وثيقة الشرف والسلم الاجتماعي : محاصصة جديدة لا حصة فيها للشعب العراقي
تشهد الساحة السياسية العراقية، بعد عشر سنوات على انطلاقتها إثر سقوط النظام السابق بالاحتلال في 9 نيسان 2003، تحركاً يصفه المراقبون بالمفصلي في تقرير مصير العملية السياسية المأزومة.
منذ تشكيل مجلس الحكم سيئ الصيت على أساس المحاصصة الطائفية الاثنية، وتشكيل الحكومات الأربع وفق نظام مزدوج «انتخابات - محاصصة«، اتسمت مسيرة الحكومات فيها رغم التحاصص بالصراع الشديد بين أطرافها.
حاجات البقاء!
تطور هذا الصراع في حالات غير قليلة إلى حد هدد بانفجار صراع مسلح بين المركز والإقليم، ناهيكم عن حالة التمزق التي تعاني منها كتلة العراقية ومطاردة قادتها بتهمة الإرهاب.
وجاء التطور الدراماتيكي للأحداث في سورية بالانتقال من خيار العدوان الإمبريالي إلى رجحان خيار الحل السلمي، ليخفف من غلواء الخطاب المتطرف لقادة الكتلة العراقية وكتلة التحالف الكردستاني، ويجمد لو إلى حين أوهام تقسيم العراق، ويمهد لتقديم التنازلات المتبادلة بين «البارزاني « و«المالكي« وفتح خط تفاهم مع «النجيفي«، حيث تبلور كل ذلك في خطوة عقد «المؤتمر الوطني العراقي« في 19/9/2013 الذي ضم ممثلي جميع الكتل إضافة إلى 300 شخصية عراقية لتوقيع «وثيقتي الشرف للسلم الاجتماعي« في مسعى إنقاذي أخير للعملية السياسية الآيلة للإنهيار.
وفقاً لتصريحات عدد من ممثلي هذه الكتل فإن هذه الوثيقة تتأرجح بين كونها «طوق نجاة لإنقاذ العراق من هجمة شرسة تحاول وبكل قوة أن تعيد العراق إلى أتون الحرب الطائفية « و«بأنها سلاح ذو حدين، الأول يتعلق باسمها الذي يوحي بأن العزوف عن التوقيع عليها يفقد صفة «الشرف« وهو الأمر الذي يسال على جوانبه الدم، والحد الثاني، التوقيع عليها، وعدم تطبيقها والذي لا يقل عن النتيجة الأولى«.
يمثل توقيع الوثيقة حسب هؤلاء «رداً على هجمة شرسة يتعرض لها العراق، من أجل إعادة إنتاج الطائفية « و«تصدياً لما يحصل في عدد من المحافظات من قتل على الهوية، نتيجة لتحركات إقليمية من دول عدة«!!.
الهروب للأمام
يأتي توقيع الوثيقة وسط تصاعد لحملات التطهير العرقي والطائفي وانهيار أمني شامل وتحذير من هجوم متوقع على المنطقة الخضراء لإسقاط الحكم القائم، إضافة إلى استياء شعبي كبير نتيجة لانعدام الخدمات الأساسية وازدياد حجم البطالة بدرجة لا سابق لها، وانفضاح الفساد والنهب بالمليارات، كما أعطت تظاهرة 31/8/2013 إشارة الخطر للطبقة السياسية الحاكمة الفاسدة، ومنحت الأمل للعراقيين بإمكانية التغيير، فالطبقة البرجوازية الطفيلية الحاكمة الفاسدة التابعة للإمبريالية الأمريكية عاجزة موضوعياً عن الخروج من أزمتها المستفحلة، وبالتالي فإن كل خطواتها بما فيها مسرحية «المؤتمر الوطني« ما هي إلا إعادة إنتاج لهذه الأزمة وفق محاصصات جديدة بين الكتل اللصوصية الفاسدة الثلاث ولا حصة فيها للشعب العراقي.
صباح الموسوي : منسق التيار اليساري الوطني العراقي وعضو لجنة العمل اليساري العراقي المشترك