الكابتن أنور عبد القادر: يجب تقديم أصحاب الكفاءة والخبرة
حاوره زهير مشعان حاوره زهير مشعان

الكابتن أنور عبد القادر: يجب تقديم أصحاب الكفاءة والخبرة

مع بدء مونديال موسكو لكرة القدم، أجرت قاسيون لقاءً وحواراً مطولاً مع اللاعب والمدرب أنور عبد القادر لاعب ناديي الفتوة والشرطة والمنتخب، حول الرياضة والكرة السورية، ومونديال موسكو، نقتطف بعض ما جاء فيه.

 

في سياق الحديث عن مستوى الكرة السورية، قال:
البناء في كرة القدم يعتمد على مفاهيم ونظريات علمية واستراتيجيات حسب الأهداف على مدى زمني طويل ومتوسط ومرحلي، وتتضمن خططاً وبرامج تساهم في إعداد اللاعبين فنياً وبدنياً وذهنياً ونفسياً، واستناداً لذلك يجب تقييم الكرة السورية. وإنني أؤكد: أن القائمين عليها لم يسلكوا ولم يلتزموا المنهج العلمي في بناء اللعبة حتى هذه اللحظة، رغم أننا نمتلك المواهب والإمكانات البشرية والمادية، وبصراحة نفتقد التوظيف العلمي السليم حتى نبلغ أهدافنا وطموحاتنا للمنافسة في المحافل الدولية.
في الخمسينات والستينات كنا متقدمين كروياً، لماذا سبقتنا منتخبات كروية، كنا نتقدم عليها كثيراً؟
الإجابة من خلال ما ذكرته في البداية، وأنا عاصرت الجيل الذي كان يتفوق على منتخبات دول كثيرة، والتي كانت تسعى للاحتكاك بنا والاستفادة من فرقنا ومنتخباتنا الوطنية، فهم اجتهدوا وخططوا، ونحن لا زلنا نضيع الوقت بما لا ينفع.
كرة القدم تتميز بشعبيتها لاعبين وجمهوراً، وكانت فرق الأحياء الشعبية منبعاً للمواهب لكنها تراجعت؟
فرق الأحياء الشعبية والمدارس والمراكز التدريبية هي الأرض الخصبة لاكتشاف المواهب وبناء جيل كروي، لذا يجب الاهتمام بها وتعميمها وتأمين الملاعب والتجهيزات والرعاية العلمية والصحية والتدريبية، لترفد الأندية والمنتخبات الوطنية، مع إعداد كوادر تدريبية وإدارية على أساس الكفاءة والمقدرة العلمية والشخصية والأخلاقية.
كرة القدم موهبة ومتعة وهواية، لكن جرى تحويلها إلى سلعة فهل الاحتراف المستنسخ ساهم في تطويرها أم العكس؟
الاحتراف بمفهومه العلمي الناضج والالتزام بقوانينه الناظمة له، مسألة إيجابية، وضرورة حتمية للبناء والتطوير، لكن أن يكون منقوصاً ومجتزأً، فلا شك أنه سيؤدي إلى التراجع وربما الانهيار.
عاصرت أربعة أجيال كروية، محلياً ووطنياً، ما حصيلة هذه التجربة؟
كل الأجيال التي عاصرتها تمتلك عناصر القوة والتفوق والإبداع، وهذه القدرات والطاقات كانت رهينة ومرهونة، والكثير منهم تم إهمالهم، ولم يجدوا الرعاية التي يستحقونها، ولم تجر الاستفادة من خبراتهم وكفاءاتهم، أتمنى أن تكون المرحلة القادمة أفضل وأسمى وأكثر تفوقاً واهتماماً.
وعن تقييمه لواقع نادي «الفتوة» الحالي، قال الكابتن عبد القادر:
الحديث عن الرياضة في دير الزور ونادي الفتوة ذو شجون، كان له إنجازات وإبداعات يشهد لها الجميع، وكثيراً ما مر بانتكاسات لا مبرر لها، والسبب المباشر والأكيد هو: ضعف الإدارات المتعاقبة، والتي غالباً يتم اختيارها بطريقة تتنافى مع طبيعة وخصوصية العمل الرياضي، وتسيطر العواطف والنزوات الفردية على بعض من يتولون قيادة العمل الرياضي في المحافظة، الزاخرة بالمواهب والقدرات الرياضية والكفاءات المبدعة، ويجب على أصحاب القرار التفكير في المصلحة الحقيقية للرياضة، وامتلاك الشجاعة في مواجهة الحقائق، وتقديم المصلحة العامة على الخاصة. وجمهور الفتوة متميز وله نكهة خاصة وقيمة معنوية كبيرة وبعشقه الجنوني لناديه ووفائه للأزرق، وثقتي كبيرة أن تعود الإنجازات والبطولات، وأن يعود قوياً متماسكاً وفارساً للكرة السورية، وأن تعود الأناشيد الفراتية المميزة، رغم الانتكاسة المؤقتة.
نأتي للحدث الأهم عالمياً مونديال موسكو، كان المنتخب قاب قوسين من التأهل. هل خانه الحظ أم الظروف أم ضعف الإدارة والتدريب؟
نعم، كان قاب قوسين من التأهل، وقدم مباريات كبيرة وحقق حضوراً لافتاً، ولو امتلكنا استراتيجية واضحة وتماسكاً فعلياً منذ البداية، لحققنا طموح السوريين بالتأهل، لكن إعداد الفريق للتصفيات واجهته ظروف بعضها خارجة عن الإرادة، وبعض اللاعبين التحقوا متأخرين، وكان من الأفضل الاستعانة بمدرب عالمي يمتلك الخبرة والقدرة في التعامل مع الفرق المنافسة وتطوير اللاعبين، رغم أن المدربين الوطنيين بذلوا جهداً طيباً يشكرون عليه.
أي الفرق تشجع، وما رأيك باعتماد حكم الفيديو؟
أنا أشجع منتخب البرازيل، وأرشحه للمنافسة مع ألمانيا وإسبانيا وفرنسا لبطولة المونديال، واعتماد حكم الفيديو ضرورة أكيدة لتحقيق العدالة بين الفرق المتنافسة.
ثلاث بطاقات: صفراء وحمراء وبطاقة شكر لمن توجهها؟
البطاقة الصفراء: أوجهها لمن لا زال متردداً في الانحياز فقط للمصلحة العليا لكرة القدم والفرصة ما زالت قائمة له لينال احترام الرياضيين.
البطاقة الحمراء: أوجهها لكل من يصر على الإساءة لذوي الاختصاص والكفاءة الرياضية ويقدم عليهم من يُقدّم له الولاء شخصياً.
بطاقة الشكر: أوجهها للجنود المجهولين والمعروفين بصدقهم وإخلاصهم، وإيمانهم بأن الرياضة والكرة السورية تمتلك الكثير من المقومات التي يمكن أن تضعها في مقدمة الفرق العربية والآسيوية، وتحتاج فقط للصدق في العمل والتوظيف العلمي السليم.
كلمة أخيرة تود قولها؟
أقول لإخوتي الرياضيين: الرياضة قيمة إنسانية وحضارية كبيرة، ويجب علينا الارتقاء بتفكيرنا وأخلاقياتنا لكي نبلغ جدارة التمثيل والمسؤولية.

آخر تعديل على الإثنين, 25 حزيران/يونيو 2018 00:17