جسر البوكمال الوحيد بحاجة إلى الصيانة.. ولا مجيب!

جسر البوكمال الوحيد بحاجة إلى الصيانة.. ولا مجيب!

زيارات عديده تقوم بها الجهات الرسمية لمحافظة دير الزور، سواء على شكل فريق حكومي، أو كزيارات فردية لوزراء أو مسؤولين، وهذه الزيارات غالباً تشمل مدينة المياذين وأحياناً بعض البلدات في المحافظة، لكنها دائماً تستثني مدينة البوكمال، لتبدو هذه المدينة وكأنها منسية، أو خارج خارطة المتابعات الرسمية في الزيارات الميمونة!

ولا أحد يعلم سبب هذا الجفاء الرسمي مع هذه المدينة، رغم أنها وكما هو معروف تعتبر البوابة الشرقية الوحيدة حالياً، والمنفذ الوحيد بين العراق وسورية، وتشكل الرافد الاقتصادي الأهم من بين جميع مناطق ونواحي المحافظة، لكن للأسف الشديد بقيت مهملة على يد الرسميين!
هذا الجفاء والإهمال الرسمي ينعكس سلباً على المدينة، وخاصة على مستوى خدماتها وضرورات استمرار الحياة فيها، وهو ما يتم تسليط الضوء عليه بين الحين والآخر عبر صفحات قاسيون!
وربما تجدر الإشارة بهذا الصدد إلى أن رئيس الحكومة كان محافظاً لدير الزور، ومن المفترض أنه يعلم أكثر من غيره من أعضاء الحكومة بواقع المحافظة ومدنها وضروراتها الحيوية خدمياً ومعيشياً، لكن هذه المعرفة لم تنعكس إيجاباً على المدينة بكل أسف!

جسر البوكمال المتهالك كحالها!

يربط البوكمال بقرى ونواحي شرق نهر الفرات الجسر الوحيد على النهر، والذي يعتبر الشريان الحيوي للمدينة والريف الممتد إلى الحدود الإدارية لمدينة المياذين، لمسافة تتجاوز عشرات الكيلو مترات!
هذا الشريان هو جسر البوكمال الذي تم تخريبه وجعله قسمين على يد الإرهاب، والذي لا يحتاج إلا إلى بعض الصيانة البسيطة لكي يربط هذه القرى بالمدينة، وكي يسهل على سكانها التحرك ونقل محاصيلهم الزراعية إلى البوكمال وتسويقها، وخلق حركة البيع والشراء في البوكمال وتزويد المدينة بكل أنواع الخضار، بدل أن يتم نقلها إلى مدينة المياذين مع زيادة تكاليفها!
إضافة إلى ذلك، وفي الحالات الإسعافية، يكون الزمن أقل في حالة النقل إلى البوكمال عبر الجسر من النقل إلى المياذين!
فما يطالب به أهالي البوكمال وريفها في شرق نهر الفرات هو إعادة تأهيل جسر البوكمال الوحيد واليتيم، وإعادة الحياة إلى هذه القرى شبه المعزولة!
فواقع حال الجسر الحالي يرثى له من التهالك، تماماً كحال المدينة وريفها المتهالكين إهمالاً ولا مبالاة!

حال الطرق العامة ليست أفضل!

الطامة الكبرى هي في طريق البوكمال- دمشق، وطريق البوكمال- حلب، اللذين لا يصلحان لأن يكونا طريقين دوليين يعتمد عليهما كصلة وصل، ليس بين البوكمال وهذه المدن، بل بين العراق والداخل السوري، مع ما يعنيه ذلك على المستوى التجاري والاقتصادي!
فكذلك من غير المعروف ما هي مبررات عدم إيلاء هذه الطرق الاهتمام الرسمي الكافي حتى الآن، لتحويلها إلى أوتسترادات دولية حقيقية تربط فيما بين العاصمة دمشق والعاصمة الاقتصادية حلب ومدينة البوكمال المنفذ الحيوي والاقتصادي الوحيد مع العراق!
أما الطريق الواصل بين البوكمال ومدينة دير الزور (مركز المحافظة) فلا يمكن وصفه سوى بأنه طريق زراعي ليس إلا!
مع العلم أن هناك الكثير من القرى الممتدة على جانبي هذا الطريق الممتد لمسافة 130 كم!
فضيق الطريق وسوء مواصفاته وترديه يزيد من إمكانية وقوع الحوادث عليه، مع زيادة أعداد ضحاياها!
فمتى ستستفيق الحكومة لتلتفت إلى البوكمال ومطالبها المحقة؟!

معلومات إضافية

العدد رقم:
1136