فيضانات الحسكة تفضح المستور
شهدت مناطق عديدة في محافظة الحسكة خلال الأسابيع الأخيرة هطولات مطرية غير مسبوقة، لم تحدث منذ عقود، وأدت إلى غمر قرى وأحياء وشوارع رئيسة في مناطق «القحطانية والجوادية والمالكية وتل حميس» وانقطاع السير على الطريق الرئيسي الواصل بين القامشلي- أكبر مدن الحسكة- والمالكية في أقصى شمال شرق المحافظة إثر تشكل السيول التي تسببت في انهيار بعض الجسور الصغيرة.
وفي مدينة الحسكة مركز المحافظة، عمد الأهالي إلى إقامة عدد من السواتر الترابية بمحيط نهر الخابور بحي المريديان جنوب المدينة لحماية منازلهم من الفيضانات، نتيجة استمرار الهطولات المطرية الغزيرة على المحافظة لأكثر من أسبوع.
وقالت قناة «الإخبارية» السورية- يوم الاثنين 25 من آذار- (إنّ مدير الموارد المائية في الحسكة وجه العناصر الفنية للاستنفار وفتح البوابات والمفرغات في سدي الجوادية- شرق القامشلي 60 كلم- وباب الحديد-المجاور- إثر السيول التي خلفتها الأمطار الغزيرة في المنطقة).
وجاء ذلك عقب نداءات في مساجد الجوادية بريف الحسكة تطالب الأهالي عبر مكبرات الصوت بإفراغ المنازل القريبة من سد البلدة النائية، بعد ارتفاع منسوب المياه، بحسب شبكات محلية، واجتاحت الفيضانات مدينة القحطانية شمال الحسكة، الأحد الفائت، نتيجة غزارة هطول الأمطار، حيث تم إخلاء مئات المنازل بالمنطقة تحسباً لانهيار سد الجوادية القريب.
وأفادت مصادر إخبارية محلية: إن بعض القرى في ريف القامشلي الجنوبي اجتاحتها الفيضانات يوم أمس السبت بسبب الأمطار الغزيرة المستمرة منذ يومين، الأمر الذي تسبب بوفاة امرأة وطفل. وأوضحت المصادر أن المنازل في بعض هذه القرى والأراضي الزراعية المتطرفة تعرضت لأضرار كبيرة، وتسبب أيضاً بانهيار عشرات المنازل الطينية، ونزوح السكان باتجاه المدارس الحكومية في المنطقة.
يشار إلى أن المنازل الطينية المصنوعة من الِلبن تنتشر بكثرة في محافظة الحسكة وخاصة في الريف، مما يجعل هذه المنازل عرضة بشكل أكبر لخطر الانهيار في حالة الفيضانات والأمطار الغزيرة.
وتحفل وسائل التواصل الاجتماعي المحلية بالعشرات من النداءات والاستغاثات التي وجهها أبناء المناطق المتضررة إلى الجهات المعنية لإنقاذهم من المخاطر التي ما زالت تهددهم بسبب حالة الطقس، والوضع المزري الذي يعاني منه المتضررون ممن تدمرت بيوتهم وتضررت ممتلكاتهم، وفي هذا الإطار فإن المطلوب استنفار كل الجهات المسؤولة سواءً كانت الرسمية الحكومية أو سلطة الإدارة الذاتية.
وفي سياق آخر، تضررت الأراضي الزراعية بشكل كبير بسبب السيول التي جرفت المزروعات في عديد من المناطق، أو بسبب الهطولات الغزيرة التي يمكن أن تؤدي إلى حدوث آفات في المزروعات الصيفية، مما يعني تهديد مصدر الرزق الرئيس في المحافظة التي تعتمد بشكل أساسي على القطاع الزراعي.
وتكشف فيضانات الحسكة المتكررة عن المشكلة المزمنة المتجسدة بهشاشة البنى التحتية للمحافظة النائية وترهلها سواءً في مدن أو قرى المحافظة الحدودية مع العراق وتركيا، مما يتطلب إجراء معالجة جذرية بعيداً عن الاستعراض الإعلامي، والحديث عن الإنجازات أكانت صادرة عن الجهات الرسمية أو سلطات الإدارة الذاتية، خصوصاً في ظل التغيرات المناخية التي تنبئ بتكرار هذه الظاهرة الطبيعية في السنوات المقبلة.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 907