«دف الشوك» بعيدة عن الأنظار ومهملة
مراسل قاسيون مراسل قاسيون

«دف الشوك» بعيدة عن الأنظار ومهملة

تعاني «دف الشوك»، التي لا تبعد سوى مئات الأمتار عن قلب العاصمة دمشق، من سوء وتردي الخدمات عموماً، وذلك من قبل سني الحرب والأزمة في 

إذ يعاني سكانها صيفاً من انقطاعٍ وشحًّ في المياه، وتراكم القمامة وسوء النظافة، إلى خلل في شبكات الصرف الصحي والتلوث، وغيرها من الآفات التي تنعكس سلباً على صحة وحياة القاطنين فيها، ولكنها في ظل الأزمة ازدادت ويلات هذا التردي في الخدمات، حتى أصبحت الحياة فيها ضربٌ من التعذيب للسكان، مما يستدعي ضرورة إيجاد حلول لهذه المنطقة المهملة منذ عقود.

الشتاء وأزمة الوحل

سكان هذه المنطقة من طرفي «شارع دف الشوك» أحدهما مسمى بحي الزهور، ربما تفاؤلاً برؤية مفقودة- والجانب الآخر الذي يتبع تنظيماً بعضهُ لمنطقة التضامن، والآخر لمنطقة «يلدا».
وتحت هذا التعقيد التنظيمي، الذي ربما يكون ذريعةً لتقاذف المسؤوليات ككرة القدم، يعاني السكان في الشتاء وخاصة في مواسم الأمطار من أزمة الوحل والبرك الطينية والمائية على امتداد المنطقة، ومن حدوث انزلاقات وحوادث أثناء السير ليلاً في ظل واقع التقنين الطويل للكهرباء وانعدام الإنارة ليلاً. إذ أصبح المسير في حاراتها ضرباً من العقوبة المثيرة للاشمئزاز من تلطخ الثياب والأحذية بالوحل، ومع مطالبات الأهالي المتكررة بتعبيد الطرقات دون أن تلقى أذناً مصغية، وتأتي ذريعة العشوائيات لتسوغ للمسؤولين معاقبة السكان بهذا الأسلوب الفج من الإهمال، علماً أنه تم تعبيد الطريق الرئيس لدف الشوك بعد تنفيذ بطيء سرعان ما تم إفساده ببدء عمليات الحفر و«الإصلاح» دون ترقيع للقميص الإسفلتي الهش أصلاً، تاركين الحارات وسائر المنطقة بوحلها وقمامتها.

التقنين والليالي المظلمة

بعد أن نُفذت ساعات التقنين بمقدار 4 ساعات قطع مقابل ساعتي وصل، إن لم يكن هناك أعطال طبعاً، وهي كثيرة، فالسكان لا يرون النور إلا ساعتين بعد الظهيرة وساعتي المساء فقط، لأن الساعات الأربع المتبقية للوصل تكون في فترة ما بعد منتصف الليل، مما يكبدهم معاناةً فوق معاناتهم في استجرار المياه، فبعض الأحياء في المنطقة لا يتم الحصول على المياه فيها إلا عن طريق المضخات، حتى في فصل الشتاء، باعتبارها مياه آبار.

أعطال الكهرباء تزيد من ويلات التقنين!

رغم ساعات الوصل الثماني التي من المفترض أن ينعم بها سكان المنطقة، إلا أنهم يقعون ضحية الأعطال المتكررة بسبب عدم تحمل الشبكة وضعف مراكز التحويل وقلتها، وسوء تنفيذ تمديد شبكات الكهرباء عموماً. فالبعض يقضي أياماً متتالية بدون كهرباء، أما الشكاوى التي تصل إلى مكتب الطوارئ، سواءٌ الذي يقع قرب المخبز الاحتياطي للزاهرة أو الذي يقع قرب مقسم الهاتف في دف الشوك، فهي شكاوى يستقبلها المعنيون برحابة صدر ولكن دون أية خطوة تجاه المعالجة، إلا ما ندر، مما يضطر الأهالي إلى إصلاحها بجهود فردية تحت طائلة الخطر!.

المواصلات- إمّا الاكتظاظ وإمّا السير؟

المواصلات في هذه الظروف الموحلة والباردة والمظلمة حدث ولا حرج، فمع تعاقد بعض أصحاب «الميكرو باصات» مع المدارس من الصعوبة بمكان أن تجد موطئ قدم في المتبقي منها، طبعاً مع بطء المسير بالإضافة إلى المشاحنات نتيجة الازدحام والاكتظاظ، ومع السائق من أجل «الفراطة»، والنتيجة وقت وجهد مهدوران.
فهل منْ يرى ويستمع إلى معاناة هؤلاء القاطنين في هذه البقعة من المحافظة؟ أم أنهم سيبقون في هذه المعاناة منسيين؟
برسم محافظة دمشق وريفها.

معلومات إضافية

العدد رقم:
948
آخر تعديل على الإثنين, 13 كانون2/يناير 2020 12:55