المجمع الصناعي العسكري يدير استراتيجة الأمن القومي الأمريكي
د. صالح لافي المعايطة د. صالح لافي المعايطة

المجمع الصناعي العسكري يدير استراتيجة الأمن القومي الأمريكي

يُقصد بمصطلح «المجمع الصناعي العسكري» العلاقات السياسية بين الحكومة والجيش والقطاع الصناعي الرأسمالي، وهذه العلاقات تشمل التنمية والإنتاج والبحوث وتقديم الدعم في التدريب العسكري والأسلحة والأمن القومي. وهذا المصطلح بات متداولاً ومعروفاً في الأوساط السياسية بعد الخطاب الوداعي للرئيس الأمريكي السابق ايزنهاور عام 1961 الذي حذر فيه المجتمع الأمريكي من تنامي نفوذ ما سماه (المجمع الصناعي العسكري) وتأثيره في حريات الأمريكيين وديمقراطيتهم، لما لهذا المجمع من خطورة كبيرة على كل المؤسسات الوطنية. ولكن تحذير ايزنهاور بات أمراً واقعاً بالفعل، حيث نرى أن هذا المجمع متغلغل في البنتاغون ويدير استراتيجة الأمن القومي، ويثير الحروب في العديد من الدول من أجل إيجاد سوق لبيع الصناعات العسكرية مهدداً بذلك الأمنين العالمي والإقليمي. 

في بداية عام 2011 صدر عن دار نيشن بوكس كتاب «أنبياء الحرب»، للكاتب «ويليام هارد» الذي يعمل مديراً للمبادرة الأمنية والأسلحة في مؤسسة أمريكا الجديدة، وهي مؤسسة تهتم بقضايا انتشار الأسلحة واقتصادات الإنفاق العسكري والمناهج البديلة لاستراتيجية الأمن القومي. في هذا الكتاب يتحدث المؤلف عن نشاة شركة لوكهيد إلى حين اندماجها مع شركة مارتن عام 1995، لتصبح «لوكهيد مارتن» حيث تنتج الأسلحة الجوية والدفاعية وتسهم في الكثير من المناحي المتعلقة بحفظ الأمن وتدريب القوات، حيث يبين المؤلف دورها في التأثير بصياغة السياسة العالمية ودورها السلبي الكبير في تفعيل الحروب على مستوى العالم لتحقيق الربح الأكبر على حساب إبادة الشعوب فتجارتها مرهونة بوجود الحروب في العالم كما يتحدث المؤلف عن فضائحها على مستوى العالم.

 كما يذكر الحروب التي استخدمت فيها أسلحتها كمعركة مطار بغداد التي استخدمت أسلحة محرمة دوليا وألحقت خسائر كبيرة بأرواح الأبرياء وإصابات غريبة وعجيبة لم يستطيع الأطباء معرفة نوع الشظايا التي تسببت بها.

كما يحاول المجمع الصناعي العسكري ومن خلال بعض الشركات العملاقة أن يتقرب من أماكن صنع القرار، وخصوصا الرؤساء المرشحين للرئاسة، حيث تستعد هذه الشركات لتمويل الحملات الانتخابية لكل الرؤساء مقابل أن تعطى هذه الشركات امتيازات التنقيب عن النفط في الشرق الأوسط، أو إمكانية تصنيع الاسلحة ليتم تصديرها الى بؤر الصراع في العالم من خلال دعم الكونغرس وبعض قوى الشد العكسي، وخصوصا اللوبي اليهودي الذي يلعب دورا كبيراً في رسم السياسات الأمريكية. كما يستطيع هذا اللوبي أن يساعد المجمع الصناعي العسكري في التأثير على الاستراتيجية الأمريكية في مجال الأمن الاقتصادي وإدارة الأزمات.

• مدونات