لهذه الطائرات التي تتميّز بدقة وحجم التدمير الذي تحدثه من خلال الأجهزة والأسلحة المتطورة التي تحملها أهمّها:
• أداة هامة ومكملّة للإرهاب في التحكم الأمريكي «بالفوضى الخلاّقة» التي تسعى إلى تنفيذها حول العالم، من خلال حماية المنشآت التي تقع ضمن نطاق المصالح الأمريكية، والبعيدة عن المواقع العسكرية.
• ضرب المواقع التي قد تشكل مستقبلا عامل قوة في الدولة المستهدفة.
• التخلّص من العناصر الإرهابية المحليّة البارزة التي استنفذت المهام المطلوبة منها، ويمكن أن تكون شاهداً على الضلوع الأمريكي المباشر بالإرهاب.
• اغتيال الزعماء السياسيين والعشائريين المحليين في الدولة المستهدفة، الذين يمكن أن يشكلوا عائقا أمام تنفيذ المخططات المرسومة.
– عامل إدارة ورقابة وتهديد لمن قد يفكر بالخروج عن الطاعة الأمريكية.
• إخفاء الدلائل والخيوط التي تفضح الضلوع الأمريكي المباشر بالإرهاب، من خلال الاغتيال والتخلّص –دون محاكمة • من الأمريكيين الضالعين في الإرهاب، والخارجين عن «الطاعة» داخل الولايات المتحدة.
• التخلّص من الأشخاص والشخصيّات السياسية الأمريكية المناهضة للسياسة العدوانية للبيت الأبيض.
إن ذلك يكشف القناع نهائيا عن زيف المبادئ الأمريكية التي تدعي حريّة وحماية حقوق الإنسان، والتي طالما تغنت بها، واستخدمتها ضد الاتحاد السوفيتي والدول الاشتراكية السابقة، وتستخدمها ضد الدول المنافسة الرئيسية لها على الساحة الدولية، وضد الدول التي تنتهج خطا سياسيا مستقلا وتشكل عائقا أمام تنفيذ مخططاتها الاستعماريّة حول العالم.