لبنان ونيران التقلبات الإقليمية
تتردد جملة «لبنان على شفير الهاوية»، منذ الجولة الأولى للحرب الأهلية اللبنانية، وحتى اليوم. لم تفقد الجملة مفعولها مع مرور السنوات في البلد الذي قاده نظام التحاصص ليكون كالريشة في مهبِّ التقلبات الإقليمية.
كان لبنان، خلال الأسابيع الماضية، على موعدٍ مع انعكاس آخر للتقلب الإقليمي. حيث شهدت مدينة طرابلس عنفاً دامياً طالها، جراء تجدد الاشتباكات ما بين منطقتي «جبل محسن» و«باب التبانة»، راح ضحيتها 10 قتلى وما يزيد على 40 جريحاً. بينما يقف الجيش اللبناني عاجزاً عن اقتلاع الاقتتال من جذوره، لأن غطاءً سياسياً لعملياته لم يعط له بعد.
من جهة أخرى، استفاقت الضاحية الجنوبية الأسبوع الماضي، على حدث اغتيال القيادي في «حزب الله»، حسان هولو اللقيس، الذي تم اغتياله بخمس طلقات من مسدسين كاتمين للصوت، قرب منزله في منطقة الحدث (جنوب الضاحية).
وكانت وسائل إعلامٍ قد كشفت بأن اللقيس «يمثِّل قائد الدفاع الجوي» في الحزب الذي سارع إلى اتهام «إسرائيل» بالحادثة. ويذكر أن اللقيس كان قد نجا من عدة محاولات اغتيال قام بها الكيان الصهيوني، ولاسيما في حرب تموز، عام 2006، حين قصفت مبنى في الضاحية كانت تتوقع تواجده فيه.
التفجيرات كانت خير دليلٍ على أن الوجود التكفيري القادم من سورية، بالإضافة للمدرَّب في الشمال والمخيمات، لم يعد وهماً. كذلك دلَّلت أحداث العنف الدامية في طرابلس على أن اقتتالاً ما بين اللبنانيين سيتفاقم، ما لم يجد سياسيوه مخرجاً من الحلقة المفرغة. ويأتي اغتيال القيادي «حسان اللقيس» ليكمل الكلام: حتى المقاومة باتت مهددة بمزيد من الثغر الأمنية، ما لم يجتز لبنان عتبة الخطر.