«شكري بلعيد»
الشهيد «شكري بلعيد» أحد أبرز القيادات اليسارية على الساحة التونسية، ولد وعاش في ضاحية شعبية فقيرة قريباً من وسط العاصمة «جبل جلود» و انخرط مبكراً في العمل السياسي «السري» مع واحدة من أشهر فصائل اليسار التونسي «الوطنيون الديموقراطيون».
وفي مطلع الثمانينيات لعب دوراً قوياً في الأحداث الطلاّبية التي شهدتها تونس آنذاك، وأصبح على إثر ذلك أحد أبرز قيادات «الوطنيون الديموقراطيون»، وعاش حياة المطاردة والسرية لأنه كان من القيادات الطلاّبية المطلوبة لأجهزة الأمن وألقي القبض عليه في منتصف الثمانينيات، ليتم تجنيده القسري مع مجموعة من الطلبة في منطقة «رجيم معتوق» في أقصى الصحراء التونسية. يُعتبر «بلعيد» من مهندسي المؤتمر 18 للاتحاد العام لطلبة تونس و وصل إلى المكتب التنفيذي في أول هيئة شرعية بعد سنوات من تعطيل نشاط الاتحاد العام لطلبة تونس. «بلعيد» الذي واصل دراسته في الحقوق في العراق ثم فرنسا، عاد في أواخر التسعينيات إلى تونس ليعود مناضلاً كما كان، وقد تولى الدفاع عن كل قضايا الرأي وقضايا النقابيين وكذلك الدفاع عن السلفيين الذين اعتقلتهم السلطات في عهد الرئيس السابق «زين العابدين بن علي». كان «شكري بلعيد» أحد المحامين الذين دافعوا بضراوة عن مساجين انتفاضة «الحوض المنجمي» عام 2008 وشارك مع باقي القوى اليسارية في «اعتصام الجوع» 2005 والذي يعتبر نقطة البداية في التحول في الشارع التونسي تجاه النظام السابق، كما كان الشهيد من أهم الشخصيات التي ناضلت من أجل إدراج بند لتجريم التطبيع في الدستور التونسي. ويذكر أن الشهيد «بلعيد» اعتقل في أحداث الثورة التونسية 2010-2011 قبل يوم واحد من هروب الرئيس «بن علي».