طلاب الجامعات يطالبون بالدروة الاستثنائية
انتهت امتحانات الفصل الثاني في الجامعات للعام الدراسي 2017-2018، كما انتهت تقريباً عمليات تصحيح المواد التي ظهرت نتائجها تباعاً خلال الفترة الماضية، وربما لم يتبق سوى بعض المواد التي يُنتظر أن تظهر نتائجها بعد عطلة العيد.
الطلاب الذين فوجئوا بجملة من القرارات الصادرة عن وزارة التعليم العالي خلال هذا العام والسنوات القريبة الماضية، والتي رأوا في الكثير منها إجحافاً بحقهم، وخاصة النظام الفصلي المعدل الذي سيطبق اعتباراً من العام الدراسي القادم 2018-2019، ما زالوا بانتظار أن يصدر مرسوم بدورة استثنائية تكميلية عامة، تعتبر بمثابة الفرصة الإضافية لجميع الطلاب من أجل ترفيع موادهم المحمولة بنتيجة أعمال الفصلين السابقين.
مؤشرات تشاؤمية
بعض الطلاب بدأوا بفقد الأمل بالدورة الاستثنائية لهذا العام، خاصة مع ظهور مؤشرات تدل على ذلك.
فقد أصدرت كلية طب الأسنان برنامج امتحان الدورة التكميلية للعام الدراسي 2017-2018، والتي تبدأ اعتباراً من تاريخ 28/8/2018، كما أعلنت كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة حلب: أن امتحانات الدورة التكميلية لطلاب السنة الرابعة الذين يحملون أربعة مقررات على الأكثر، ستبدأ اعتباراً من تاريخ 2/9/2018، وبأن التسجيل يبدأ اعتباراً من تاريخ 26/8/2018.
هذه الإعلانات كانت بمثابة إشارة تشاؤم للطلاب بالنسبة للدورة الاستثنائية المنتظرة، حيث كانت الدورات الاستثنائية الصادرة خلال السنوات الماضية شاملة لجميع الطلاب، بما في ذلك طلاب السنة الرابعة كدورة تكميلية بالنسبة إليهم، أما وقد بدأت تظهر مثل: هذه الإعلانات على مستوى الكليات منفردة، فهذا قد يدل على أنه لا دورة استثنائية لهذا العام.
رؤى طلابية متفائلة
برغم الإعلان رسمياً عن توقف العمل بالترفع الإداري بنتيجة امتحانات العام الدراسي الحالي، فإن بعض الطلاب ما زالوا على تفاؤلهم بصدور مرسوم لدورة استثنائية للعام الدراسي 2017-2018، خاصة وأن النظام المعمول فيه خلال هذا العام، والظروف الاستثنائية على الطلاب، لا تختلف عن غيرها خلال السنوات الماضية التي صدرت استناداً إليها دورات استثنائية، إضافة إلى أن النظام الفصلي المعدل الذي سيطبق خلال العام الدراسي القادم يتضمن ثلاث فرص امتحانية، ما يعني: أنه من الإجحاف ألّا يُمنح الطلاب خلال هذا العام فرصة امتحانية إضافية ثالثة، والاكتفاء بفرصتين فقط.
الظروف الاستثنائية انتهت!
هذا التفاؤل ما لبث أن تلاشى على أثر الإعلان الرسمي على موقع وزارة التعليم العالي بتاريخ 18/8/2018، والذي تضمن: «كثر الحديث بين الطلاب وعلى مواقع التواصل الاجتماعي عن دورة تكميلية أو دورة مرسوم كما يسميها البعض.. لكن مجلس التعليم العالي ووزارة التعليم العالي رأوا أن هذه القرارات قد اتخذت سابقاً لظروف استثنائية، واليوم تم العودة إلى القواعد الأساسية ونظام التعليم الأساسي، وتقرر أنه لا يوجد دورة تكميلية لهذا العام».
مضمون الإعلان أعلاه كان مثار استغراب من قبل الطلاب، خاصة مع اعتبار أن الظروف الاستثنائية قد انتهت وزالت أسبابها عند الوزارة ومجلسها التعليمي!.
لكن كيف وعلى أي أساس تم تبني هذا الاعتبار مع هذا القرار، لا أحد يعلم؟!
مطلب محق
الطلاب، وبغض النظر عن تشاؤمهم وتفاؤلهم، مجمعون على أن الدورة الاستثنائية مطلب حق لهم، وقد بدأت حملات التعبئة والضغط من أجل تبني هذا المطلب من قبل وزارة التعليم العالي لإعداد مشروع مرسوم بالدورة الاستثنائية لهذا العام أسوة بالأعوام السابقة، وذلك تقديراً للظروف الضاغطة التي ما زالوا يعانون منها، وخاصة على المستوى المعيشي، الذي يفرض على الكثير منهم عدم التمكن من التفرغ التام للدراسة كما يطمحون.
من حق الطلاب أن تتوفر لهم الفرص المتكافئة، وفي ظل عدم وجود هذا التكافؤ، وخاصة على المستوى الاقتصادي والمعيشي الضاغط على الغالبية العظمى من هؤلاء، فإن أية فرصة إضافية تساعدهم على تخطي بعض صعوباتهم تعتبر بمثابة بعض التعويض عن عدم التكافؤ هذا، ولعل الدروة الاستثنائية التي يطالب بها هؤلاء الطلاب تعتبر واحدة من هذه الفرص، وهي على ذلك تعتبر مطلباً محقاً.