هل يشهد العراق تحولات استراتيجية رغم العنف؟
يشهد العراق سلسلة تغيرات بعد القرار الدولي بخروجه من تحت رحمة الفصل السابع، وفيما تضرب البلاد سلسلة أعمال عنف شملت أغلب المناطق يسود الترقب تجاة احتمالات تطور مستقبل العراق في ظل تحولات استراتيجية في العلاقات العراقية الدولية.
خروج من الفصل السابع
خروج العراق من تحت الفصل السابع يعني عملياً الاستقلال المالي العراقي، حيث أن صندوق التنمية التابع للأمم المتحدة يقطع خمسة بالمئة من عائدات النفط العراقي كتعويضات، والآن يستطيع أن يتصرف بحرية بأمواله وقد يسمح ذلك للعراق بإبرام صفقات دولية بحرية أكبر، كما يتيح للعراق استيراد تكنولوجيا متطورة كان محروماً منها في مجالات كثيرة أهمها الطاقة، أما سياسياً فإن خروج العراق يعني إعادة السيادة للعراق والخلاص من نظام العقوبات.
تقارب مع روسيا
في هذه الأثناء برز التقارب العراقي-الروسي كنتيجة مباشرة لرفع الحصار والخروج من الفصل السابع والتراجع الأمريكي في المنطقة، حيث أكد رئيس الحكومة الروسية دميتري مدفيديف خلال لقائه نظيره العراقي نوري المالكي على هامش منتدى موسكو للبلدان المصدرة للغاز يوم 2 تموز على أهمية تطوير العلاقات الروسيةـ العراقية مشيراً إلى أن التبادل التجاري بين البلدين ازداد بحوالي 3 مرات منذ عام 2001 وإن ذلك ليس السقف الأعلى لهذه العلاقة، من جانبه دعا رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي الشركات الروسية إلى المشاركة في مناقصات الغاز بالعراق، وقال المالكي إن بلاده مهتمة بمشاركة الشركات الروسية في المناقصات الجديدة التي ستطرحها قريباً الحكومة العراقية لتطوير حقول الغاز في العراق.
وضمن الزيارة نفسها أكد رئيس الوزراء العراقي أن لا عقبات أمام عقد اتفاق لتوريد العراق صفقة سلاح بقيمة 4.2 مليار دولار، ولم يستبعد رئيس الوزراء العراقي عقد صفقات أسلحة جديدة مع روسيا، باعتبار أن لبغداد علاقات تاريخية طويلة مع موسكو في هذا المجال، أما العسكريون العراقيون فقد اعتادوا على استخدام الأسلحة الروسية.
موجات العنف المعيقة
لكن هذه التغيرات الحاصلة والهامة والاستراتيجية التي يشهدها العراق تتم إعاقتها بموجات عنف شملت معظم الأراضي العراقية وتؤكد حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استناداً إلى مصادر رسمية مقتل 452 شخصاً وإصابة 1331 آخرين بجروح جراء أعمال عنف متفرقة في عموم العراق خلال شهر حزيران الماضي، تمثل هذه الحصيلة ارتفاعا نسبته 60 بالمائة عن الشهر ذاته من العام الماضي، كما تشير حصيلة ضحايا العنف التي أعدتها فرانس برس، إلى ارتفاع عدد القتلى خلال الأشهر الثلاثة الماضية إلى 1527 والذي يمثل حوالى ضعف عددهم خلال الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام.يبدو أن العراق الخارج من تحت الفصل السابع يمر بمرحلة اختبار كبرى لإثبات نفسه كدولة ذات سيادة تستطيع التصرف بأموالها وعائداتها، وإن هذه المرحلة ستفتح على عدة احتمالات استراتيجية في مسار تطوره التاريخي.