«النهضة» وإمكانية الاستمرار
محللون: لا فرق بين تونس ومصر كما لا فرق بين النهضة وحزب العدالة والتنمية بالتالي لا فرق بين السيناريو المصري والتونسي، وبالنتيجة ستسقط النهضة!
فيما يخوض الإسلاميون الجهاديون معركتهم في مواجهة الجيش التونسي في جبل الشعانبي، يستمر شقُّهم المعتدل –حركة النهضة- في صراعه مع القوى والنخب السياسية ليفرض الاستعصاء نفسه سيداً على مختلف الجبهات.
حملة «ارحل»
تضيف حركة النهضة وباضطراد زمني المزيد من القوى السياسية والمنظمات الحقوقية والنسائية إلى قائمة العداء السياسي ابتداءً بالأحزاب السياسية التي شاركت النهضة في الحكومة والمجلس التأسيسي، ومروراً بمنظمات ذات طابع نسائي والتي تدافع عن مكتسبات المرأة التونسية.
تواجه الحركة أيضاَ قوىً ذات وزن نوعي كالاتحاد العام التونسي للشغل الممثل لمختلف الشرائح العمالية والذي يضم في عضويته قرابة نصف مليون تونسي أي ما يكفي لشل الاقتصاد، ويعتبر هذا العداء بين الطبقة العاملة والنهضة كون توجهات الحركة تعتبر رجعية تجاه العمال، يُضاف إلى ذلك ضبابية المشروع الاقتصادي لحركة النهضة واعتمادها خيارات حكومات زين العابدين السابقة نفسها، بالإقتراض الخارجي من صندوق النقد الدولي، ومؤخراً اضطر رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي إلى الاجتماع بأمين الاتحاد العام للشغل حسين العباسي في محاولة لحل الأزمة القائمة.
بين هذا وذاك دعت المعارضة التونسية إلى حملة جديدة بعنوان «ارحل» دعت لطرد مسؤولين عينتهم الحكومة في مناصب عليا بالقطاع العام، حيث لوحت بملاحقة المشاركين فيها.
«الشعانبي» سيناء تونس
إلى جانب المعركة السياسية القائمة في تونس يخوض الجيش التونسي معركته الوطنية الخاصة بأسلوبه الخاص في جبل الشعانبي القائم على مقربة من الحدود التونسية الجزائرية إثر سقوط ثمانية جنود في كمين لمجموعات مسلحة، ذات طابع تكفيري كتلك التي تقاتل في سيناء ضد الجيش المصري، في 29 يوليو الماضي أعلن الجيش التونسي عن بدء سلسلة من العمليات العسكرية المتواصلة حتى اللحظة والتي دفعت الجيش إلى استخدام أسلحة ذات طابع ثقيل شملت سلاح الجو.
إن ظاهرة الجماعات التكفيرية تعد واحدة من الظواهر التي تتشابه فيها تونس مع شقيقتها مصر منذ الانتفاضات الشعبية التي اجتاحت البلدان، يشترك البلدين بوجود قوى الإسلام السياسي ذات النهج اللليبرالي في الاقتصاد وهي تنقسم وفقاً لتوصيفات الإعلام الرائج بين قوى «متطرفة» التوجه وأخرى «معتدلة»، إلا أن كليهما يمثلان أدوات المشروع الأمريكي للسيطرة على المنطقة، فالأولى تتبنى الفوضى التي تستخدمها الولايات المتحدة عندما تكون غير قادرة على السيطرة التامة، والثانية «المعتدلة» تتبنى الليبرالية الاقتصادية والانفتاح على الغرب الذي يستخدمها كبديل استراتيجي لأدواته السابقة، مما دفع إلى حالة من الاستعصاء في الشارع المحتقن بكل قواه وممثليه.
هل تسير النهضة على خُطا شريكها المصري، حزب العدالة والتنمية، في السقوط أم ستطيع الهروب إلى الأمام والاستفادة من تجربة النسخة المصرية؟!