الصحة العالمية... واقع صحي كارثي في السويداء... انهيار الخدمات وتزايد النازحين

الصحة العالمية... واقع صحي كارثي في السويداء... انهيار الخدمات وتزايد النازحين

أطلقت منظمة الصحة العالمية تحذيراً شديد اللهجة حول تدهور الوضع الصحي في محافظة السويداء، واصفةً المشهد بأنه «قاتم» ويستدعي تدخلاً عاجلاً على المستوى الإنساني والدولي.

جاء ذلك في تصريح رسمي أدلت به ممثلة المنظمة في سورية، كريستينا بيثكي، بتاريخ 25 تموز 2025، من العاصمة دمشق، عقب تقييم ميداني للوضع الإنساني في المدينة التي تعاني من تصعيد أمني غير مسبوق.

انهيار كامل للقطاع الصحي

قالت بيثكي إن المنشآت الصحية في السويداء تواجه «ضغطًا هائلًا»، فيما أصبحت غير قادرة على استيعاب الأعداد الكبيرة من المصابين والمرضى. وأضافت أن المستشفى الوطني في المدينة مكتظ تماماً، وأن ثلاجات حفظ الجثامين امتلأت بالكامل، ما اضطر الفرق الطبية لاستخدام وسائل بديلة لحفظ الجثث.

كما أشارت إلى أن أكثر من 5 منشآت طبية تعرضت للاستهداف المباشر خلال الأيام الماضية، ما أسفر عن مقتل طبيبين وإصابة عدد من العاملين في الحقل الطبي، فيما تمت عرقلة عمل سيارات الإسعاف ومنعها من الوصول إلى بعض المناطق المتأثرة.

انقطاع الخدمات الأساسية

أكدت بيثكي أن معظم المراكز الصحية تعاني من انقطاع الكهرباء والمياه بشكل كامل، ما أدى إلى شلل في خدمات الجراحة، والعناية المشددة، وتخزين الأدوية الحساسة، خاصة تلك المخصصة للأطفال والنساء الحوامل.
وأشارت إلى أن إمدادات الأدوية الأساسية بدأت تنفد بسرعة خطِرة، في ظل عدم القدرة على إيصال مساعدات بشكل مستمر وآمن إلى المدينة المحاصرة أمنياً.

أزمة إنسانية متفاقمة ونزوح جماعي

كشفت منظمة الصحة العالمية عن نزوح ما يزيد على 145 ألف شخص من السويداء خلال أسبوع واحد فقط، أغلبهم اضطروا للفرار دون مأوى أو طعام أو أدنى مقومات الحياة. وتركزت حركة النزوح نحو مناطق ريف دمشق ودرعا.

استجابة المنظمة

أعلنت منظمة الصحة العالمية أنها بدأت بتسيير فرق طبية متنقلة لتقديم خدمات الإسعاف والرعاية النفسية ودعم الأمومة والطفولة. كما تم إرسال قوافل إغاثية طبية وغذائية رغم التحديات الأمنية الكبيرة.

دعوة عاجلة لوقف الانتهاكات وحماية الكوادر الطبية

في ختام بيانها، ناشدت بيثكي جميع الأطراف المتنازعة باحترام القانون الدولي الإنساني، مشددة على أن «المرافق الصحية والكوادر الطبية يجب ألا تكون أهدافاً في أي نزاع، وأن استمرار الاعتداء عليها يشكّل جريمة حرب مكتملة الأركان».

بيانات رقمية رئيسية من التصريح

مكان التصريح: دمشق – المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة
عدد الضحايا المدنيين: أكثر من 814 قتيل خلال أسبوع
عدد الجرحى: ما يزيد على 900 جريح
عدد النازحين: أكثر من 145,000 شخص
عدد المنشآت الصحية المستهدفة: 5 منشآت على الأقل
عدد الأطباء القتلى: طبيبان على الأقل
حالة الكهرباء والمياه: انقطاع كامل
وضع الأدوية والمستلزمات: قرب نفاد تام للمواد الأساسية

لا حل إنساني دون حل سياسي

في ظل هذا الانهيار المتسارع، تؤكد منظمة الصحة العالمية وغيرها من الجهات الإنسانية أن الأزمة الصحية والإنسانية في السويداء ليست معزولة عن السياق السياسي العام في سورية. إذ لا يمكن احتواء الكارثة أو تجنّب تكرارها في مناطق أخرى إلا من خلال التوصل إلى حل سياسي شامل يعالج جذور النزاع، ويعيد الاستقرار إلى مؤسسات الدولة، ويكفل احترام القانون الدولي وحقوق الإنسان.
إن استمرار غياب الحل السياسي لن يؤدي إلا إلى مزيد من الانهيار، حيث تصبح المساعدات الطارئة مجرد إسعافات مؤقتة في جرح مفتوح، يتسع يوماً بعد يوم.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1236