ثروة «مليارديرية» العالم تتضاعف منذ عام 2009
أندريه ديمون أندريه ديمون

ثروة «مليارديرية» العالم تتضاعف منذ عام 2009

أفاد تقريرٌ صادر عن كلِّ من مصرف «UBS»، وموقع «ويلث إكس*»، بأن الإجمالي الصافي لثروة «مليارديرية» العالم قد يتضاعف عن ما كان عليه في عام 2009.
وبحسب التقرير، فقد بلغ إجمالي ثروة «مليارديرية» هذا العام 6,5 تريليون دولار!! وهذا الرقم يعادل الناتج المحلي الإجمالي للصين (ثاني أكبر اقتصاد في العالم). كما ازداد عدد «المليارديرية» من 1360 مليارديراً في عام 2009، إلى 2170 مليارديراً في عام 2013.

يعكس هذا التقرير النمو الطفيلي للقطاع المالي في مختلف جوانب الاقتصاد العالمي، حيث جمع 17% من «المليارديرية» ثرواتهم من القطاعات المالية والبنوك وقطاعات الاستثمار بالدرجة الأولى، في حين يرتبط 8% منهم فقط بالقطاع الصناعي.
تمركز عال للثروة=كوارث اجتماعية أكبر
ويترافق هذا الازدياد الفاحش في مداخيل فاحشي الثروة، مع انخفاض الخدمات الاجتماعية في الولايات المتحدة وأوروبا، ومناطق أخرى من العالم. فعلى سبيل المثال، تمَّ، ولأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، تخفيض مخصصات «القسائم الغذائية»، كما أنه من المقرر أن يتم إيقاف «إعانات البطالة الموسعة»، بشكلٍ نهائي، مع نهاية هذه السنة. وتبلغ ميزانية برنامج «القسائم الغذائية» حالياً 74,6 مليار دولار في السنة، كما تصل كلفة تمويل «إعانات البطالة الموسعة»، لعام واحد، إلى 25,2 ملياراً. في حين تكفي الثروة الصافية الإجمالية لـ 515 مليارديراً في أمريكا من أجل تمويل برنامجي «القسائم الغذائية» و«إعانات البطالة الموسعة» على مدى قرنٍ كامل!!.
بالإضافة إلى قيامه بتحليل ثروات «مليارديرية» العالم، يقدِّم التقرير توثيقاً للمبالغ الطائلة، التي ينفقها هؤلاء الأثرياء على السلع الكمالية والفارهة. لقد أنفق 2170 مليارديراً حوالي 48 ملياراً على اليخوت، وحدها، بمعدل 22 مليون دولار لكلِّ واحدٍ منهم، وعلى المقلب الآخر فقد قدَّرت الأمم المتحدة أن القضاء على الجوع في العالم يتطلب استثمار 30 مليار دولار سنوياً!.
الرأسمالية هي السبب..
تستمد طبقة الأثرياء هذه وجودها من الاستنزاف الهائل لمقدرات المجتمع العالمي، ولا تنتج بالمقابل أي قيمة سوى احتكار موارد ضخمة. ولا يتوقف الأمر على تطويع الموارد الاجتماعية الواسعة لخدمتها وزيادة ثروتها فحسب، بل إن هذه الطبقة تسيطر على الحياة السياسية والاقتصادية، مما يشكل عائقاً حقيقياً في وجه أي حل عقلاني للمشاكل الكبرى التي تواجه البشرية، ويمكننا القول بأن طبقة (أغنى الأغنياء) تتحكم فعلياً بكل جوانب الحياة السياسية في العالم.
إن هذا الوضع ليس سوى نتيجة حتمية للنظام الرأسمالي، الذي ينظر إلى ثروة «مليارديرية» العالم بوصفها أمراً مقدساً. في الوقت الذي لا تعدو الاحتياجات الأساسية للشعب، كالتعليم والإسكان والرعاية الصحية، بنظره أن تكون موارد استهلاكية أو احتياجات غير ضرورية.

هوامش:
ويلث إكس*: شركة استشارية تتعقب أغنى أغنياء العالم وتجمع المعلومات عنهم.
المال السهل*: إحدى حالات المعروض المالي. وتحصل عندما يسمح الاحتياطي الفيدرالي بتدفق النقود داخل النظام المصرفي، مما يخفض أسعار الفائدة، ويسهل بالتالي عملية الإقراض التي تقوم بها المصارف والمقرضون.

ترجمة: نور طه