محافظة دمشق.. زيادة الجباية مقابل استمرار سوء الخدمات وزيادة مشاريع التجميل!
نوار الدمشقي نوار الدمشقي

محافظة دمشق.. زيادة الجباية مقابل استمرار سوء الخدمات وزيادة مشاريع التجميل!

أقر مجلس محافظة دمشق، خلال دورته العادية الثالثة الأسبوع الماضي، زيادة على الكثير من الرسوم والتعرفات والغرامات، وذلك بذريعة ارتفاعات الأسعار!

الزيادة طالت رسوم الإشغال السنوي لمواقف السيارات العائدة للقطاعين العام والخاص، وأجور الخدمات المقدمة عبر مراكز خدمة المواطن في دمشق، إضافة إلى رفع أجور المعاملات التي يقوم بها المخاتير، وبعض الغرامات!
مقابل ذلك، تستمر المعاناة في دمشق على مستوى تردي الخدمات وترهل البنية التحتية فيها، مع استمرار مشاريع التجميل، المكلفة، والتي يمكن اعتبار بعضها ترفية حالياً!

نسب الزيادة بدأت بـ 50% وتجاوزت 500%!

الزيادة على رسوم الإشغال السنوي لمواقف السيارات تراوحت بين 60% لجهات القطاع العام والمنظمات والجمعيات، وصولاً إلى 150% لمحال بيع أو تبديل أو إصلاح الإطارات والمغاسل والمشاحم!
أما معاملات المخاتير، فقد ارتفعت تعرفتها بنسب كبيرة جداً، وصولاً إلى نسبة 556% على معاملات الزواج وتثبيت الزواج وشهادة الولادة وحصر الإرث وتنظيم شهادة الوفاة والوصاية الشرعية وموافقة السفر.
أما تعرفة الحصول على بعض الوثائق من مراكز خدمة المواطن (السجل العدلي- سجل العاملين- بيانات السجل المدني) فقد تجاوزت نسبة الزيادة عليها 100%.

المبررات والذرائع!

بحسب عضو المكتب التنفيذي في محافظة دمشق لقطاع التخطيط والموازنة محمد أمين زيدان، نقلاً عن صحيفة الوطن، إنه: «تمت الزيادة بسبب ارتفاع الأسعار، بحيث تمت الدراسة بشكل يواكب هذا الارتفاع وبشكل عادل ومناسب وموائم للوضع الراهن. وبأن أي رفع الهدف منه تغطية التكاليف في ظل ارتفاع كلف الأحبار والأوراق ونفقات الاتصالات والأجور والحواسب وغير ذلك من الأعباء والتكاليف».
وبغض النظر عن مشروعية المبررات أعلاه، فمن المفروغ منه أن الرسوم والتعرفات والغرامات، وغيرها من جبايات كثيرة أخرى، سيتم تحصيلها مع زياداتها من جيوب المواطنين ولحساب المحافظة، والتي من المفترض أن تعكسها على مستوى خدماتها بالنتيجة (صيانة- إعادة تأهيل- تحسين...)!
فهل ذلك ما يحصل؟!

خدمات متردية ومترهلة!

خلال اجتماعات مجلس المحافظة الحالي، وما قبله، تم طرح العديد من المشكلات الخدمية التي بحاجة لحلول، مثل: نقص الآليات في بعض البلديات- سوء وتردي قمصان الإسفلت في كثير من الشوارع والطرقات والحارات- قلة حاويات القمامة وتراجع النظافة- غياب الإنارة عن الشوارع- تردي الأرصفة والتعديات عليها- تردي شبكات الكهرباء والهاتف والمياه والصرف الصحي في بعض المناطق- وغيرها الكثير من الخدمات المتردية والمترهلة.
والكثير من هذه الطروحات يتم إعادة تدويرها من مجلس لآخر دون حلول، ما يعني مزيداً من الترهل والتراجع فيها، وكل ذلك طبعاً على حساب استمرار معاناة المواطنين!
بمعنى آخر، فإن ما يتم جبايته من المواطنين لا ينعكس إيجاباً على خدماتهم، ولتبدو الجبابة بحد ذاتها وكأنها هي الغاية فقط لا غير!

الإنفاق الترفي على مشاريع التجميل!

بعد كل ما سبق، تتحفنا محافظة دمشق بمشاريعها التجميلية والمكلفة للساحات والشوارع، والتي تتباين درجة أهميتها وضرورتها، وصولاً إلى ما يمكن اعتباره إنفاقاً ترفياً في غير مكانه وزمانه لبعض المشاريع!
فمن المشاريع التي بدأت المحافظة بتنفيذها مشروع عقدة المواساة، الذي يمكن تبويبه ضمن المشاريع الخدمية الهامة لحل جزء من مشكلة الازدحام في المنطقة، وكذلك الحديث عن مشروع نفق المجتهد المزمع الذي يعتبر بذات الأهمية.
لكن مقابل ذلك، هناك حديث عن مشاريع تجميل لبعض الساحات، مثل: المرجة- الروضة- المالكي- العباسيين، والتي تعتبر مكلفة ولا تعتبر بالأهمية الكافية، وبالحد الأدنى بالوقت الراهن، بالمقارنة مع كل التردي الخدمي سابق الذكر أعلاه!
على ذلك، وبعيداً عن الخوض بأوجه وأنماط الفساد المتفشي، فمن باب أولى أن يتم استثمار الإنفاق على تحسين الخدمات المباشرة للمواطنين قبل البدء بمشاريع التجميل غير الملحة والقابلة للتأجيل!
اما الأكثر شذوذاً على مستوى دور المحافظة بما يخص بعض المشاريع التجميلية للساحات، فهو اعتمادها على ما تمت تسميته بالمشاريع الأهلية (انتقاءً للمكان وتمويلاً وتصميماً وتنفيذاً)، والتي بدأت به بمشروع تجميل ساحة السبع بحرات مؤخراً، مع نية تعميم ذلك على ساحة باب توما قريباً، ولا ندري ما في جعبتها من مشاريع مستقبلية تحت هذه التسمية!
وكأن تسمية «مشاريع أهلية» وفقاً لهذا النمط المستجد من التمويل والانتقاء المكاني والتصاميم يعفي المحافظة من مسؤولياتها تجاه مشاريعها باسم المحافظة وتوجيه الإنفاق إلى المطارح الأكثر ضرورة وإلحاحاً بالنسبة للمواطنين!

للمواطنين رأي آخر مختلف!

الأمر على هذا النحو لا يعني أن ما تتم جبايته من المواطنين لا ينعكس عليهم إيجاباً على مستوى خدماتهم فقط، بل يتم تسخيره وإنفاقه مع غيره من الإيرادات في مشاريع غير ذات أهمية بالنسبة إليهم أيضاً!
ونختم بما علق به بعض المواطنين على المشاريع التجميلية المزمعة من قبل المحافظة:
خليهن يدرسو تجميل حياه المواطن قبل!
اي لأنه همنا بس الأرصفة وتجميل الساحات.. حطيتوا ايدكم عالوجع!
الحضارة أنه تهتموا بالإنسان أول شي لهيك فكروا تجملوا حياة هالبشر ولو 1% وبعدين دوروا ع جمال شوارعكم وساحاتكم!
انشالله الأرصفة والشوارع والكهربا والمواصلات تكون ضمن مخطط التجميل!
تجميل وضع الشعب المبهدل مو أحسن برأيكون.. ولا خبراء الفساد ألهم رأي تاني؟!
يعني تجميل ساحة المرجة أهم من إشباع أرواح تتضور جوع؟!

معلومات إضافية

العدد رقم:
1123