تونس وحجرة سقراط
زهير علي زهير علي

تونس وحجرة سقراط

لاشك أن هناك طابعاً عاماً يطبع دول المنطقة وقواها السياسية رغم أن لكل دولة فيها خصوصيتها. وفي الندوة التي أقامها حزب العمل الوطني الديمقراطي في تونس تحدث عبد الرزاق حمامي عن الحزب ونشاطه ورؤيته للمرحلة القادمة، والتي نرى أنه يمكن إسقاطها على المنطقة ودولها وأحزابها... ومنها:

الانتقال من العمل السري إلى العلني وهذا يتطلب مسؤولية سياسية تجلت في صياغة الحزب لبرنامجه وأهدافه في التواصل مع الشعب وتفعيل الشعارات على أرض الواقع وهو المهم.
إن البلاد تحتاج إلى يسار واقعي ملتحم مع الشعب ومدافع عن حقوقه.
جبهة واسعة لإنقاذ تونس وإخراجها من كماشة الأزمة الشاملة وتأسيس ديمقراطية حقيقية، تقطع الطريق على جميع أشكال الاستبداد والدكتاتورية.
حول اليسار:
إن اليسار وجد نفسه في قطيعة مع وجدان الشعب في الانتخابات، ووجد نفسه خارج أعماق تونس لانعدام الحلول الواقعية العملية لمشاكل الفقر والتنمية والتشغيل والتعليم، واختصر دوره في تأطير الاحتجاجات مما جعل الناس تظن أن اليسار يؤسس لدكتاتورية البروليتاريا، و(شركنة) الأراضي وامتلاكها من أصحابها، وحان الوقت لإرساء يسار ديمقراطي مواكب لعصره، وطرح واقعي للمشكلات السياسية والاجتماعية الاقتصادية والخروج من الدوغماتية.
التحالف مع اليمين ظرفي:
إن التحالف في جبهة ديمقراطية هو الحل للخروج من عنق الزجاجة والتحالف مع اليمين الليبرالي ظرفي استجابة للمرحلة فقط، لأن الجبهات لا تضم أحزاباً متماهية ومتشابهة، وإنما لها برامج متقاطعة في أرضية دنيا من التوافق، مع تغليب مصلحة تونس على المصالح الشخصية والحزبية الضيقة لتجنب إفساد المسار الديمقراطي.
انضمام حزب الجمهورية إلى النهضة:
إن التجاذب بين حركة نداء تونس والحزب الجمهوري، وإمكانية تحالف الجمهوري مع النهضة، هو بسبب عدم استقرار البلاد والتذبذب لدى السياسيين، وهو موضوعي لأنه من المشروع أن تمر التحالفات بتجاذبات معينة، وكل طرف له هواجس انتخابية شخصية مشروعة.
مؤسسات الدولة تحت تصرف السلطة:
لقد منعت السلطات نايف حواتمة الأمين العام للجبهة الديمقراطية، ولؤي الزعانين أحد قيادات الجبهة الشعبية في غزة، من الدخول وحضور المؤتمر وهذا تم وفق أهواء السلطة الحاكمة التي تمنع الأحرار، وتستقبل دعاة الجهل.
لنحاول إسقاط ما يحدث في تونس على الدول العربية ودول المنطقة، سنجد أن الفوارق ضئيلة، وهذا هو واقع تونس، وهذا هو واقع المنطقة، والواقع هو حجرة سقراط التي تسند عليها الأنظمة والقوى.