«AFRICOM»: الملاك الحارس ضد «الإرهاب»
ذكرت وكالة «فرانس برس» أن فرقة قوّات خاصة «إسرائيلية» دخلت إلى مجمع «وست غايت» التجاري في نيروبي عاصمة كينيا في محاولة لإنقاذ «الرهائن » المحتجزين فيه،
حيث قامت مجموعة تابعة لـ«حركة الشباب» الصومالية المتشددة بالهجوم على المجمّع يوم السبت 21 أيلول وحصيلة المواجهات حتى يوم الأربعاء 25 أيلول هي 68 قتيلاً وأكثر من 300 جريح، مع استمرار المواجهات.
دخول فرقة القوّات الخاصة جاء بطلب من الحكومة الكينية لمساعدة الجيش في إنهاء العملية، والفرقة موجودة ضمن مكتب التنسيق الأمني في السفارة «الإسرائيلية» في كينيا..
فخر الصناعة الأمريكية
ويرى بعض المعلقين أن الحادثة نتيجة طبيعة لأعمال «قيادة عمليات أفريقيا» الأمريكية، التي دفعت بكينيا للمشاركة في تدخلين عسكريين عامي 2006 و2011 في الصومال، وهو ما يرتد اليوم في شكل هذه الفوضى الدموية. الفوضى التي تخترق كل أفريقيا عملياً عبر حروب أهلية مصغّرة تستنزف كل دولة على حدة.
«قيادة عمليات أفريقيا AFRICOM» هي شبكة عمليات عسكرية استخباراتية أمريكية تعمل في أفريقيا بشكل علني منذ 2008، مسؤولة عن التنسيق بين أكثر من 38 دولة إفريقية ضمن «الحرب على الإرهاب» الأمريكية والغربية.
« AFRICOM» هي المسؤولة المباشرة عن تمويل ما دُعي بـ«الثوّار» الليبيين بالمال والسلاح والدعم الدبلوماسي بعلاقة مباشرة مع «حكيم عبدول بلحاج» الذي قاد عمليات «تحرير» المدن الليبية بمشاركة قوات «الناتو»، وهو الزعيم السابق في تنظيم «المقاتلين الإسلاميين في ليبيا» المرتبط بتنظيم «القاعدة في المغرب الإسلامي» والمصنّف أمريكياً كتنظيم إرهابي ، وللعلم، «بلحاج» هو المنسّق الليبي والمسؤول عن إيصال السلاح من ليبيا إلى المعارضة المسلّحة في سورية.
هل انقلب السحر على الساحر؟!
تنظيم «حركة الشباب» المسؤول عن الهجوم في عاصمة كينيا هو النسخة الصومالية لتنظيم «القاعدة»، وهو في ارتباط وتنسيق وثيق مع تنظيم «القاعدة في المغرب الإسلامي»، «مجموعة المقاتلين الإسلاميين في ليبيا» جزء من «القاعدة في المغرب الإسلامي»، القائد السابق لـ«مجموعة المقاتلين الإسلاميين في ليبيا» هو القائد الأشهر للمليشيات المسلّحة التي أنهت حكم «القذّافي» في ليبيا بمساعدة وتمويل وتسليح «الناتو» عبر « AFRICOM»، وتنظيم «القاعدة في المغرب الإسلامي» يدعم المتشددين الإسلاميين الذين تحاربهم فرنسا بالتنسيق مع « AFRICOM» في مالي، وهو يدعم تنظيم «بوكو حرام» المتشدد والمصنّف تنظيماً إرهابياً والذي تحاربه أيضاً «AFRICOM» في نيجيريا.
السلاح الذي استخدمه المهاجمون في كينيا الأسبوع الماضي تربطه العديد من التقارير الاستخباراتية بتدفق سلاح «الناتو» من المليشيات المسلّحة في ليبيا إلى كل أفريقيا، والحكومة الكينية استطاعت طلب المساعدة من القوّات الخاصة «الإسرائيلية» لأنها تنسق منذ 2008 مع «AFRICOM»... فإذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية تعالج الإرهاب في أفريقيا والعالم بهذه الطريقة بعد أن قامت بتصنيعه بيديها، فلماذا تقوم بمحاربته الآن؟!