طلّاب الجامعات.. «الأيتام)
عادل ابراهيم عادل ابراهيم

طلّاب الجامعات.. «الأيتام)

الطلاب الجامعيون ما زالوا يطالبون بالدورة الاستثنائية لهذا العام الدراسي، كما ما زالوا يسجلون المواقف والملاحظات على عدم تبني هذا المطلب.

الموقف الأخير، الذي سجل عليه الطلاب الكثير من الملاحظات، هو: موقف الاتحاد الوطني لطلبة سورية، الذي لم يتبنَّ مطالبهم بالدورة الاستثنائية، مؤكداً بأنها «دورة استثنائية كان لها ظرفها وأسبابها»، حيث كان وقع هذا الموقف بمثابة الصدمة لهم، وكأنهم أيتام، لا من يدفع أو يدافع عنهم.
البيان الصدمة
لقد أصدر المكتب التنفيذي للاتحاد بياناً عبر موقعه الرسمي، تضمن ما يلي:
تناقلت بعض صفحات التواصل الاجتماعي خبراً عارياً عن الصحة، ولا وجود له من الأساس، حول تقديم طلب من الاتحاد الوطني لطلبة سورية ممثَّلاً برئيسه الزميل الدكتور عمار ساعاتي، للسيد الرئيس بشار الأسد لإصدار مرسوم للدورة التكميلية.
إن الاتحاد الوطني إذ ينفي هذا الخبر جملةً وتفصيلاً، يؤكد في الوقت نفسه أنه ملتزم بقرار وزارة التعليم العالي بعدم وجود هذه الدورة ضمن القوانين واللوائح التنظيمية للجامعات، وبأنها دورة استثنائية كان لها ظرفها وأسبابها وهي ليست حقاً مكتسباً دائماً، يهيب بالوقت نفسه بالزملاء الطلاب عدم تناقل أيِّ خبر دون التأكد من مصداقيته عبر الصفحة الرسمية للاتحاد، خاصة وأن مواقع التواصل الاجتماعي باتت الآن تعج بالصفحات الصفراء والمشبوهة، وإن ادّعى بعضها الوطنية أو المصلحة العامة، زوراً وبهتاناً.
مطلب حق وليس تهمة
الطلاب الذين لم يقتنعوا حتى الآن بمبررات الوزارة حول عدم تبنيها لمطلبهم من خلال إعداد مشروع مرسوم بالدروة الاستثنائية، كما جرت عليه العادة خلال السنوات الماضية، بذريعة «انتهاء الظروف الاستثنائية»، والتأكيدات المتتالية على هذا الموقف من قبل الوزير بنفسه، استغربوا مضمون البيان أعلاه بعدم تبني مطلبهم بالدورة الاستثنائية من قبل اتحادهم، بل والتبرؤ منه «جملة وتفصيلاً»، وكأن الأمر عبارة عن تهمة يفترض التنصل من مسؤوليتها، علماً أن المفترض من الاتحاد أن يكون هو الأكثر تمسكاً بهذا المطلب الطلابي المحق، كونه المظلة التنظيمية الرسمية للتعبير عن مطالبهم والدفاع عنها، خاصة وأن الظروف التي يعاني منها هؤلاء ما زالت تعتبر استثنائية بجميع المقاييس.
أما عن عدم وجود هذه الدورة ضمن القوانين واللوائح التنظيمية للجامعات، فهو أمر يدركه هؤلاء الطلاب، لذلك هم مضطرون لممارسة الضغط من أجل الحصول على الاستثناء بدروة تكميلية تنصفهم على مستوى نتائج امتحانات العام الدراسي الحالي.
الطلاب، وبرغم أسفهم من موقف اتحادهم، مستمرون بالمطالبة بالدورة الاستثنائية، ولم يوفر هؤلاء أية فرصة متاحة أمامهم للضغط من أجل تحقيق هذا المطلب، ليس لكون ظروف المعاناة ما زالت تفعل فعلها عليهم وعلى واقعهم المعيشي والاقتصادي والاجتماعي، وهي من كل بد ظروف قاهرة واستثنائية بالنسبة إليهم، بغض النظر عن تقييم الوزارة أو الاتحاد لها، بل ولأن العام القادم سيتم خلاله تطبيق النظام الفصلي المعدل بالجامعات، مع ما يمكن أن يحمله من انعكاسات على حياتهم الجامعية.
فهل من جهةٍ تتبنى المطلب المحق لهؤلاء الطلاب؟ أم أنهم سيتركون لمصيرهم؟