فوضى الفاشية الجديدة في أوكرايينا

فوضى الفاشية الجديدة في أوكرايينا

«تعددت الأسباب وجوهر الفاشية واحد». الفاشية الجديدة، التي تتمظهر هنا وهناك  في المنطقة الممتدة  من جنوب وشرق المتوسط  حتى قزوين والتي يديرها وينظمها رأس المال المالي العالمي  لا تختلف من حيث الجوهر والأهداف البعيدة عن الفاشية الجديدة الزاحفة الآن في شوارع ومدن وساحات أوكرايينا، وهي بلد أروبي لا أحد يطرح أو يفكر بإقامة الخلافة فيه....

 يتجاهل الغرب الاستعماري حقائق التاريخ والجغرافيا لمصلحة منطق القوة والربح المالي بعيداً عن قوة المنطق والتطور الاجتماعي المتراكم عبر قرون وأحياناً آلاف السنين. أن روسيا وأوكرانيا وروسيا البيضاء ثلاثة توائم لا يمكن تفتيتها لا بالترغيب ولا بالترهيب وهذا ما أثبتته وقائع الحرب العالمية الثانية وتحطيم أحلام النازية والفاشية على أيدي شعوب هذه الجمهوريات الثلاث بشكل خاص!
 لسنا بصدد تجميل صفحة نظام الحكم في أوكرايينا، ولا ننكر وجود المعارضة هناك وتفاقم المسألة الاجتماعية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. ولكن اللافت الآن ان الولايات المتحدة وحلفاءها في الناتو يحاولون استخدام اوكرايينا كورقة ضغط مباشرة على روسيا وقد «يتوهمون  بإمكانية تقسيم روسيا» لاحقاً في حال نجحت الفوضى في تدمير توءمها من العاصمة كييف صنو موسكو في قيام الدولة الروسية تاريخياً.
يقوم الاعلام الغربي بتشويه الحقائق وعدم إلقاء الضوء على التنظيمات الفاشية والقومية المتشددة وما تقوم به من جرائم ضد كيان الدولة و مؤسساتها وضد الممتلكات العامة والخاصة ، كما يتجاهل الغرب أن الرأي العام العالمي بدأ يدرك حقيقة ما جرى و يجري في «ميدان كييف» وساحاتها وشوارعها على أيدي تنظيمات «الفاشية الجديدة».
 أن هناك طرفاً ثالثاً فاشياً جرى استخدامه سابقاً من الغرب في تحقيق ما سمي بالثورات الملونة في البلقان والآن يجري استخدامه أكثر من أي وقتٍ مضى في أوكرايينا وهو لايرغب أبداً بأي حل بين المعارضة والموالاة.
لقد سبق للغرب أن أوصل أوكرايينا إلى حافة الإفلاس الاقتصادي سواءً بعدم تنفيذ الوعود، أو باستخدامه العلاقات الاقتصادية كوسيلة للابتزاز السياسي وفرض التخلي عن السيادة الوطنية والوحدة الجغرافية للبلاد وإضعاف العلاقات إلى أقصى حد مع روسيا!
 في الوقت الذي هدد فيه الاتحاد الأروبي بفرض العقوبات الاقتصادية على كييف قامت روسيا بتقديم 15 مليار دولار مساعدات اقتصادية لإنقاذ الاقتصاد الأوكراني من الإفلاس.
في مواجهة ما يطرحه الغرب من اندماج أوكريينا بحلف الناتو والاتحاد الأوروبي تطرح روسيا
«إن حل الأزمة يأتي من الأوكرانيين أنفسهم وعزل القوى الفاشية المدعومة من الغرب نفسه والذي يساعدها على التسلح وبالوقت نفسه يطلب من حكومة كييف عدم المساس بالميدان»!
 رغم قساوة كل ما تقدم من تعقيدات في المشهد الأوكراني لن يكون مصير الفاشية الجديدة التي تتموضع الآن من أوكرايينا حتى المتوسط ، بأفضل مما انتهت إليه الفاشية في النصف الأول من القرن العشرين على أيدي الشعوب التي انفتح أمامها الآن الأفق التاريخي لتحقيق أكبر انتصاراتها على قوى الرأسمال العالمي.